كل يومين تعلن الجهات الرسمية، عن إحباط تهريبة سلاح، أو مخدرات، تارة من سورية، وتارة من العراق، أو من الجنوب، حيث مصر.
البارحة فقط، شدت الأنظار، حادثتان، الأولى تهريب سلاح ومخدرات من سورية، ومعها في ذات التوقيت اشتباك ايضا بين تنظيم داعش، ونقاط حدودية عراقية مع الأردن، حيث انسحبت المجموعة لاحقا، ولم تتسلل الى الأردن.
الذي يراجع أجندة الإعلان عن حوادث متفرقة على الحدود مع الأردن، أو قرب الحدود، يجد أنها يومية، مرات، وأسبوعية في مرات أخرى.
برغم كل الإعلانات عن إلقاء القبض على مجموعات متطرفة، أو مسلحة، أو مهربين، أو غير ذلك من مجموعات، فإن هؤلاء لا يملّون على ما يبدو، ويحاولون مثنى وثلاث ورباع، هذا على الرغم من أن مجرد الإعلان عن إفشال كل هذه المحاولات يقول إن الحدود مراقبة بشكل ممتاز، وليس سهلا عبور أي متسلل او خطر على الاردن، في هذه الظروف او غيرها.
الحدود الاردنية مع دول الجوار مراقبة بتقنيات متطورة جدا، وهي تقنيات علمية، وليست فقط بشرية، وكل هؤلاء الذين يحاولون التسلل يظنون انها قدرات بشرية وحسب، وهذا يفسر عودتهم مجددا ومحاولة خرق الحدود.
لم ينتظر الأردن اشتعال النيران الى هذه المرحلة، وبدأ يبحث عن حلول، وهو في الأغلب ومنذ وقت مبكر، استعد لهذا الظرف بشريا وتقنيا.
غير ان هذا العبء الكبير، يثير من جهة أخرى، التحليلات، حول الذي يريده كثيرون من محاولات خرق الحدود، وهل تأتي هذه العمليات من باب اختبار الجاهزية في الأردن، أم ان هناك جهات تنظم هذه العمليات لغايات مختلفة؟!.
من جهة اخرى، فإن القراءة تقول إن الفوضى في دول الجوار، التي تلقي بظلالها على الاردن على مستويات عدة، خاصة على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي، تزيد ثقلها يوما بعد يوم، في محاولة لتحويل هذه الازمات الى جانب آخر، ونقل التوتر الأمني وفوضاه الى الأردن، خاصة، ان انضغاط الجماعات المختلفة، التي تعمل في حقول مختلفة، من التهريب الى المخدرات، والسلاح، وصولا إلى الجماعات المقاتلة، قد يفرض عليها البحث عن ثغرات وساحات في مواقع أخرى.
بقدر ما تتسبب لك أخبار كشف المتسللين، ومنع كل محاولات الخرق من استكمال شروطها وظروفها من رضا، فإن ذلك ايضا يجعلك تشعر بسوار النار المتأجج من حول الأردن وحواليه، فلا تملك هنا إلا أن تتمنى بقاء عين البلد حمراء قادحة في وجه هذه الظروف والتحديات.