وصلت هدى الى بعض الاقاليم وغادرت مسرعه بعد ان رات مارات وسمعت ماسمعت .. لم تكن هدى زائرة ثقيله الظن لاكرها بل خوفا على الفقراء والغلابى ورافه باحوالهم قررت ان تختار في زيارتها بعض الاقاليم وتغادر راجعه غير اسفه تاركه لنا دروس خليط من الماضي والحاضر والمستقبل بعد ان قرر الناس حبس انفسهم في بيوتهم هم ومااختزنوه من خبز وغاز وكاز وتموين حتى انهم سطوا على حصة الفقيرورغيفه وغلوا سعر المواد ظانين ان حرب الثلج لن تنتهي وان الدفا عفا وان لابد من الحصول على اكبر كميه من الغاز والكاز والخبز حتى وان فتحت الاوقاف مساجدها لتدفئتهم ومادروا ان الضمائر الحيه والقلوب الدافئة وحدها قادرة على مواجهه هدى و كسر جليد الحياة، و ان الدفءالمطلوب لاياتي من الصوبات والمواقد ومن الحطب والغاز والكاز ولاتزيد من وهجها تلك التي أصبحت هذه الأيام حديث الساعة لغلاء اسعارها اوصعوبة الحصول عليها خاصة بعد أن تحولت إلى تجارة فاحشة الربح وأمسك بزمامها تجار الأزمات والسماسرة واللصوص, لأنَّ دفء القلوب ينبثق من المحبة والتسامح ويتوهج بالغيره والفضائل ويشع براحة الضمير الذي يتعرض في هذا الزمن لامتحان صعب واختبار دقيق يتطلب إرادة قوية تمنعه من السير على طريق المجد الزائف والرفعة الملوثة بالنصب والاحتيال واستغلال ظروف الناس واحتياجاتهم التي يتلاعب بها شبق الفاسدين الجارف لاكتناز الأموال وتكديس الثروات ورغبتهم العارمة في التسلط والنيل من الكرامات والابتزاز الذي أضحى موضة العصر عند المنحرفين الذين يتسللون من ثقوب الفساد التي أحدثتها قيمٌ ومفاهيم غريبة عن مجتمعنا، دخيلة على حياتنا، شاذة عن منهج تفكيرنا، بعيدة كل البعد عن تراثنا الروحي والاجتماعي والقيمي
لدرجة أصبحنا فيها نحسُّ بالغربة حتى في شوارع بلدتنا الطيبه و حاراتنا التي كانت ترضعنا معاني الألفة والتعاضد والتعاون وتجمعنا على موائد الخير المتدفق من نفوس قاطنيها الذين تربوا على العطاء والتضحية حفاظاً على ألقها المشع دفئاً وحيوية ونبلاً وإخلاصاً .
ومازلنا ننحني أمام كل ذرة من ترابها لأننا تعلمنا منها معاني أغلى وأعظم
فحافظنا عليها ووقفنا في وجه كل من أراد أن يحدث في جدرانها ثقوباً تشوه جمالها وتسمح للفيروسات العابرة اختراقها والدخول إليها, يومها لم نكن نحسب حساب اليكسا ولا هدىى ولالالالا يومها اطفالنا وعائلاتنا بالبرد ولا بالكهربا ولا بالغاز والكاز بالرغم من تراكم الثلوج وانخفاض درجات الحرارة ولم يكنجرة الغتز او تنكه الكاز شاغلاً لتفكيرنا، ولا مؤرقاً لحياتنا، ولاعبدة المال مصدراً لهمومنا وآلامنا.
بل على العكس تماماً كانت حرارة لقائنا ببعضنا وصدق محبتنا تجعل من الثلج والبرد مواقد تدفىء أرواحنا ونطهو عليها أجمل وأطيب ذكرياتنا، وكان المال عبداً لإرادتنا المصممة على تقاسم رغيف الخبز الذي غالباً ماشكّل ثروتنا المادية وحقق لنا وحدة القلوب والنفوس.
واثقون ، أنَّ المستقبل لن يكون إلا للشرفاء والأحرار والمخلصين الذين لايفتعلون الأزمات ولايتاجرون بالاحتياجات ولايهرّبون الثروات ولايعبثون بأمن وسلامة الوطن.