بالامس كان جلاله الملك
يجلس على بساط الجنوب مستمعا لشعبه الذي التف حوله كالسوار حول المعصم شعبه الذي جدد الولاء والانتماء والبيعه لقائده ولسان حاله يقول انه لاتستطيع قوّة على وجه الأرض مهما بلغ جبروتها، وتعاظمت سطوتها قهر إرادة الشعب الاردني أو التأثير على قراره الوطني، وحرف بوصلته عن مسار المقاومة والدفاع عن الهوية والتراث الاردني ولقائد استثنائي قادر على مواجهة أعتى وأشرس حرب تستهدف وجود الدولة لابل وجود الأمة العربية برمتها، وإلى حكيم بارع يمتلك من القدرات
والمؤهلات مايمكنه من السير بشعبه إلى بر الأمان ومواجهه عصابات الإجرام والقتل والتدمير، والانطلاق من جديد إلى مستقبل واعد يبقي على ألقها ودورها ومكانتها البارزة على الساحة الدولية والإقليمية، ويحقق لأبنائها تطلعاتهم وأمانيهم في حياة حرةٍ كريمة يسودها العدل، ويحكمها القانون، وتسطع في سمائها شمس الحرية والديمقراطية والتقدم والازدهار هذا الشعب الواعي والصاحي لمايجري على الساحة العالميه والعربيه والمحليه فقد تسامى امس فوق كل الجراح والغصة وتناسى الامه واوجاعه وقضاياه ليقول للقائد مادجمت انت بخير فنحن بخير لانك الاحرص عينا ولانه يعرف انه
باسم الدين تسفك وتغوى الدول ونحارب الافكار ةتستباح الاعراض وتنهب البيوت وندمر الاوطان وتقسم اتلمجتمعات وتسود الشعوذات باسم الدين طفت على السطح فئات ضالةٌ جاهلة جنّدت نفسها لخدمه أعداء الدين وأعداء الله والبشرية، وعاثت فساداً وتخريباً وتمزيقاً وقتلاً للنفس الإنسانية التي حرّمت كلُّ الأديان والشرائع قتلها أو المساس بقدسيته وافتروا على الله ومارسوا سياسة التجهيل وغسل الأدمغة، ومدوا جسور العلاقات المشبوهة وعاثوا فساداً وظلماً وطغياناً بعد أن حرّفوا المفاهيم، وقلبوا المعايير، وشوّهوا الحقائق، وأقصوا راي المفكرين والعلماء، وزوّروا الدين، وحاربوا المبادئ والأفكار التي من شأنها تعزيز الانتماء القومي والنهوض بالأمة وتحقيق الوحدة وإرساء مفهوم الحرية واعتماد الديمقراطية سبيلاً وحيداً لممارسة الحكم والقضاء على الديكتاتورية التي لعبت وتلعب أسوأ الأدوار في إعاقة البناء الفكري والسياسي والاقتصادي فعندما يقحم الدين في السياسة يصبح ديناً لها وليس لله فيفقد ثوابته وينتحل متغيراتها متحولاً من جامع إلى مفرّق، ومن ضابط للسلوك والفكر الإنساني إلى مطية لسلوك رجالاتها وأفكارهم. وهنا تكمن المصيبة إذ يفرغ الدين من جوهره وينقلب إلى دين سياسة ومصلحة لا دين عبادة وفضيلة ومكارم ومحبة وسلام ،
وهذا ما نلحظه عند الأحزاب الدينية بخاصة المتطرفة منها التي تحتكر الدين والله لمصالحها وهما منها براء فعندما يُسيّس البعض من المنتسبين الدين او من السنافير في دنيا السياسة الذين يجعلون منه سبباً للتفرقة بين الناس، ويتحوّلُ من قيمة أخلاقية وروحية تسهمُ في نشر العدالة وتحقيق التكافل الاجتماعي وتحصين المجتمع من عوامل الانهيار والسقوط في مستنقع الرذيلة والسير به على طريق الفضيلة والارتقاء بالفكر والنفس الإنسانية إلى أعلى درجات الرقي والمجدِ والازدهار يتحول الدين الذي فصلوه على مقاسهم إلى قوة هدّامة تكرّسُ الطغيان والفساد وتستبدل العدل بالظلم، والحرية بالاستبداد، والفكر بالخرافة، والثقافة بالخواء المعرفي والقيم السامية بقيم رخيصة تساعد على انتشار الأوبئة الاجتماعية والأمراض العقلية، والمغالطات العلمية التي من شأنها إعادة المجتمعات قروناً إلى الوراء والقضاء على أي بارقة أمل بالنهوض واللحاق بركب الحضارة التي لا تقف عجلتها ولا تعود إلى الوراء. نعم ان من يتتبعُ تاريخ الأديان يدرك مدى الجور والظلم والانحراف الذي تعرضت له عندما زجت في معترك السياسة واستخدمت كسلاحٍ للتغطية على بعض الممارسات الخاطئة التي قام بها رجال السياسة على مرِّ العصور ما كانَ هذا ليحدث لو بقيت الأديان بعيدةً عن نزوات السياسة ومتحولاتها التي لا تتفق في أغلب الأحيان مع ثوابت الأديان وقداسة أهدافها وغاياتها وبعبارة ....الدين عام والسياسة خاصة.... الدين شامل والسياسة تقتصر على حزب أو جماعة من الناس لها مصالحها ومقاصدها وآراؤها وطرقها. ... وبكلمة مختصرة نقول إذا كان بعض الذين يدّعون التدين لا يستطيعون الارتقاء إلى عظمة الدين ولا يملكون إرادة الالتزام بتعاليمه السمحة فالأجدر بهم ألا يقيسوا الدين على مقاسهم، وألا يختزلوه في نفوسهم المريضة مدعين حرصهم عليه وتفانيهم في خدمته، والأحرى بنا ألا نصدق هؤلاء المسيسين، وأن نتوحد جميعاً على مقولة : إن الدين أخلاق وسلام ومحبة حتى ولو اختلفنا في السياسة
نعم مولاي لاتختبر شعبك فهو كماتا عهدته العين الساهرة والحدار الواقي
والاردن مازال بيتا آمناٌ وحصناٌ منيعاٌ بعون الله ، لإن الوقوف في صف الوطن من شيم وقيم العظماء ،لذا يجب علينا ان نكون جسماٌ واحداُ وقلعة حصينة،وان نكون الذراع الطويلة للدفاع عن هذا الوطن وثوابته
سيدي لاتمتحن شعبك
أخبار البلد -