مبروك إذن! "حازم شريف" ابن سوريا العروبة، بهذه الكلمات اختتم البرنامج الغنائي الشهير "عرب أيدول" بعد مسيرة استغرقت أشهر معدودات، قضاها بعض العرب والعربيات في حفلات سهر ليليّ، وصخب إعلاميّ فاق المستويات القياسية في المتابعة، بالرغم ما يمرّ به الإقليم العربيّ من التخبط، والصراعات، التي مازال يعيشونها في ظل ضياع الهوية، والانتكاسات المتكررة، والهزائم المعنوية، والمادية، وتفكك أوصال دول كانت بالأمس تدافع عن حضارتها و موروثها العربيّ الأصيل، بالإضافة لمقدسات إسلامية ما زالت أسيرة الأعداء، وأسرى عرب ما زالوا يقبعون في سجون الاحتلال، تحت وطأة أشد صنوف التعذيب التي يمارسها أعداء العرب على أمة الإسلام .
اعتقدنا جميعاً أن الثورات العربية، وربيعها، كشفت لنا عن حالة الصحوة العربية التي سوف تسترجع لنا الكرامة العربية المسلوبة، والأمجاد المفقودة، والانتصارات التي مازالت تدّرس في بلاد الغرب على أنها صحوة إسلامية قديمة لا يمكن أن تتكرر في هذا الزمن التي تستنزف فيه ثروات العرب، وإبداعاتهم، خدمة للحضارة الغربية التي تنعم الآن، بالتطور المعرفي، والتكنولوجي، والثقافي، مع غياب تام لآثار الحضارة الإسلامية التي لم يستطع حرّاسها والقائمون عليها من حمايتها من الضياع والنهب الممنهج من قبل المتواطئين من أبناء العرب.
الحجم الجماهيري لبرنامج "عرب أيدول" كشف لنا مدى التراجع في المنظومة السلوكية وان كان غلّف الهدف منه كشف المواهب، وإعادة الأضواء للطرب العربيّ الأصيل في أمة من المفترض أن تكرّس جلّ اهتماماتها في ترتيب بيتها الداخليّ في ظل تفشيّ الصراعات وارتفاع نسب المجاعة وتزايد في حراكات نزوح اللاجئين بحثا عن الأمان والأمل بمستقبل خال من الحروب والتهجير..
إذن! فاز "حازم"، ومع ذلك مازال العرب يعيشون سنوات الضياع بمختلف صنوفها، في ظل تراجع في منظومة القيم، وفقدان الأمل بعودة أيام المجد، والانتصار.
ما بعد فوز... حازم شريف!!!
أخبار البلد -