بداية نترحم معا على روح الشهيد وننقل أحر التعازي لجلالة الملك ولقواتنا المسلحة ولاسرة الشهيد ووالديه
ان هنالك اجماع على ان الشعب الاردني شعب طيب وكريم ويشعر بنبض الامة ويتفاعل مع دقات قلبها باستمرار وهذه الاساسيات موجوده ايضا عند اشقائنا العرب
ولكن هنالك صفات ينفرد فيها شعب عن اخر ونحن في الاردن وبحمدالله سجلنا ارقاما قياسية في التماسك واللحمة والتعامل مع الازمات بعقلانية ووطنية فبفضل من الله نجحنا في اختبارات الربيع العربي الصعبة وفاجئنا العالم بتلك النتيجة لان التوقعات كانت مختلفة تماما وراهنت انذاك على سقوطنا وجاء التميز الثاني للشعب الاردني في صبره على ضنك العيش وتدني الدخول وصعوبة الحياه حيث ما زال هذا الشعب يقارع طبول هذه المحنة بصبر وروية وحكمة بالرغم من استمرار قسوة قرارات الحكومات المتعاقبة على رزقه وجيبه
اما النجاح والتميز الاكبر لهذا الشعب العظيم فقد جاء اثناء فترة اسر الشهيد وتعاظم بشكل اكبر بعد استشهاده
فكم كان ذلك التماسك والتلاحم الشعبي الرسمي والالتفاف حول القيادة وقواتنا المسلحة نموذجا جميلا وفريدا ومميزا بل كان بمثابة اساس لقواعد مدرسة جديدة من الممكن لعلومها ان تدرس وتكون مزارا للراغبين في التميز الوطني
اننا ما زلنا بصدد وخوض معركة الشهيد وهذا يملي علينا جميعا ان نترك زمام قيادة هذه المرحلة الدقيقة للقوات المسلحة والمخابرات لانه لا مكان للعواطف في ساحة القتال مع تعاظم وارتفاع اصوات شعبية واعلامية بدأت تنادي وتتدخل وتحاول من جديد فرض نفسها واجنداتها وقيادة الساحة وقد يتسبب هذا النوع من القيادة والتوجه العاطفي في تحويل مسار هذه المعركة وخلخلة نتائجها لغير صالح الوطن مما قد يحدث ويلحق ضررا كبيرا عن غير قصد مباشر بحق الوطن والمواطن لان هذا التوجه في اساسه يقوم على العواطف ولا ياخذ بالحسبان عوامل النصر في المعركة والتي يستند اليها القاده العسكريون والامنيون اثناء اتخاذهم للقرارات في مثل هذه الحاله.
من هنا يجب علينا ان نتوقف ونفكر بعقلية الدولة المحافظة على ابنائها وديمومة سلامة امن الوطن وعدم الزج به في متاهات فأهل مكة ادرى بشعابها من الامريكان ومن الاصوات التي تنادي للسير بالوطن نحو مقارعة ومواجهة المجهول لذلك علينا ان نلجأ للعقل ونجمد العاطفة لكي لا تكون سببا في التأثير وتحويل مسار القرار السياسي وتعرض ارواح جنودنا وابنانا للخطر
ان جيشنا العربي هو الجيش الوحيد الذي بقي واقفا في مواجهة العدو الحقيقي في بلاد الشام ولا نريد له ان يضعف او يتضرر او يتصدع لاي سبب من الاسباب فقد تكون المخططات الخارجية تريد االذهاب بنا نحو ذلك الاتجاه لاستكمال المخططات السرية المحتملة للمنطقة
سائلا العلي القدير ان يحمينا من كل سوء ويبقينا شعب مختلف في مواجهة الازمات ويساعدنا على ابطال المشاريع والمخططات الراميه للنيل من هذا الوطن وابنائه والمجد والخلود لشهدائنا الابرار
بسام روبين