تزداد آفة المخدرات في عصرنا الحاضر, وتنتشر في المجتمعات بسرعة هائلة وبطرق ووسائل متنوعة, وتجتاح بآثارها القاتلة وأخطارها المتعددة الدول الفقيرة والغنيّة على حدّ سواء. أما اللافت في الأمر فهو ما استجدّ حديثاً من ظهور أساليب جديدة و مريبة, لنشر التعاطي بالمخدرات عبر وسائل صناعية و تسويقية جديدة، كالترويج لتعاطي المخدرات تحت مسميات مختلفة و خادعة، مثل الحبوب "المنومة" أو"المهدئة" أو"المنشّطة"، وبأشكال وأحجام مشابهة لأشكال وأحجام أقراص الأدوية أو السكاكر, و عبر طرق ملتوية كالإستدراج و الإغراء و الإبتزاز و بشتى أصناف الدجل و الإحتيال.
أنواع المخدرات
تنقسم المخدرات إلى أنواع مختلفة، نذكر منها:
عقاقير الهلوسة (كعقار الأل- اس- دي)- المنومات ( كالفينوباربيتال)- مثبطات الجهاز العصبي ( كالأفيون والهيرويين) - المنشطات (كالكوكايين والقات والأمفيتامينات)- والمهدئات ( كالفاليوم) والحشيش.
لقد بلغ الإنسان, في هذا المجال حدا لا يصدق ولا يوصف من البغي و الإفراط والإنهيار إذ صار يتعاطى, في حال عدم وجود مبتغاه, استنشاق مواد غريبة من مشتقات البترول وسوائل حارقة، وروث البقر و لاصق الغراء و عوادم السيارات.
الأضرار:
تتوزع الأضرار التي تسببها المخدرات على شتى أجهزة الجسم وأعضائه، فتسبّب له الهزال والضعف العام، والخمول الذهني والبدني والعجز الجنسي، وكسل المعدة والأمعاء والإمساك المزمن، وارتفاع الضغط وتليف الكبد ، والإلتهابات بشتى أنواعها. وتصيب بشكل بالغ الدماغ والجهاز العصبي، حيث تتعدد الآثار وتشمل الإحتقان والنزف الدماغيين، والدوار وعدم التوازن الحركي والصداع والأرق والقلق، واضطرابات الشعور بالزمان والمكان والمسافات، وضعف الذاكرة، وانحراف الإدراك البصري والحسي، وغيرها من العوارض المنهكة والمهلكة للفرد ولمحيطه العائلي والإجتماعي.
أما الأضرار النفسية فهي متشعّبة، وتتطور عبر الزمن، وتتفاقم شيئاً فشيئاً لتؤدي إلى حالات مأساوية صعبة، تشمل الإكتئاب والتوتر العصبي، والهلوسة والهستيريا، والخمول وتقلب المزاج، وتضخيم الذات و الشعور بانحطاط الشخصية ، والميل للسرقة وللإنحرافات الجنسية و الشذوذ, وتنتهي بالفصام والجنون والإنتحار.
آفة الإدمان:
يتحول المدمن, خلال مراحل تعاطيه وإدمانه, وعبر مشاكله الصحية والنفسية والسلوكية والإجتماعية، إلى عبء على عائلته ومجتمعه، ويصبح مصدراً دائماً للمصائب المتتالية, له ولعائلته, ومنبعاً للخيبة والمهانة لمجتمعه الذي ينتمي إليه.
إن المخدرات آفة يتجاوز خطرها الشباب ليهدد مصير البلاد, وإغراق بلادنا بالمخدرات وراءه مخطط لتدميرنا ويجعلنا دول عاجزة عن العمل والعطاء. والتقدم ليس تكنولوجيا فقط بل بشباب قادر على بناء الوطن.
ان الوازع الديني الذي يفتقده كثير من شبابنا هو من أهم أسباب تفكك الأسرة ويجعلهم غير قادرين على تحمل المسئوليات تجاه دينهم ووطنهم ومجتمعهم الذي يعيشون فيه.
وعليه ومما تقدم فإننا نطالب الجهات الثورية المختصة في مدينتا باتخاذ كافة التدابير اللازمة للحد من انتشار هذه الآفة في وسط الشباب من خلال ضبط تجارة المخدرات وملاحقة مروجيها وإنزال أشد العقوبات بحقهم. والبحث عن الوسائل التي تساعد في علاج المدمنين من الشباب ووضع برامج خاصة ونشر التوعية المجتمعية سواء على مستوى الأسرة أو الشارع أو المدرسة.