أخبار البلد -
مؤخرآ تم بتركيا وضع أللمسات ألاخيرة لمشروع تدريب المعارضة السورية في معسكرات خاصة بتركيا والسعودية وبمرجعية أمريكية -فرنسية، ومن هنا نستطيع أن نقرأ بوضوح أن القوى الاقليمية والدولية وخصوصآ تركيا،، قد عادت من جديد لتمارس دورها في اعادة صياغة ورسم ملامح جديده لاهدافها واستراتيجياتها المستقبلية بهذه الحرب المفروضة على الدولة السورية بكل اركانها، وما هذا التطور ألاجزء من فصول سابقة، عملت عليها المخابرات والاستخبارات التركية منذ عدة سنوات فهي عملت على أنشاء وتغذية وتنظيم صفوف المجاميع المسلحة المعارضة للنظام السوري وخصوصآ بشمال وشمال غرب سورية، وقد كانت الحدود التركية المحاذية للحدود السورية شمالآ، هي المنفذ الوحيد لمقاتلي هذه المجاميع، فهذه الحدود المحاذية للحدود السورية كانت ومازالت المنفذ الاكبر لتجميع وتنظيم صفوف هذه المجاميع المسلحة على اختلاف مسمياتها في سورية، وكل ذلك كان يتم بدعم أستخباراتي ولوجستي أمريكي-تركي.
*هل أنهار تحالف أمريكا العربي وهل أنقرة هي البديل ألانسب لوأشنطن؟!.
بعد أن تيقن ألامريكان من حتمية انهيار الحلف الامريكي -العربي الذي نشأ حديثآ وبفترة زمنية قصيرة، لمحاربة تمدد تنظيم داعش، بدأت مبكرآ دوائر صنع القرار ألامريكي تبحث عن وجوه جديدة لهذا الحلف،، فبعد تأكيدات حكومية، فرنسية -بريطانية -ألمانية، على الاشتراك بهذا الحلف لضرب تنظيم داعش بسورية ولكن بمراحل متقدمة وليس بهذه الفترة تحديدآ،، لزيادة الضغوط الحكومية على برلمانات هذه الدول لاعلان موافقتها على اشتراك دولها بالحرب بسورية،،ومن هنا فامريكا ألان لا تضمن سوى بقاء السعودية وألامارات بصفها بالمرحلة المقبلة لهذا الحلف،، وهي تعلم أن بنك أهدافها طويل بالمنطقة ،، فهو لايتوقف عند الحدود السورية بل سيتعداها ليعبر البحر الابيض المتوسط الى بحر قزوين وابعد من ذلك أيضآ،، ولهذا فمازال ساسة وجنرالات واشنطن يضغطون بقوه بهذه المرحلة على ساسة أنقرة تحديدآ لتوسيع حلفهم واشارك اطراف كثر فيه،، فهم ألأن يسعون قدر ألامكان على أبقاء أنفسهم بموقف الطرف الاقوى بهذا العالم،، وانهم هم القطب الاوحد بهذا العالم،، فاسقاط سوريا يعني محاصرة روسيا،، واسقاط قوى المقاومة اللبنانية و "بعض" الفلسطينية يعني محاصرة ايران،، ومن هذا الباب لنقس على باقي البلدان التي سيطولها بنك الأهداف الامريكي بمراحل متقدمة من مشروع امريكا الجديد بالعالم.
* ما مدى رهان أنقرة على الورقة السورية وعلى تمدد داعش لتوسيع نفوذها ألاقليمي؟؟ .
مع زيادة مسار ضغوط ساسة وجنرالات واشنطن على أنقرة ,,وجدت أنقرة أن هذه الفرصة هي الفرصة ألانسب لتوسيع نفوذها ألاقليمي ,, فتركيا الدولة ألاقليمية الصاعدة و بقوة،، والساعية ألى زيادة تمدد مشروعها بالمنطقة،وجدت بمبادرة واشنطن نحوها ,,فرصة ثمينة لها لتوسيع مشروعها هي ألاخرى,, ومن هنا نقرأ بوضوح مدى أرتباط ألمشروع ألاستعماري ألامريكي -مع ألاجندات التركية بالمنطقة وحقيقة التفاهم المشترك لرؤية كل طرف منهما للواقع المستقبلي للمنطقة العربية، وخصوصآ للحالة السورية والعراقية ، وبألاخص للحرب "الغامضة"التي تدعي أمريكا وتركيا وبعض حلفائها بالمنطقة أنهم يقومون بها لضرب تمدد تنظيم داعش.
* ماعلاقة تبادل ألادوار بين أنقرة ووأشنطن بتمدد وتقليم أظافر تنظيم داعش ؟؟.
يعلم جميع المطلعين على خفايا هذا الكائن الهلامي" داعش "، أنه ما كان لينمو ويصبح اكبر بكثير من حجمه الذي يجب ان يكون فيه، لولا تغذيته الاخيرة التي تمت بشمال وغرب العراق فهو نجح بسهولة الى الوصول الى مخازن اسلحة أمريكية متواجدة بشمال وغرب العراق، "وقبلها نجح بالوصول وبسهولة أيضآ الى مخازن سلاح أمريكية بشمال سوريا وبريف حلب المحاذي للحدود التركية تحديدآ"، وفيها ومن خلالها نجح بالتمدد حتى وصل الى مشارف بغداد "جنوبآ" وألى مشارف أربيل بأقصى "شمال العراق" ونجح من خلال هذه الاسلحه ألتي غنمها من شمال وغرب العراق ومن شمال سوريا بالتمدد أيضآ بشمال وشمال شرق سوريا.
