صباح اليوم استيقظت باكرا وكان لدي برنامج لقضاء بعض الأمور والحاجات, بداية عرجت على محطة غسيل السيارات في شارع الجيش في محافظتي الزرقاء لأغسل سيارتي بعد ما فعلته بنا الشتوة الاخيره والتي حولت شوارعنا الى برك وحل وسياراتنا تحلت بالثوب الطيني , تفاجئت أن مسئول المحطة وجميع العمال هم من الجنسية السورية, خدمة سريعة وكلام لطيف ناعم مصحوب بابتسامه تجبرك على دفع البخشيش رغما عنك وأنت تبتسم وتشكر, بعد ذلك ذهبت الى محل لمواد البناء لشراء بعض الحاجات التي احتاجها لمنزلي وإذا بالموظفين داخل المحل من الجنسية السورية وسالت صاحب المحل لماذا لا يوظف أردنيين بدلا منهم , أجاب الساعة ألان التاسعة صباحا والجو بارد جدا وكل شباب الزرقاء العواطليه بعدهم نايمين ,وهذان الشابان السوريان يقومان بفتح المحل كل يوم الساعة السابعة صباحا , أنهم قمة بالنشاط والطاعة واقل كلفه , لم يسرني ما رأيت وسمعت , ذهبت بعد ذلك مدرسة ابني وأذهلني وقوف ثلاث سيارات أمام مدرستهم تحمل لوحات دمشقيه , قابلت مدير المدرسة وشكي لي أن التلاميذ السوريين زادوا الطين بله في كل المدارس فأصبح عدد الطلاب في الصف يتجاوز 68 طالب وأصبح المعلم يضيع وقت الدرس في فض النزاعات بين طلبة الصف ولا يدرس إلا جمله واحده (اسكت يا ولد اهدى يا ولد), سقط التعليم وضاع أولادنا وسط زحام الصفوف , ذهبت بعد ذلك الى مصبغة الملابس وكذلك الأمر الكوى والخياط بقدرة قادر أصبحا سوريان , أتعبني الأمر برمته وأردت أن اشرب فنجان قهوة ,أوقفت مركبتي في شارع مكة(36ش) في الزرقاء أمام كشك لبيع القهوة طلبت قهوة سكر وسط , أجابني القهوجي: لعيونك بدك إياها بوش ولا من دون وش , لا اله إلا الله انه سوري أيضا ,شعرت بالغيرة منهم والحسرة على شبابنا الأردني , شربت قهوتي وأكملت مسيرتي الى عمان وسط البلد وكان لي موعد مع صديق لي دكتور جزائري من جامعة قالما في الجزائر , وصلت الى الفندق وسألت موظف الاستقبال عن صديقي , كان الموظف سوري وطلب من امن الفندق إبلاغ صديقي في غرفته بوجودي , خرجت وصديقي متوجهين الى مكتبة الجامعة الأردنية في رحلة بحث أكاديمي مشترك بيني وبينه , سألني الدكتور انه شعر في الفندق كأنه في سوريا وليس في الأردن لان لمدير والموظفين والأمن كلهم من الجنسية السورية وأضاف انه بالأمس تناول الغداء في مطعم دمشقي في وسط البلد وانه تناول العشاء في مطعم حلبي في الرابية وقال أين الشباب الأردني؟؟؟ لم استطع الإجابة وغيرت موضوع النقاش .
في المساء أنهيت عملي وعدت الى مدينة الزرقاء , عرجت على سامح مول لشراء بعض الخضار والفواكه , إعداد بشريه كبيره تتزاحم على كل شيء يؤكل داخل ألمول ولا تعرف من أين يأتون , حملت بعض الأكياس ووقفت في الطابور أمام الكاش , صرخ السوبر فايزر داخل ألمول بأعلى صوته من اجل تنظيم الدور وقال السوريين(حملة الكوبونات ) يصطفوا على كاش رقم 1 والأردنيين يصطفوا على كاش رقم 2 , حصل ذلك وإذا بي انا ورجل عجوز فقط على كاش رقم 2وجميع الآخرين والذين تجاوز عددهم العشرات هم من الجنسية السورية , شعرت بالغيظ والقهر ,الله اكبر أنهم ينافسونا على كل شيء وظائفنا ومدارسنا ولقمة عيشنا وخدماتنا ومخزوننا الغذائي , أردت أن افش غلي, أريد شخص أتحدث معه لأصف له حنقي , قلت للعجوز أمامي كيف تشعر وهل يعجبك ما ترى من مزاحمة اللاجئين لنا على كل مناحي حياتنا ,قال : كان الله بعونكم وعوننا وأضاف انه ليس أردني بل وافد مصري الجنسية ولكنه يعيش في الأردن منذ سنوات طويلة , ذهلت تماما , وشعرت أنني غريب في وطني وأننا ضعنا بين لاجئ ووافد , وان الوطن تم احتلاله بشكل طوعي وتم نقل السلطة ألاقتصاديه لهم بسلاسة وهدوء بينما نحن مخدرين وحكوماتنا نائمة وشبابنا تائه.
أين انتم أيها الشباب الأردني؟؟؟ انهضوا كفاكم نوما سباتا( ما يحرث الأرض غير عجولها )
اين انتم يا شباب الاردن
أخبار البلد -