لماذا نحب الشهيد وصفي التل

لماذا نحب الشهيد وصفي التل
أخبار البلد -  
لماذا نحب وصفي التل ... ؟ تصادف اليوم الذكرى الثالثة والاربعون ، لاغتيال الشهيد وصفي التل ، رئيس الوزراء الاسبق ، والرمز الوطني الاردني ، الذي تعاقبت على تخليد ذكراه اجيال جديدة ، ولدت بعد استشهاده ، فتناقلت سيرته ، واحبه الاحفاد ، الذين لم يعاصروا عهده ، لما سمعوا عنه من الآباء والاجداد ، ما هو مبعث للفخر بتلك القامة الوطنية الشامخة ، انها حالة نادرة من العشق الصادق ، لا يحظى بها الا العظماء ، الذين خلد التاريخ سجل حياتهم . لقد كان وصفي التل ، حالة استثنائية للشعب الاردني بكل المقاييس ، بمقاييس عصره ومقاييس هذا الزمن ، عشقه الشعب الاردني منذ بداية الستينات ، عندما تولى قيادة السلطة التنفيذية للمرة الاولى ، كما احبه في المراحل اللاحقة ، فقد عشق الشعب الاردني في وصفي التل ، بساطته وتواضعه ونزاهته واخلاصه لوطنه ، وشجاعته في الحق ، ووضوح مواقفه ، والتزامه بوعده ، والتصاقه بشعبه ، وخاصة الكادحين منهم ، وهو الذي كان يسمي نفسه بالحراث ، ويفخر الاردنيون من بعده ، بان يطلقوا على انفسهم ابناء الحراثين . وصفي التل كان اشتراكيا دون ان يكون يساريا ، ملتصقا بالكادحين من فلاحين وعمالا وجنودا وصغار الموظفين ، ففي عهده انشئت مؤسسة الاقراض الزراعي ، ومدينة الحسين الطبية ، والجامعة الاردنية ، واقر التامين الصحي ، ومجانية التعليم ، وتم انشاء الطرق في الارياف ، وايصال المياه لها ، واذكر زيارته لبلدتي السماكية عام 1966 ، ونحن اطفالا حضرنا لاستقباله ، عقب انشاء طريق معبدة تصل للبلدة لاول مرة ، مع ايصال المياه ايضا ، وقد كانت قبل ذلك طريقا ترابية حتى بلدة الربة ، وكانت مياه الشرب نحصل عليها من الابار ، وكانت زيارته ضمن زيارات لكل مناطق المحافظة ، التي وصلتها كل تلك المشاريع في عهده ،وقد سبقت تلك الزيارة زيارة جلالة الملك ، الذي افتتح تلك المشاريع لاحقا ، زيارة التقى فيها مع المواطنين على مدخل البلدة لدقائق ، لضيق الوقت ، في جولة شملت كل قرى المحافظة ، واذكر كيف انه بعد مصافحة المواطنين ، اخذ ينادي فيهم " يا اخوان مين الو مطالب" ، وبدأ بجمع الاستدعاءات المكتوبة القليلة ، ومن المعروف عن الشهيد صدق وعده ، فان وعد نفذ ، وان لم يكن هناك امكانية للتنفيذ ، اعلن ذلك مباشرة بعد الاطلاع على اي طلب . وصفي التل اشتهر ببساطته ، في لباسه حيث كانت بذلة الفوتيك الخضراء ، هي ما يرتديها على الاغلب ، في تشابه مع ما كان يرتديه رئيس وزراء سوريا انذاك يوسف زعين ، وبساطته في التعامل مع الكادحين من المواطنين ، حيث كان يفترش الارض معهم ، ويشاركهم طعامهم البسيط ، ويساعد من يجده في طريقه ، وقد ذكر العديد من القصص عن تحميله لمواطنين ينتظرون وسيلة نقل على الطريق ، اثناء سيره من منزله في الكمالية ، الى رئاسة الوزراء في عمان ، وبعضهم كان يوصي سائقه لاحقا ، بايصالهم الى مقصدهم حتى خارج عمان ، بعد ان يسمع بحاجة ملحة لهم ، وعدم توفر وسيلة نقل لهم ، او عدم توفر المال لديهم ، مع منحهم بعضا من ماله الخاص ، وهو الذي لم يعتمد الا على راتبه ، حيث كانت الديون متراكمة عليه بعد استشهاده ، ويذكر المواطنون كيف طلب تقسيط مبلغ ستة دنانير