في معظم دول الشرق الاوسط وبعض دول العالم يخشى رئيس الدولة مغادرة بلده حتى لساعات ،ان كان لزيارات سياسية او حتى في حالات المرض بل يصُر على البقاء وان يأتي الاخرين له ان كانوا زعماء دول او اطباء .
في الاردن على سبيل المثال يكاد لا يخلوا شهر من مغادرة الملك في زيارات لدول عربية وعالمية يُودع باحترام وتقدير ويستقبل باحترام وتقدير، وفي الاردن عندما ينتقل الحكم من امير لامير ومن ملك الى ملك ينتقل بكل سهولة وُيسر ليس لان القبضة الامنية لا تسمح بحدوث شيء بل لاْن النظام السياسي في الاردن مستقر وهو من اهم عوامل انتقال السلطة .
قد تختلف مع حكومة او مع رئيسها وقد تتفق ولكنك عندما تجلس مع الملوك الهاشميين لا تستطيع ان تختلف معهم فالبساطة والتواضع والذكاء والحكمة اهم صفاتهم .
كذلك ما حصل بالمملكة العربية السعودية اخيراً فقد انتقلت السلطة من ملك الى ملك بكل هدوء ويُسر كما حدث في الاردن وليس لان القبضة الامنية السعودية لا تسمح بحدوث شيء بل لان النظام السياسي السعودي مستقر وهو من اهم عوامل انتقال السلطة في السعودية .
اجيالاً تُسلم اجيال والدولة والحكم يستمر فقد تدرب كل جيل ياتي على يد جيل سبقه من الزعماء والملوك تعلموا الحكمة والتواضع والبساطة ،تعلموا ان يكونوا بمستوى الشعب وليس فوق الشعب تعلموا ان يكونوا مع الشعب في كل امورهم اليومية والحياتية ، تعلموا ان الشعب هومصدر السلطات ان كانوا معارضة او مولاه وتعلموا ان الشعب اذا لم يحبهم بارادته لا يمكن ان يحبهم بالقمع والظلم .
سياسة الاردن ثابته وسياسة السعودية ثابتة في الخطوط العريضة مع الدول العربية والدولية ،ولكن لكل جيل رؤيا واجتهاد تفرضها احيانا الظروف المحيطة والتغيير المفاجئ في بعض الدول .
ولم تكن الاردن وكذلك السعودية الا دولاًً متزنة بالقرارت داعمة للدول العربية في ما يختاره شعوبها ،رحم الله الملك عبد الله بن عبد العزيز واطال الله في عمر الملك سلمان بن عبد العزيز ،ورحم الله الملك الحسين بن طلال واطال الله في عمر الملك عبد الله ابن الحسين.
فربيعنا العربي هو ربيع حقيقي يُزهر فيه الورد والشجر وحتى البشر ،وربيعهم كذب مات فيه الورد والشجر والحجر والبشر ......
حمى الله الاردن والسعودية ملوكاً وشعوباً وادام الله المحبة والصداقة بين الشعبين .