من المعلوم لدى الجميع بالضرورة أن الأخلاق لا تترتبط بموسم محدد، بل لا تعتمد على نوعية البشر الذين نقابلهم ونتعامل معهم يومياً في الشارع أو العمل أو الجامعة والمدرسة، وإنما ترتبط بشكل مباشر بالبنية التربوية التي تربينا عليها وعلى القيم المبادى التي إكتسبناها خلال أيام حياتنا وتجاربنا المختلفة.
ولكن يحمل عنوان هذا المقال تفاصيل كبيرة وإهتمامات جمة وجب علينا التنبيه لها خلال فصل الشتاء الذي تمر به بلادنا، وما يفرضه علينا المناخ المتقلب والصعب أحياناً، وينعكس ذلك من خلال إستجابتنا لهذه المتغيرات من حولنا.
ومن الأخلاق التي يجب على المرئ التحلي بها طوال أيام العام وخلال فصل الشتاء تحديداً المروءة، وتتمثل بمساعدة الأخرين من حولنا بما نملك من الأدوات والمؤهلات البسيطة وبما تطيقه أنفسنا وتتحمله.
فمن قلة المروءة أن تشاهد شخصاً يقف تحت المطر الغزير في إنتظار سيارة أجرة، وأنت تنعم بالدفء في سيارتك، وكم كنت سعيداً عندما سمعت بتلك المبادرة التي أطلقها شباب متعلم ومثقف وواعٍ وتحمل عنوان "سيارتي تحت أمرك". ومن قلة المروءة أن تشاهد إمراءة مسنة أو تحمل طفلاً صغيراً وهم يغرقون تحت المطر دون أن تمد يد العون والمساعدة لهم.
أما الخلق الثاني فهو مراعاة ظروف الآخرين وتقدير حالتهم، فإن كنت تسير بسيارتك التي أنعم الله عليك بها وجب عليك الإنتباه الى المشاة على جانبي الطريق وتجنب أذيتهم بالمياه التي تكاد تغرق الشوارع، بل وجب عليك السير بتمهلٍ وتأنٍ لعدم تعريضهم للبلل من تلك المياه أو حتى إيذاء السيارات من حولك بتلك المياه.
ومما أثار حفيظتي وجود مجموعة من الشباب الطائش الذي فقد خلقه وتجرد من عادته وتقاليده الحميدة وتعمد السير بسرعة لإيذاء من حوله من المشاة والسيارات بتلك المياه وربما يطلق بعض الضحكات ساخراً من موقف صعب وضع به أخاه.
وخلال فصل البركات والرحمات وجب على الإنسان التحلي بجرعة زائدة من الصبر خصوصاً خلال تعامله مع الآخرين، وتقديم حاجة الغير على حاجته، وذلك بسبب الإقبال الزائد للمواطنيين على الخبز والمحروقات والمواد التموينية.
ولا ننسى خلق الإيثار، والذي يتمثل في مساعدة الآخرين في تلبية حوائجهم وقضاءها على الرغم من حاجتنا لها، فالكثير من الفقراء والمحتاجين والمعوزين لا يجدون لباساً دافئاً أو حتى مدفأة تقيهم برد الشتاء القارس.
وللمطر آثار كبيرة على البيوت والمزارع والمواشي وقد يلحق بها الضرر، لذلك لا بد من أن نهب لمساعدة من لحق بهم الأذى من المطر وإغاثة الملهوف وفي ذلك الكثير من الأجر والثواب من الله عز وجل.
أخلاق شتوية
أخبار البلد -