لا أدري كيف؟..عام فارقني. حمل سيلا كبيرا من بوح لم يمهلني الوقت أن أكتبه اليك.
كنت فيه عند كل شباك أزرع لك وردة تدغدغ وجع الشوق، تتألم هي.. و لا أتكلم انا.
كنت فيه أهرّب الشوق من قلبي قبل أن يُصادر،كنت أرسمنا على الجدران قبل أن تبهت ألوان الدنيا .عام حمل معه حقائب الكلمات نبض على ساعات طويلة بتُ
فيها وحدي أراقب مفترق لمحتنا فيه الشمس.
كنت أجمع لك الياسمين من فوق الكلام،و كنت أطير للحلم على جناح ،كنت أهبط على أرض الانتظار مظلتي عينيك يوم التقينا..و يوم توادعنا على لقاء.
عام مضى و أنا أحمل حقائب أيام قادمة،وكأني طفلة مهجّرة خائفة أن تعود الى حيث ابتدأت،أركض،أركض،و أركض الى حضن القلب و أنت البحر الذي استوطن أنفاسي فحملتني ذراع أمواجه نحو آفاق جديدة.
سكنت حنايا الصدر و تولع الهدب و كنت عناوين خارطة خطواتي نحو الزمان القادم،أهرب منك..أهرب اليك..أهرّب أمنياتي للغفلة و لا أملك من أمري الا تنهيدة و دمع مسافر على طول المسافات يحمل شيء مني علّه يصل.
عام مضى من العمر وأنا لازلت أفتح معك الصفحة الأولى فيّ أمل قادم لكن متعثر برُكام الدفاتر،فتَذَكّر ان استبد الوقت بي يوما أني لازلت ألمحك هناك فوق تلّةِ ماضٍ علّك فيه ممدت لي يدك يوما. الفراق موت بنكهة لا تتكرر فررت منه حين عقدت مع القسوة هدنة و لا أدري ما يزعجها فيّ و في الشوق غير أني في كل ليلة كنت فيها وحيدة مع نفسي سرقتني الأفكار فلهثت خلفك..خلف صوتك مرات و أحتميت من الحنين مرات أكثر.
كل الأوجاع التي طوتني تحت جناحها كابَرَت حين ذكَرَتك،هكذا أنا و هكذا أنت..دهشتي و لازلت و ستبقى:يا من يحلق فوق سماء خيالي كلما تدفأت بأحرفك شدتني أكوام برد الاسئلة فيا ليتني عشتها هكذا!
الآن قليل من الوقت وأنت و مبتدأ لكلام و قافية النقاط التي تدفع بسرب القصيدة الى بابك كي تكون حقيقة و تلعثماتي وأنا كلنا حيارى الى أين و كيف الهروب دلني و أنت تتسلق جبين نهاري لتغزو ساحات ليلي الموحش فأضم حزني الأخرس ان أشتهيت بوحا يتساقط بتلقائية فوق مرفىء المدينة.
سأظل وحدي أجدّف بقلمي نحو معجزة من لا يأتي أبدا كحقيقة وستظل الريح تتطاير فوق شعري و ستظل أنت كما أنت بعيداً،بعيداً جدا،وسيظل شيء منك قريبا،قريبا جدا، وسيظل الكون يختبىءُ حياء في كل مرة همست فيها للطير باسمك فبكيت.