لأول مرة استمع الى حديث الامير حسين ولي العهد بشكل مباشر ، فقد جذبني حديثه واسلوبه لاستمع له حتى النهاية بدون كلل او ملل في قصر الحسينية امس السبت .
اولا للموضوع المهم الذي كان يتحدث به وثانيا لاسلوبه الرائع في الالقاء وايصال المعلومة للمتلقي،بكل صراحة تفاجئت من قدرة الامير الشاب على جذب انتباه جميع الحضور له .
وعودة لموضوع اللقاء فهو لاطلاق مبادرة "سمع بلا حدود " وهذه المبادرة تخص الاطفال الذين يولدوا بدون سمع ،حيث قال الامير بهذا الخصوص واقتبس (قبل عامين قابلت اطفالا حرموا من حاسة السمع ولم تفارقني فكرة طفل صغير ينام ويصحو دون ان يسمع صوت ابويه) انتهى الاقتباس .
للعلم يولد في الاردن حوالي ثلاثمائة طفل سنويا مصابون بفقدان السمع اي ما نسبته 2 بالاف من المواليد وهذه النسبة تعتبر من اعلى النسب بالعالم ولكن الاردن من الدول التي تنبهت لهذه المشكلة مبكرا ،حيث وجه الملك عبد الله ابن الحسين الحكومه عام 2003 للاهتمام بهذه الفئة من الاطفال ،وفعلا ومنذ ذلك التاريخ تم زراعة مئات القوقعات في الخدمات الطبية لاطفال استاعدوا نعمةالسمع .
وحتى يعرف القارئ اكثر عن هذا الموضوع اقول القوقعة هي جهاز الكتروني يزرع داخل الاذن الداخلية حيث تقوم بتزويد الاذن بالاصوات في حالة فقدان السمع ،وبتحليل بسيط هي تكنولوجيا تتخطى الخلايا التالفة في الاذن الداخلية وتحول الاصوات الى اشارات الكترونية مباشرة الى عصب السمع ومنها الى الدماغ ،حيث يعتبر العامل الوراثي اهم سبب لفقدان السمع والعامل الاخر هو الاصابة بالتهاب السحايا في عمر مبكر .
سعر القوقعة وزراعتها مكلف جدا، في الاردن وفي كل العالم ،حيث تصل التكلفة في اقل تقدير الى 8 الاف دينار وهذا المبلغ يعتبر كبيرا جدا،ولكن الدولة الاردنية تتحمل هذه التكلفة بايعاز وتوجيه من الملك مباشره .
وبحسبة بسيطة وكما قلت يولد سنويا ثلاثمائة طفل فاقد للسمع ويحتاج كل طفل الى 8 الاف دينار للعلاج مما يعني نحتاج سنويا الى حوالي مليونين ونصف دينار للعلاجهم.
ما تحدثت به هو موضوع طبي وانا لست طبيبا ولكني بحثت في بعض المراجع حتى اصل لمعلومة مفيدة اشارك بها القارئ اولا، وثانيا حتى يعرف البعض ان الملك وولي العهد يهتمون بكل تفاصيل حياة المواطن ويبحثون لها عن حلول ،بينما البعض يرى الحلول ويبحث لها عن مشاكل ،هذا الفرق بين التنظير وايجاد الحلول .
شكرا لولي العهد الامير الشاب حسين على هذه المبادرة التي اتمنى ان يدعمها ماديا ومعنويا كل من يستطيع ذلك..سمو الامير ابدعت في المبادرة وابدعت في الحديث.