للمرة الألف اكتب وبكل صراحة وبدون مجامله لأحد، فما زال يصر البعض وكلما نسينا يتبرع ويذكرنا بأن المسيحيين بهذا البلد اقلية وان المسلمين يعيشون معهم على مضض ،وان العيش المشترك عندهم قضية قابلة للنقاش والمداولة كلما حصلوا على فرصة للتمويل من جهة ما.
اعود واقول ان المسحيين بهذا البلد وبهذه المنطقة هم الاساس وهذا لا يحتاج الى ادلة ولا الى براهين ،فالمسحيين بهذا البلد هم عشائر من العشائر الاردنية وليس اقلية مسيحية ،وابائهم واجدادهم ماتوا ولم يكن احد يعرف انهم مسحيون الا عند الدفن ،ليس من باب التنكر للدين المسيحي ولكن من باب الاخوة والصداقة والمحبة بين المسلمين والمسحيين ،فلا احد كان يعنيه دين الاخر بقدر ما يعنيه وجود الضمير والاخلاص والمحبة والتعاون المشترك بين الناس .
و مع الربيع العربي وقبله بدأت الحريه الدينية بالتراجع ليس على المسيحي فقط بل على المسلم المعتدل ايضا، اذن لماذا يصر البعض على اظهار المسيحي انه مُضطهد من قبل الجماعات التكفيرية ان كانت في سوريا او العراق او اي بلد اخر ،فالمسلم يقتل هناك والمسيحي يقتل ايضا ولنفس السبب .
فهذه الجماعات الارهابية تُكفر كل ما ليس معها او مع فكرها المتخلف الرجعي واقول عندما يفجر هؤلاء كنيسة يكون قد فجروا عشرات المساجد قبلها فلماذا يركز البعض على الكنيسة ولا يركزوا على المساجد؟؟!! .
ما دعاني ان اكتب عن هذا الموضوع هو الندوة التي حصلت في مدينة الفحيص يوم الجمعة 12-12 حول العيش والتعايش المشترك والتي جاءت بتنظيم وبدعوة من الجمعية الاردنية للعلوم والثقافة بمشاركة عدد من البلديات وبعض مؤسسات المجتمع المدني .
فانا لا اعرف ما المقصود وما الهدف من هذه الندوة هل هو الحصول على التمويل المادي لهذه الجمعية ام ماذا!!؟؟ ،وبكل الحالات اقول انها كانت غير موفقة ابدا لا بالموضوع ولا بالمكان مع احترامي لكل من حضر ولكل من تحدث .
فالفحيص بلدة من بلدات الوطن الكبير ومن يسكنها ان كان مسيحيا او مسلما هم عشائر من عشائر الوطن لهم حقوق وعليهم واجبات،فالمسيحي ليس اقلية وليس عالة على احد فوالله كرهنا مصطلح العيش والتعايش و كأن المسيحيين من كوكب اخر هبطوا على هذا البلد .
ولمن لايعرف التاريخ اقول عندما كان المسيحيين قادة احزاب في المنطقة اقول احزاب وليس دكاكين لم يسألهم احد عن دينهم وعندما كان المسيحيين قادة يدافعون عن ثرى الاردن وثرى فلسطين لم يسالهم احد عن دينهم ولا عن العيش والتعايش .
وعندما عين اللواء كريم اوهان مديرا للامن العام سنة 1957 لم يساله احد عن دينه فاللعلم هو ليس مسيحي فقط بل ارمني والارمن كانوا وقتها عشيرة صغيرة جدا ،وعندما عُين لم يعين لدينه بل لكفائته وانتمائه ولم نكن نسمع وقتها لا بالعيش ولا التعايش .
لم نسمع في هذا المصطلح الا من اولئك الذين يقبضون الدولارات من جهات لعمل مثل هذه الندوات والمحاضرات ،فقد كرهنا هذا المصطلح وهذا الحديث .
ربما سيفتح لهم مستقبلا طرق جديدة لتمويل لعمل ندوات ومحاضرات بالعيش والتعايش ولكن ليس المسيحي الاسلامي بل الاسلامي الاسلامي واقصد التعايش بين السنة والشيعة ثم التعايش بين الشيعة والايزيديون وبعدها عيش وتعايش بين المذاهب الاسلامية وبعدها العيش والتعايش بين الطوائف المسيحية فالتمويل لهذه القضايا لاينتهي ابدا فالهدف المعلن لها غير المخفي .
اخيرا اقول من الذي اعاد البلد الى الخلف ومن الذي يرفض بان يتولى المسيحي مناصب متقدمة في الدولة اذا كان كفؤ ،ان كان رئيسا لوزراء او للداخلية او الامن العام او قائدا للجيش او غيرها من المناصب، هم انتم بمجالسكم الخاصة وبتقاريركم ،وفي الاعلام والندوات تصبحون مٌنظرين والجميع عندكم سواسية امام القانون والدستور، اقول واقول واقول ان القيادة الهاشمية وحكمتها هي من يضع تحت جناحيها المسلمين والمسيحيين كعشائر لهذا الوطن تحب الوطن وقيادته وتنتمي له .
و اقول لمن يتكسب من هذا الموضوع كفاكم متاجرة بالمسيحيين وابحثوا لكم عن تمويل اخر ربما يدر لكم مزيدا من الدولارات .