تعتبر العنوسة أحد أهم القضايا الاجتماعية المعاصرة في العديد من الدول العربية بشكل عام ، حيث يطلق عليها في مصطلحها اللغوي العام (بايره) وهي مشتقة من ( بارت الأرض)
ظاهرة يتحمل الآباء الجزء الأكبر وتتحمل الفتيات الجزء الأهم منها!!!
فكان أحد أهم أسبابها .... البطالة والفقر وغلاء الإسكان والمغالاة في المهور ، كأحد أهم أسباب العنوسة التي سادت المجتمعات العربية ،حتى وصل الحال بنا ، إلى عرض بعض من الفتيات أنفسهم للزواج من خلال الجمعيات المختصة ، وكذلك من خلال الشبكة العنكبوتية الخ!!!
وبرغم تزايد العنوسة في الدول العربية ، نجد في النقيض الأخر ما قامت به مؤخرا الأمم المتحدة التي أعلنت في كثير من بياناتها الصادرة ، بأن الدول العربي هي أكثر دول العالم عنفاَ ، موجها ضد حقوق المرأة حينما يتم تزويجهن في السن المبكر لهن!
حيث تحولت العنوسة إلى وضع اجتماعي خطير يثير قلق الكثيرين وذلك لما تعكسه الكثير من جدران المنازل التي أصبحت نموذجا للوحدة والعزلة والاكتئاب بين فتيات المجتمع عامة.
ولا ننكر ونحن نتناول واحدة من أهم القضايا في مجتمعنا ، بأن السبب الرئيسي للعنوسه ، يمكن تمركزه في عدم اللامبالاة من قبل الشباب والفتيات ، لعدم تحملهم مسؤولية ومتطلبات الحياة الزوجية
بينما نجد أن أكثر العوائل التي تنتهج مبدأ المغالاة في المهور ، مناقضين بفعلهم هذا تعاليم الدين الإسلامي ، الذي يسر سبل الزواج ، ونهى عن مغالاة المهور
ونجد أيضا بان الكثير من الأسر ، ترفض تزويج بناتهن ما لم يكن المتقدم ( قـبلي) أي من أبناء القبيلة ، في واحده من أهم عناصر العنصرية والتخلف السائد في مجتمعنا بصفة خاصة
ولقد ذكرت المنظمات الدولية بان الدول العربية هي أكثر دول العالم في (العنوسة) حسب الإحصائيات الصادرة من العديد من المنظمات المهتمة بالنواحي الاجتماعية ، والتي ناقشت تلك الظاهرة الاجتماعية التي تعد من الظواهر الاجتماعية الخطيرة التي تثير المخاوف ، وتنذر بخطر داهم !!!
فـ يجب مواجهتها والحد من انتشارها ، لان الدين الإسلامي دين ثابت ووسطي لا غلو فيه ، يحض على العفاف وتكوين أسرة إسلامية ذات منهج قويم لدوره في المجتمع بصفة عامة.
لقد فرض زواج (المسيار) والزواج (العرفي) نفسه في واقعنا الاجتماعي وأصبحت ظاهرة جعلت من هذا الزواج احد الطرق السهلة بين الشباب في مجتمعنا العربي المحافظ!
حيث رأى الكثير من المشايخ بجواز ( المسيار ) من منطلق الحرص على إصلاح المجتمع لإعلاء راية العفة ، وسد منافذ الفساد ، وإغلاق منافذ الشذوذ الجنسي الذي كثر في وطننا العربي!!!
ولا ننكر بان تأخير الزواج يؤدي في نهاية المطاف إلى شيوع الفاحشة وزيادة الأطفال اللقطاء ، وإباحة الإجهاض وضياع الحقوق ، وتفاقم المشاكل داخل المجتمع!
ولو نظرنا من واقعنا الاجتماعي نجد أن الله سبحانه وتعالى سهل ويسر ولكن الناس هم الذين صعبوه وعسروه ، بوضعهم العديد من العقبات مثل غلاء المهور ، الذي تتحكم في الشباب لتأخير الزواج إلى ما بعد تمكنهم لذلك!!
!
بينما نجد بعض من الشباب يتوجهون للخارج للزواج لعدم وجود تكاليف مثلما هو حاصل في مجتمعنا الحالي!
والمتتبع للأسباب التي آلة إليه العنوسة ، نجد بان تشدد الأهل في اختيار الزوج لأبنتهم ، يعتبر واحدا من تلك الأسباب الرئيسية لها ، فكثيرا من الرجال الذين يتقدمون للزواج ، نرى أن الأهل يطالبون بمواصفات معينة مثل الطبقية الاجتماعية
والرسول الكريم يؤكد لنا في حديثة ... إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فـ زوجوه ، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عظيم .
فهنالك أعراف وتقاليد من الكثيرون حينما يقرون تبعا (للقبيلة) بان البنت لأبن عمها ، فـ تضل الفتاة في مراحل الانتظار سنة يتلوها سنة ، وبعد طول الانتظار ، نجد عدم قبول الرجل من الزواج من ابنة عمه ، فتضل الفتاة عانس من جراء الجهل الذي يسيطر على كثير من أفراد المجتمع!
وهنالك عدد كبير من الفتيات يطلبن أن يواصلوا تعليمهم فيؤخرون زواجهم إلى ما بعد الانتهاء من دراستهم
فهذا أيضا سببا في ظهور العنوسة في كثير من المجتمعات ، ومن ثم نجد الكثير من الرجال لا يحبون الاقتران من الفتيات المتعلمات بالمراحل الجامعية ، لعدم التكافؤ التعليمي والثقافي بينهم!!!
كما أن هنالك الكثيرون الذين ينظرون إلى الفرد بما يملك ، إضافة إلى غياب المفهوم المثالي للسكنة والرحمة والمودة ، فنجد هنا غياب دور الأسرة التربوي لإعطاء مزيد من الإدراك بتحمل أبناؤها لمسؤولية الزواج منذ سن الزوج لهم!!!
أخيرآآآآآ
إن الفتاة المثالية العاقلة....
هي التي تبحث عن زوج يتصف بالمواصفات الشرعية مثل
الدين ، والأخلاق ، والأمانة ، والإيثار
فالزوج الذي يتسم بتلك الصفات يعتبر نادر الوجود والله الموفـق.