قاماتُ طويلة،و" احلام العصافيرِ". وجوهُ كالحةُ تقطرُ سُماً زعاف.اذرع اخطبوطية اطول من طويلة تتسلل الى الجهات الست، لتطول الاماكن البعيدة.لتلهف المخبوء من مدخرات الناس البسطاء في الصناديق المقفلة،في ليل دامس الظلمة،ليس فيه قمر ولا حرس ولا ناس.لا يمنعهم مانع طالما ان المفاتيح مُلكّ ايمانهم .مشعوذون يرقصون على حبال شعبوية، بارجل خشبية مستعارة،على موسيقى نشاز تصم الآذان.تستفز الاعصاب،كانها تكسير حجارة من صوان في كسارة عجوز متآكلة الاسنان .
لا خجل عند هؤلاء و لاحياء، إن طأطأوا الرؤوس،وهزوا الادبار،للبقاء تحت الاضواء.بضاعة تعفنت فاحت روائحها.إكرامها في استئصال شأفتها بعد إستفحالِ خطرها على الوطن والمواطن،او حرقها في افران الاسمنت، مثلما تحرق مكافحة المخدرات سمومها.بضاعة مزجاة،يُرّوج لها تجار حواة،لا يضيرهم ان باعوا لحوم ابقارٍ نافقةٍ بانها عجول رضيعة،و تسويق لحم حمير ذبحوها "حسب الشريعة"،التقطوها وهي تقتات من جوع على المزابل،بعد اطلاق سراحها،لعجز اصحابها عن دفع كلف علفها.
قتلةُ هؤلاء،لا همَّ لهم الا ارصدة ضخمة سائلة،لا يهم ان جاءت من حلال او حرام .وسلطة مطلقة لاستباحة المحرمات.تراهم كما الثعالب الماكرة تنقلب على ظهورها،متظاهرة بالموت،مطلقة زبدها من افواهها، لنصب أفخاخ للسذجِ،و إصطياد المغفلين. يفعلون الافاعيل على مسرح اللامعقول حيث لا رقابة على نصوص مسرحياتهم.يلبسون الاقنعة البراقة الخادعة. يمكيجون وجوههم في كل مناسبة،ولكل مناسبة الوانها.ممثلون بارعون. يتماهون مع كل الادوار في زمن التحولات السريعة.يشبهون العدس،لا تعرف وجوهم من قفاهم،او كأنهم حبات رز منتقاة بالحبة على صينية قذرة. واحدهم حين يستكمل بناء ذاته على حساب وطنه:مالاً،ووجاهةً، يسعى لثالثة الاثافي متذرعاً بما قالت العرب : "القِدْرُ لا يركب الا على ثلاثة".
مال ونفوذ لا يعنيان شيئاً بلا شجرة عائلة.يستميت عندها واحدهم، لحيازة شتلة تليق بمقامه،تناسب مكانته.يركض الى تركيا لنبش اوراق الدولة العثمانية المُصفرة،من اجل البحث اصول مندثرة للاستيلاء عليها.تراه يفلي السجلات القديمة باهتمام،عجوزطاعنة في العمر،شغلها الشاغل تفلية رؤوس احفادها،و قصع صيبانها .لا ضير عند النخبوي ان يشتري نسباً هجيناً من لدن بابها العالي في انقرة.مهما كانت مُكلفة، تُرضي غروره، بانه ابن "ناس".المفاجأةُ المُفاجِئةُ حينما تكتشف ان شجر هؤلاء منحولة.بذورهم علقماً او اشد مرارة.
الاسخم ما كشفته مختبرات التحليل البيولوجي ان "زبلهم" الذي ترعرعوا عليه،وشبوا فوقه مُشبع بالنجاسة،ثم ياتي فحص الـ :DNA لقول كلمته الفصل فيهم:ان جيناتهم "معوجة"،لم تكُ يوماً مستقيمة.لذا لا تُقبل خلفهم صلاة...لا تصح معهم عبادة...لا تجوز عليهم رحمة . شجرة الحب تطرح على الدوام عناقيد الخير والمحبة،فمن الاستحالة بمكان ان تنبت في تربة الكراهية،اما شجرهم،لا ينمو الا في المنبت السوء تربته حقد،وسُقياه حسد وكيد.
شجرهم،لا يطرح الا شوكاً تعافه الدواب،مؤذِ لكل من يدنو منه. يبقى عاقراً مهما زينّوه بأسماء فاقعة،او"شنشلوه باحجار كريمة نادرة ". النسب الشريف ليس بالعدد و لا بالمدد،لكنه بتقوى الله. تاجه خلق كريم،سنامه سلوك قويم،وقوده خدمة الآخرين...." انا جد كل تقي": قالها سيد الخلق كلهم محمد صلوات الله عليه،الذي قال فيه رب الخلق كلهم "وإنك لعلى خلق عظيم".فطوبى للمتخلقين باخلاق القران، الاتقياء الانقياء ـ الذين يتطابق فيهم "الجواني و البراني"ـ كما جاء في وصفهم "ان يراك الله حيث امرك،ويفتقدك حيث نهاك" لا تقوى الادعياء باعة الشعارات الفارغة كـ "الجوز الفاضي" او "الزوج العنين" ـ .
