مرة أخرى يخسر الكيان الصهيوني الرهان ويقع في شر أعماله و جنون أفعاله ، جاء الردّ على جريمته النكراء في القنيطرة سريعا وعاصفا وموجعا ، وجاء في مكان خارج توقعات العدو .
لقد عاشت دولة الاحتلال خلال الاسبوع الماضي حالة من الخوف والتوجس والهلع وحالة عصيبة من الترقب والانتظار ولم ينفع شيئا في تهدئة نفوس المستوطنين عيشون " فوبيا " حزب الله . فكان اليوم موعدنا مع بداية الرد على ما اقترفته إسرائيل من جرائم واعتداءات .
لقد جاء الرد من حزب الله في منطقة مزارع شبعا وهي مناطق لبنانية محتلة ليست معنية بقرار الأمم المتحدة 1701 عام 2006 الذي انهى حرب تموز المجيدة ، وفي اختيار المقاومة لمنطقة شبعا دلالات ومغزى يمكن أن نجملها بالتالي :
جاء اختيار المقاومة لمنطقة مزارع شبعا ليبعث برسالة إلى الداخل اللبناني أولا مفادها أنه لازال هناك أراض لبنانية محتلة تحتاج للتحرير في وقت نسي فيه معظم اللبنانيين هذه الأراضي أو تناسوها فكانت هذه العملية العسكرية الناجحة جزء امن المقاومة وفي طريق التحرير ، وبالمقابل تذكير دولة الكيان الغاصب أن المقاومة على اتمّ جهوزية ومستعدة لكل الاحتمالات ولن تسمح لجريمة كجريمة القنيطرة أن تمر دون عقاب مؤلم ورد وموجع . كما أن لمزارع شبعا خصوصية من حيث الطبيعة الجغرافية والامنية فبرهنت المقاومة على احترافية عالية وقدرة على اختراق تحصينات العدو الأمنية وأجهزة الرصد والمراقبة لاسيما ان الهجوم على القافلة الصهيونية العسكرية كان بمحاذاة الشريط الفاصل بين لبنان وفلسطين .
كما أن استخدام المقاومة لصواريخ موجّة مضادة للدروع في هذه العملية النوعية يبعث برسائل عديدة للعسكريين الصهاينة وتكشف عجز أجهزة المخابرات الصهيونية وفشلها في عملياتها ، ويبيّن أن المقاومة لديها من القدرة والدقة في رصد تحركات قوات العدو ما يمكنها من الرد في الوقت والمكان المناسبين وبالحجم الذي ترتئيه وتراه مناسبا .
فشلت إسرائيل مرة أخرى وستبقى تعاني الفشل كلما أوغلت في غيّها وطيشها وكلما استمرت في جنون أوهام القوة .
وعلى قادة العدو أن يكونوا على يقين أن محور المقاومة لن يُهزم ولن يستطيع أحد ثني ذراعه وأن وقوف إسرائيل بجانب العصابات المسلحة لن يزيدهم الا هزيماتلو هزيمة أمام بطولات الجيش العربي السوري ورجال المقاومة ، وسيعلم العدو الغاصب أن المقاومة ضده في الجولان المحتل قد بدأت ولن تنتهي إلا بتمريغ أنفه وغطرسته في تراب الجولان الطاهر .