اللهم أعطنا خيرها وابعد عنا أصابع المسؤولين عبر الشاشات.
اللهم لقِّن مسؤولينا لغة يفهمها المواطن والوافد على حدٍ سواء من غير تأتأة ولا وهوهة ولا فأفأة.
عندما أعلنت الجهات الرسمية عن قدوم منخفض جوي من أصل قطبي يستمر لعدة أيام، محذرة من تراكم الثلوج وغزارة الأمطار وأن الموجة ستكون تاريخية بنسبة الهطول وكثافته وخطورته. وقد أكد هذا الخبر الإعلام الرسمي والقطاع الخاص في الأرصاد الجوية. فقد سارع المواطن الأردني بتأمين حاجياته لزوم البرد والشتاء بناءً على ما سمع من تأكيدات متذكرا الموجة السابقة (أليكسا) حين عجزت الدولة عن تأمين المحروقات لآلياتها التي لم تتمكن من فتح الشوارع لولا هبَّة نشامى القوات المسلحة ، الذين ما كان في قاموسهم يوما من الأيام أن يكونوا في خدمة من أراد أن يلهو ويتمتع بمناظر الثلج التي يعرفها المجتمع الأردني حق المعرفة . لكن من تقطعت بهم السبل لا يعرفون التعامل مع طقس الأردن لأنهم ما تعودوا عليه فهم الذين أمضوا حياتهم في الغربة لجمع المال متناسين كل المعاني الطيبة للوطن .
التجربة السابقة جعلت المواطن يحتاط فقط ، والتهويل الذي وصموه به بأنه " مفجوع" فهو كذب وافتراء وتقليل من قيمة الأردني.
هدى وكما أسميتموها ، حالة ليست بالغريبة فقد مرت سنين أسميناها " أم السبع ثلجات" ولم نلحظ وقتها هذا النفير الحكومي من وزراء الثلج وكما قال المثل " يذوب الثلج ويبين اللي تحته" ، عندها ستنكشف البنية التحتية المتهمة بمليارات الدولارات لإنشائها ، ورقم ( 32000 ) عطل كهربائي شاهد على رداءة البنية التحتية وسوء التخطيط . لكن وعلى ما يبدو أن أجهزة الرصد التي تعودنا عليها سابقاً لم تكن بالجاهزية المتوفرة الآن والموجودة عند القطاع الخاص، أو أن من يعمل عليها كان يعتبرها من الكماليات .
حكومتنا ( الحكومة ) الرشيدة هيأت الكاميرات ووزراء الثلج لبسوا ربطات العنق وامتطوا صهوات سيارات الدفع الرباعي وجهزوا غرف العمليات ، ينتقدون المواطن الذي زَوَّدَ عائلته برغيف خبز زيادة كي لا يطلب ناقلة جنود تستهلك مئة لتر من المحروقات لتزوده بربطة خبز ، ولا يرغب أن يظهر على الكاميرات الرسمية بأنه من العائلات المستورة . يكفي جلد المواطن الذي يدفع الضريبة ولا يرى مردودا سوى زيادة في المديونية.
الإعلام تحول لفرقة مديح وأهازيج للمسؤولين الذين يعملون ضمن واجباتهم الوظيفية ، فهل هي عاصفة هدى أم عاصفة النفاق لمسؤول أو لوزارة تخلت عن مسؤوليتها وقامت باستئجار الآليات ، أما إن كان لا بد من التسحيج فرجال الدفاع المدني والأمن العام والدرك وقوات البادية الملكية والجيش العربي الذي يفتح شوارعكم ويحمي حدودكم فهم الأولى بالمديح الصادق لا بقول المنافق .
الاعلام الرسمي ومعه الإعلام الخاص – الرخيص طبعا – تناسوا قضايا مهمة على رأسها الشاب الطيار معاذ الكساسبة الذي تاجرتم به إعلاميا لتكسبوا أعدادا أكثر من المشاهدات لمواقعكم ، فتحولتم للأسف إلى هدى لأن فيها مشاهدات أكثر ، الصهاينة يجهزون لهدم المسجد الأقصى وأنتم تلمعون وزيرا لأنه يقوم بواجباته الموكولة إليه والتي أقسم على تنفيذها مقابل راتبه وامتيازاته ، المديونية تزداد وأسعار الكهرباء سترتفع على المواطن التي سيرافقها ارتفاعا على السلع والخدمات .
رئيس الوزراء هددنا بانخفاض قيمة الدينار فأصبحت المديونية تحتاج لآليات كي تزيلها وتقوم بإماطة من كان سببا بازديادها، ولا زلتم تعلنون عن العطلة الرسمية والعطلة الثلجية.
اللقاءات المتلفزة مع وزراء تعلموا أسلوب التأتاة في اللقاءات الصحفية ويكررون القول:
(ألــ ألـــ ألــــ ئــ ئــ ئــ ) تعلموها من ناصر جودة الله لا يسامحه ولا يسامح اللي عَلَّمه هالعادة.
ويا ربي رحمتك،،،.
علي الجماعين
12/1/2015