الشجرة الخبيثة تظل "مبندقة "،حسب التوصيف الميكانيكي الاردني لكل سيارة يجرى تجميعها من"كل سكراب قطعة". تذكرنا تلك الشجرة بهذه الشجرة.شجرة ثري نفطي فاسق،زينَّ شجرة ميلاد بالذهب واللؤلؤ و الالماس ،وعندما "عَيدّت معه"،شلحها ما كساها،و اضرم فيها النار.واقعة تؤكد ان النسب جوهر وليس مظهراً للاستعراض.تأسيساً على ذلك،فإن وحدة قياس الاصيل المؤصل ان يبقى خطه الاحمر ساخناً مع الله،مفتوحاً مع على مدار الساعة لا يصمت.جسوره موصولة مع الناس."فالخلق كلهم عيال الله، احبهم الى الله انفعهم لخلقة"،لا ان يحسب الاطاحة بمستقبل الاخرين بطولة، والتجبّر عليهم رجولة.مريض هذا من كان التعذيب سُلمّاً لنجاحه،و قطع ارزاق العباد طريقه لتعليق الاوسمة على صدره.نجاح هو السقوط بعينه،لا يفعله الا ساقط من دار اهله.
لا يغُرنّكَ عرض اكتافهم.هم ليسوا اكثر من بالونات منفوخة،عملة زائفة،شخصيات محبطة تعاني من علل نفسية عميقة...نخبة لا تخاف ربها.افرغت البلاد من ارزاق عبادها،ذهبت ببركتها،حتى طيور السماء اشتكتهم لخالقها. ضيّقوا عليها ارزاقها.لوثوا ماء شربها،لهفوا مدخراتها.نخبة مارقة جرجرت الامة للهاوية.لعبوا في مستقبل الوطن في مضاربات خاسرة.ما بقي باعوه باسعار محروقة. بسبب سياساتهم العقيمة ، حتى لم يعدْ المواطنون اهل مواطنة.صاروا رعية عارية، تخصف على عوراتها من ورق صحف كاسدة تباع بالكيلو لان اخبارها "بائتة"، لا تجد من يسومها بقليل من الفراطة.صاروا يأكلون ما تيسر لهم لاسكات صرير امعاءهم الخاوية.فهل رايتم شعباً مثلنا؟!.و جرائم نهب يُثاب فاعلوها عليها غير"نُخبتنا" الضالة ؟!."...ربنا إطمس على اموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الاليم". صدق الله العظيم
نخبةٌ مُنتنة،ذوات ناخرة،سلوكياتها عاطلة مٌعطلة. سلخوا جلودنا لشراء معاطف فاخرة.صنعوا سيرة سيئة لدولتنا الاغلى، الاحلى ، الانقى ، الابقى في كل الدنيا.افقدوها هيبتها،سمعتها.سوّدوا وجهها،احبطوا عُشاقها من خيرة ابنائها،لطخوا جبهتها الوضاءة.مفارقة ام مصادفة. ثلاثة عقود لا تستطيع التأشير بـ "السبابة" على شخصية قدوة يُحتذى بها،لكنك بسهولة تؤشر بـ "الوسطى" على العشرات ممن تستحق رقابهم حبل المشنقة.
اين يكمنُ خلاصنا ؟. ببساطة في "حكومة إزاحة"، تزيحنا عن طرف حافة الهاوية، قبل ان نهوي للحضيض على رؤوسنا. تزيحُ نخبة فاجرة مفروضة على رقابنا عنوة. حكوماتنا كلها تكالبت علينا.سلقتنا مثل "فرخة منتوفة" في طنجرة ضغط مُحكمة. نطنطتنا كحبة بوشار في مقلاة نارها حامية.كبست على انفاسنا كزيتونة في معصرة.
لذا باتت ضرورة مُلحةٍ، إستيلاد حكومة انقاذ وطنية بالسرعة القصوى،لانقاذنا من اعوام رمادة متصلة، قضيناها في مسغبة اثر مسغبة.لم يبق فينا منها لا جلداً ولا عظما.نريد حكومة تحفر مستقبلنا بالصخر لا ان ترسمه على الرمل بعود نخرة،وميزانية قوامها مساعدات مشروطة،وضرائب مباشرة وغير مباشرة. نريدها ان تبني لنا سداً يمدنا بمياه عذبة لا ماءً مطحلباّ مستورداً من " ضفة طبريا الملوثة". نريد طاقة نظيفة،تغذي مدننا بكهرباء،لا تعقبها فاتورة تصعقنا صعقة،"تجيب آخرتنا" بجلطة قاصمة .
"جمل المحامل" الذي اوسعتموه استخفافا،و اشبعتموه ضرائباً ، سيبرك بحمله في النهاية لا محالة،او يصاب بهياج يٌحطّم ما يعترضه،وينتقم ممن اهانه.هو صبور صبور، لكنه لا ينام على ثأره،فاحذروا هياجه،فانه سفينة صحراء لا فئرَ تجاربٍ،و لا عبداً في مزرعة.
نقولها بالعربي،بالصيني، بالتركي،بالهندي، بالباكستاني: كفى، استهزاءً بنا.لكم دينكم ولنا ديننا.إنزلوا عن اكتافنا، إخجلوا لم يبق في العمر بقية. كفوا شركم عن الوطن و اهله. هذا وطن ليس مزرعة.وطن للاجيال الصاعدة لا وطن الانجال الفاسدة،و طن الصادقين البررة،لا الاشكال المتسلقة. كفى لعباً فينا وعلينا :" مشان الله ...ان كنتم تعرفون الله.....حلوا عنا ".
مدونة بسام الياسين