قبل أسبوعين قتل مشجع من الفريق الإسباني الشهير ديبورتيفو قبل مباراة اتلتيكو مدريد في الدوري الإسباني، حيث ضُرب المشجع ضربا مبرحا بالعصي ثم ألقي في النهر.
وقبل أيام طعن مشجعان من فريق برشلونة مشجعين اثنين من فريق باريس سان جرمان الفرنسي خلال إحدى مباريات دوري أبطال أوروبا.
مثل هذه الأحداث تزداد وتتكرر وتتنوع وسائلها حتى في المجتمع الذي يسمى بالمجتمع المتمدن.
تعود الناس على مشاهدة ومتابعة أنواع كثيرة من الشغب والعنف والتعصب، كالاضرار بالممتلكات والمنشآت الرياضية والسب والشتم والضرب والعض والبصق وغيرها، لكن أقساها وأكثرها وحشية هي إزهاق أرواح ربما كان معظمها بريئا، وذلك بسبب التعصب الأعمى لهذا الفريق أو ذاك أو الانتقام من جمهور هذا الفريق أو ذاك لأنه فاز على فريقه المتعصب له بجنون.
آفات التعصب الأعمى أسوأ آفات الرياضة قاطبة، لأن الإنسان المتعصب لا يرى أبعد من أنفه ولا يتقبل الحقيقة ولا يفهم الروح الرياضية، وهناك فوز وخسارة ولا حدود منطقية لتصرفاته، ولذلك تأتي في معظمها مؤذية وربما في بعض الأحيان مدمرة.
لقد شاهدت بنفسي قبل سنوات في لندن كيف هشم جمهور أحد الأندية الإنجليزية "ليفربول"، أثاث ومقاعد ومحتويات أحد القطارات والإعتداء على بعض الركاب لأن فريقه هزم في ذلك المساء.
كل مميزات الرياضة وأهدافها النبيلة لا يشفع لها وحش التعصب الذي يدمر كل القيم الحضارية، ولا تردعه حتى الآن الأنظمة واللوائح والقوانين التي تحارب هذه الظاهرة الموجودة في الرياضة وجوانب أخرى متعددة في الحياة.
الموضوع ظاهره رياضي لكن باطنه وأسبابه الحقيقية أكبر من ذلك بكثير ويحتاج إلى علاج جذري.