وهنا نقرأ أن التغذيه التركية -الامريكية،، لمقاتلي هذا التنظيم كانت مقصودة ومدبرة،، حتى ينمو هذا التنظيم وتكون هذه القوه "الهلاميه" ،، لهذأ التنظيم هي الحجة للتدخل،، بحجة وقف تمدد هذا التنظيم،، ومن هنا فلا يخفى على جميع المطلعين مدى أرتباط قيام ونمووتمدد تنظيم داعش، بألاجندات التركية -الآمريكيه،، بالمنطقة العربيه،، "وكيف لا وهم كانو من أول المستفيدين من النفط الذي يستخرجه داعش من حقول النفط بشرق وشمال شرق سورية" .
*ما السبب الذي دفع أنقرة ووأشنطن للاستغناء عن نفط داعش ؟؟.
رغم حجم المكاسب النفطيه التركية -ألامريكية من حقول الطاقة السورية التي تسيطر عليها داعش،، ألا أن ألاجندات التركية -ألامريكية ، قد حددت الرؤية المستقبلية لهذه الاجندات المشتركة، وفق تسلسل وتراتبيه تضمن تنفيذ جميع ألاجندات على ارض الواقع بدون أي تأخير،، فالمكاسب ألأنية يمكن تعويضها مستقبلآ بمكاسب ثابتة، ولهذا قررألاتراك والامريكان أن هذه الفترة، هي الفترة ألانسب لأعلان أن هذأ التنظيم "داعش" الذي ولد من رحم التزاوج الجماعي للمخابرات ألامريكية -والموساد الصهيونية والاستخبارات التركية-ألاعرابية،، قد بلغ مرحلة البلوغ ولهذا يجب أن يكون هذا المسخ البالغ هو الحجة المقبلة لتنفيذ ألأجندات التركية -ألامريكية بالمنطقة العربيه.
* بنك ألاهداف ألامريكي لا يمكن أن يحقق كل أهدافه ألا بسقوط دمشق ؟؟.
الحرب التي تدور اليوم بسورية ماهي ألا فصل من فصول تستهدف أولآ اسقاط الدولة السورية، ومعها قوى المقاومة اللبنانية والفلسطينية كهدف اول في هذه الحرب التي تستهدف بجملة ما تستهدف بنك اهداف طويل المدى يضرب من الشرق العربي الى الشرق الروسي الى الشرق الاسيوي الى جنوب القاره الامريكية ،، فهذه الحرب التي تدور محاورها اليوم فوق ألأراضي السورية بحجج محاربة كيان "داعش الهلامي" ،، ماهي ألا أولى فصول هذه الحرب ألاممية ،، التي وصفها الرئيس الامريكي باراك اوباما،، بأنها حرب طويلة قد تستغرق عقد كامل بل واكثر،، لأن بها بنك اهداف ولن يكون الوصول الى هذه الاهداف هو شيء يسير،، ومن هنا نقرأ أن المعركة طويلة وتتعدى الحدود السورية.
*هل سيرتكب ألاتراك حماقة ما بالشمال السوري..وهل وصلت رسالة أنقرة ألى الجميع ؟؟.
ما وراء الكواليس في أنقرة يظهر ان هناك مشروع تركي قيد البحث يستهدف القيام بعمل عسكري أرعن أتجاه ألاراضي سورية وبحجج واهية ما هي الى نوافذ لدخول محتمل للجيش التركي الى الاراضي السورية،، وأقامة مناطق عازلة ومناطق حظر جوي بأقصى الشمال السوري،، وكل هذا سيتم بحجج اعادة الاجئين السوريين الى وطنهم وتوفير مناطق آمنة لهم، وهذا مايتم بحثه ألان باروقة صنع القرار الامريكي أيضآ ،، ومن المحتمل أن توافق الأداره الامريكية،، على المشروع التركي بأقصى شمال سوريا وبعض الاجزاء الشمالية الشرقيه منها،، كما ستمنحها الحق باقامة مناطق عازلة ومناطق حظر جوي بأقصى الشمال السوري ايضآ،وكل هذا متوقع بمطلع العام المقبل و بغضون ألاشهر الثلاث ألاولى منه ، وكل ذلك مقابل أشتراك الاتراك بالحملة ضد كيان "داعش الهلامي" بسورية، والاستمرارمع الامريكان بحربهم الطويلة بالمنطقة.
ومن هنا نقرأ أن أنقرة بعثت بكل رسائلها لكل الاطراف وخصوصآ للدوله السورية، بأن ساعة الصفر للتدخل بسوريا قد اقتربت،، وأن الامريكان سوف يوفرون لهم المظلة الشرعية والعسكرية لكل ذلك،، بمقابل ذلك سوف يقدم الاتراك صكوك الطاعة للامريكان،، فامريكا حربها بالمنطقة وبنصف العالم الاخر الذي منطقتنا جزء منه هي حرب طويلة ولا تتوقف عند حدود سورية، بل ستشمل قوى المقاومة الاخرى بالمنطقة وروسيا كهدف مقبل وايران وكوريا الشمالية والصين التي بدات رياح الفوضى الخلاقه الامريكية تحرك بعض من فيها مؤخرآ، وستمتد لاركاع قوى اقتصادية وهي الهند وجنوب افريقيا والبرازيل، فبنك الاهداف الامريكي مليئ بالاهداف الاخرى بهذا العالم.
*كاتب وناشط سياسي –ألاردن .
hesham.awamleh@yahoo.com