يقول الله عز وجل في مُحْكَم كتابه العزيز"يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين".
معاذ.....منذ أن غادرت وطنك ,بقينا على أمل عودتك سالماً غانماً لنا,الى أن صُعقْنا بما شاهدناه من جريمةٍ نكراءٍ بشعةٍ بحق مسلم يقول ربي الله ورسولي محمد عليه الصلاة والسلام,يقوم على قتلك جماعة يدعون انهم مسلمون والاسلام منهم براء.
معاذ.....أيها النبض الذي حرك مشاعر كل الاردنيين,وكل أبناء الوطن العربي,لا بل كل قلوب الخلق في كل أنحاء العالم...ما أصابك أصابنا ..كنا معك نشعر بما شعرت به... إحترقت أجسادنا وقلوبنا ...أدميت عيوننا بدموع من الدم وأوجعتنا وجعاً لا يمكن ان ننساه في حياتنا أبداً...ذلك الوجع الذي ولَدَهُ القهر بتلك الجريمة البشعه والمؤلمة والتي لا يمكن لقلب بشري أن يتحملها ولا يمكن لضمير حي أن يتقبلها على هذه الارض....ف بأي قلبٍ أقدموا على فعلتهم اللئيمة والنكراء؟؟؟؟
معاذ.....البطل الذي لن ننساه أبداً..والوجع الذي أسكن الحزن في قلوبنا وقتل الفرحة من عيوننا وأصبحت كل بيوتنا مفتوحة للعزاء لأن المصاب مصابنا جميعاً في بلد واحدٍ يجمعنا أسرة واحدة في كل المواقف والمصائب والشدائد...وعزائنا الوحيد أننا نحتسب معاذاً شهيداً عند الله في جنات الخلد,فلا تكُفُ ألسنتنا عن الدعاء لذلك الأبي البطل الذي وقفَ شامخاً لا يرضى الذل أو التخاذل أمام من أرادوا أن يشفواغليل صدورهم بهذه الطريقة الاجرامية البشعه ونسوا أنهم يقدمون معاذاً نسراً محلقاً في جنات الخلد بروحه الطاهرة التي حَلَقَتْ من بين ألسنة نيرانهم اللعينه الى خالقها راضية مرضية..فطوبى لأمك التي أرضعتك يا معاذ...وطوبى لوالدك الذي رباك...وطوبى لوطنك الذي تعلمت فيه معنى الرجولة والتضحية والفداء...فلا تحزني يا أم معاذ فإبنك سجل الشجاعة والرجولة...الجرأة والشهامة..الكرامة والنخوة...التضحية والشهادة,شئ لم نراه في الرجال التي أنجبتهم النساء والأمهات من قبل....مثلك يا أم الشهيد.
معاذ.....الذي سجل أسطورة دخلت التاريخ من أوسع أبوابه ,وغَير مجراه في لحظات عجز عن تغييره قادة وسلطات,نراكَ نجماً ساطعاَ متلألأً في السماء تهٍلُ علينا بنسائم المسك والعنبر عندما نذكُرُ إسمُكَ في كل حين,فأنت الغائب الحاضرُ في قلوبنا أجمعين ...وسيبقى نور وجهك بدراً مضيئاً في كل قلب شاهدكَ وأنت تقدمُ روحكَ فداءاً وكرامةً لوطنك ...تركتَ درساً لاولئكَ الذين لا يعرفوا ان للوطن الغالي ضريبة لا تُدفعُ الا بدماء الابطال الشرفاء.
أوجعت قلوبنا يا معاذ ..وسيبقى ذلك الوجع فينا..لا نعترض على قضاء الله وقدره ,فالموت حقٌ على كل الأنفس ..ولكن منا من يعيش صغيراً ويموت صغيرا..ومنا من يعيش كبيراً ويموت كبيرا....وأنت يا معاذ عشت كبيراً ومٌتَ كبيرا....يا أنبل وأطهر وأكرمَ ما فينا...وستبقى ذكراك خالدة في قلوبنا وعقولنا...وسيبقى أستشهادك نبراساً يضئ الطريق لنا ...ويكفينا فخراً أنك سجلتَ أسطورةَ أشرف الرجال ,وأنبلهم ....يا عزنا وكرامتنا.
نمْ قريرَ العينٍ فقد خَلَفتَ وراءك شلالاً من العطاء ..وإلى جنات الخلد مع الشهداء والابرار والانبياء والصالحين.....ولروحك الطاهرة كل الإكبار والإجلال......والرحمة والمغفرة.