عندما بدأت حرب الخليج بمطلع التسعينيات باواخر القرن الماضي كنت جنديا بالقوات المسلحة الاردنية , فاستذكر حينها قول امي رحمها الله تعالى واسكنها فسيح جنانه عندما ودعتني ذات يوم وانا اقبل يديها قائلة : " لاتتأخر فكلنا فداءا للوطن " عندها ذهبت وانا اتوقع كل شي حتى الشهادة في سبيل وطن ابصرت الحياة على صوره الزاهية البهية , احببت ان اعود بذاكرتي لتلك البدايات بحياتي العسكرية ليس لذكر تاريخ معين من حياتي بل ليعلم الجميع باننا عندما نختار حياتنا كجنود فاننا نصبح ملكا للوطن وترابه وقضاياه ونظامه الحاكم , فليس اليوم كالبارحة كلمات يرددها من انتقل بنهج حياته من عالم الاسرة والبيت العائلي لدنيا يكون فيها حاميا وحارسا ومدافعا عن دنيا الوطن الغالي , وهنا اود ان اشير بان الجندي صاحب رسالة خالدة اساسها التفاني بخدمة الوطن والموت من اجل ترابه وفداءا لعزته ووجوده , فالعسكري اين ما كان ومهما كانت رتبته يؤمن بما لايعرفه الغير عن عظم الامانة وعمق المسؤولية التي تقع على عاتقه في الذود عن حياض الوطن وعن شعبه وامته , وها نحن اليوم كشعب اردني واحد نقف وقفة عز وكبرياء متحدين موحدين بوجه الارهاب والارهابيين مهما كانوا واينما وجدوا , فالحرب على التطرف والارهاب هي حربنا جميعا , فنحن في الاردن بيننا صاحب الفكر الاسلامي وكذلك القومي والاشتراكي والوطني فنحن اصحاب تنوع فكري منذ تاسيي الدولة الاردنية , لذلك نقف اليوم وقفة قوية بوجه التطرف والارهاب الذي لايؤمن يوما بتنوع الافكار وتعدد الطموحات , ونسعى كاردنيين بجميع اطيافنا السياسية ومكوناتنا الاجتماعية بأن تبقى بلادنا مهدا للحريات ونقطة مضيئة بسماء الوطن العربي الغالي على الجميع , من هنا وبالعودة لدور الجندي فان ما يقع على عاتقه من مسؤوليات وطنية لايمكن ان توازيه اي جهة وطنية اخرى , فبيئة عمله تمتد من اي ركن في طنه حتى ابعد نقطة تشكل تهديدا لثرى وطنه وارض شعبه, فعلى مدار التاريخ تنوعت صور العقيدة القتالية للجندي وكذلك ساحات المعارك التي شارك بها ذودا عن حمى الاوطان , فحارب المسلمون ظلم كسرى ملك الفرس وجبروته, ودخلوا بلاده ,وكذلك حارب العرب المسلمين الامبراطورية الرومانية وتعدت جيوشهم حدود بلاد الغير , فمنهم من استشهد بوطنه مدافعا وغيرهم من استشهد دفاعا عن امته خارج حدود وطنه , اذا فالجندي ملكا للوطن ودمه فداءا لعزته ومجده, واليوم لن تستقيم لنا قائمة حتى نخلص شعوبنا من فكر ضلالي ناى بنفسه بعيدا عن روح الاسلام الحقيقي ومبادئه السامية ,فلتتحد جهودنا ونوحد صفوفنا وننتج قالبا وطنيا مميزا بوجه الظلم والطغيان , فحربنا على الارهاب هي حرب الاردنيين جميعا بلا استثناء لاحد اوطائفة فكرية ...
قالت لي : " انت وانا كلنا فداءا للوطن وترابه الغالي "
أخبار البلد -