مريع ما نسمعه عند كل صباح من قبل مذيعين على المباشر، جندوا أنفسهم لنصرة الملك، وزعموا حرصهم عليه، واستخدموا لذلك أسلحة من الشتائم تطال هذا وذاك من الشخصيات الوطنية المعروفة والوقورة والمحترمة.
هذه الأجواء الصباحية المسمومة، وغير الأخلاقية، عكرت صفو الناس ووترت الأجواء، وأشعرتنا أننا إزاء معركة داخلية نسجها هؤلاء، ربما، من بواطن خيالهم المريض، أو من تعليمات لمريض في موقع ما.
هؤلاء لا تعجبهم المظاهرات، ولا المتظاهرون، يشتمونها بأغلظ الألفاظ التي لا يصلح لها، ذوقا وفنا إعلاميا، أن تكون على الأثير، لكني أعذرهم إن كانوا حتى الان لم يقرؤوا الدستور الأردني الذي أجاز التظاهر وجعله حقا.
ما يثير أنهم مجموعة منسجمة ومتوافقة، يتحدثون في آن معا، ويصمتون معا، والأشد عيبا أنهم لا يملون من شتم الأحرار والتحريض عليهم.
لسنا ضد الاعتراض المؤدب على أي فكرة تطرح اليوم في المشهد الأردني، ولا يوجد حتى الآن من يدعي انه يمثل الناس بمجملهم –ما خلا هؤلاء المباشرين الجدد-، لكننا في المقابل ننتظر ردا علميا وحججا مقنعة.
هؤلاء يتلحّفون بغطاء الحرص على الملكية، متناسين أن الملك ليس بالخصم لأحد، وأنه ليس لهم وحدهم، وأنهم بشتمهم للمعارضة والوطنيين يخرجون عن كل ما يريده الملك ويتمناه للحوار الوطني.
جماهيرية هؤلاء التي نالوها من اهتمامهم بالشأن الخدماتي، توظف اليوم من قبل جهات لتسميم أجوائنا واستنفارها ووضعها موضع الاستقطاب الذميم، ولعل ذلك التهديد الذي تعرض له الشيخ حمزة منصور، كان من صناعة وتعبئة هؤلاء الشاتمين.
هؤلاء يجب أن يتوقفوا، ويجب أن يدركوا أن الملك لن يرضى بحال من الأحوال أن يستخدم المتحمسون له، الشتائم واللغة الاستفزازية طريقة للدفاع عنه أمام دعوات الملكية الدستورية أو أي مشروع مقترح.
البلد تقف على نسيج حساس لأبعد حد، والتوقيت في هذه الأيام جعل الحساسية أشد حضورا، لذا نجد أن ليس من المباح أن يستمر هؤلاء بالتعبئة على البلطجة، فقد آن الأوان لمن جعلهم يقفون أمام المايكروفون أن يهذبهم او يعزلهم ليكفينا شر فتنتهم.