سأعترف بداية إنني سأمارس الهبل على أصوله..وأدعي بانني سأسأل ببراءة وحسن نية وكأنني غشيم ولا أفقه شيئاً في دنيا الأرقام والتكاليف.. لذلك اعذروا لي جهلي وأحسنوا التعامل مع هبلي.
بين يدي ثلاث ورقات.. منها فاتورتان.. من صالون تجميل.. بقيمة تزيد عن عشرة آلاف دينار لشهر واحد فقط من منتصف شهر تسعة الماضي إلى منتصف شهر عشرة.. ولا أعلم ما هو (علم التجميل) المُطبّق في التلفزيون الأردني الذي يُكلّف هذا المبلغ المهول.. وما هو عدد المذيعات اللواتي (يتجملن) كل يوم ليخرجن على الشاشة؟ وإذا كانت القيمة الشهرية لتجميل المذيعات تصل إلى هذه القيمة: فلماذا لا يكون هناك قسم تجميل داخل التلفزيون؟؟ أم يريدون تنفيع أصحاب الصالون المذكور في الفاتورة؟؟ وإذا كانت العملية ليست تنفيعاً ولا فساداً.. فهل أستطيع أن أفتح صالون تجميل وأنا مطمئن أن مرابحي في وضع بودرة على الوجه ستكون بمثل هذه الأرقام.. بل إذا فتحتُ صالوناً فأنا على استعداد أن أقدّم للتلفزيون عرضاً خاصاً لا يتجاوز ربع قيمة الفواتير التي بحوزتي.. وعلى استعداد (إذا اعتمدوني) أن تكون مواصلاتي على حسابي وليس (اربعمائة دينار) بدل تنقلات في الشهر كما هو مفصّل في الفاتورة.
لا أعلم إن كان هذا فساداً.. ولا أعلم ما هي صلة (صاحب أو صاحبة الصالون) في أي أحد مُتنفذ في التلفزيون.. كل ما أعلمه أن هذه القيمة للفاتورة تُثبت هدراً للمال العام.. ذلك المال الذي يُصرّون على أخذه مني (غصب عني) كل شهر وأنا لا أشاهد التلفزيون لأنه لم يرقَ بعد إلى مستوى النظر والسمع.
في النهاية.. كل ما أخشاه.. أن تكون الفاتورة عادية جداً.. وأكون أنا عن جد أهبل في عالم اللهط والشفط.. بل في عالم التجميل الذي كلّما تقدمنا نحوه أو استعملناه ازددنا قُبحاً.