على ثلاثة اشهر ، وهي تكلفة تركيب ثلاثة اعمدة هاتف لمنزله في الكمالية ، وهو رئيس الوزراء ، صاحب الولاية العامة ، التي تقتضي ان تكون هذه الكلفة المتواضعة على حساب الخزينة . وكم من القصص ذكرت عن بساطته ، فحين تعطلت سيارته مرة على دوار الداخلية في اجواء ماطرة ، نزل مع السائق لدفعها وتحريكها ، وكيف كان يساعد في حراثة ارض منزله وزراعتها ، وهو الذي وضع جل اهتمامه ، الاهتمام بالزراعة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء ، وهنا يخطر ببالي منطقة تلاع العلي الزراعية ، والتي تحولت لاحقا الى غابة من الحجارة ، التي كان يمر بها في طريقه من المنزل الى رئاسة الوزراء ، والتي كان يعتبرها سلة الاردن الغذائية ، ويسميها الحدائق ، ومن هنا ربما جاء اسم الشارع الرئيسي فيها الجاردنز Gardens ، وهو الشارع الذي اصبح يحمل اسم الشهيد وصفي التل . لقد كان الشهيد وصفي التل عدو الفساد الشرس ، والذي كان يخشى كل ضعاف النفوس من المسؤولين ، التطاول على المال العام في عهده ، لا بل فرح بعضهم باغتياله ، كي تطلق ايديهم بهذا المال ، ويذكره الاردنيون اليوم ، وهم يعانون من اخطبوط الفساد . آمن وصفي التل بالانفتاح على كل القوى السياسية ، فكان الافراج عن المعتقلين السياسيين في عهده ، في عام 1966 ، واستطاع ان يجعل العديد منهم شركاء في الحكم ، فكانت لهم بصمات واضحة في بناء الاردن الحديث ، مستفيدين من تجربتهم السابقة . وصفي التل القومي ، ابن شاعر الاردن الوطني المشاكس ، مصطفى وهبي التل "عرار" ، الذي بدأ حياته السياسية بالانتماء الى تنظيم القوميين العرب ، وخدم في الجيش البريطاني بناء على طلب التنظيم ، كي يكتسب التدريب العسكري ، والذي طرد من الجيش البريطاني لميوله الوطنية والقومية ، وصفي التل الذي قاتل في فلسطين وجرح ، وصفي التل صاحب شعار 'عمان هانوي العرب' ، وصفي التل الذي عشق النظام والانضباط وكره الفوضى ، وأمن بضرورة تحرير فلسطين ، من خلال حرب جيوش نظامية وحرب عصابات ، وهذا ما اراد انجازه بين الجيش الاردني والفدائيين ، ضمن خطة قومية عربية للدفاع المشترك ، وهذا ما اراده من مؤتمر وزراء الدفاع العرب ، الذي اغتيل غدرا اثناء حضوره ، وصفي التل الذي عشق الاردن كما عشق فلسطين ، لا يجوز ان نتجاهل كل مراحل حياته السابقة ، في وزاراته الثلاث منذ عام 1962 ، وفي مواقع مسؤولية اخرى قبل ذلك ، فنقوم بتقييمه عاطفيا ، سواء حبا او كراهية ، من خلال اخر عام في حياته ، تلقفنا فيها الاتهامات الكاذبة ، التي تلقى جزافا وبعشوائية ، لتصيب البريء مع المتهم ، ولتكشف لنا الايام ، سطحية وزيف العديد منها ، ونحن نعلم ان الله لم يمد في عمره ، لنعرف منه كثيرا من الحقائق الغائبة . الشهيد وصفي التل كان ثروة وطنية وقومية خسرناها ، وها هي الايام توفر لنا المزيد من المعلومات عن فكره الوطني القومي ، وعن خصاله التي عز نظيرها ، بعد ان تعرضت سيرته العطرة للتشويه ، لقد كنت اتصور لسنين خلت بعد استشهاده ، انني لو جالست قياديا بعثيا او شيوعيا ، فسيكيل الاتهامات للشهيد وصفي التل ، لكنني فوجئت شخصيا بعكس ذلك ، عندما سمعت الاشادة بمواقفه الوطنية والقومية ، من احد اقطاب البعث في الاردن ، وهو المرحوم محمود المعايطة ، الامين العام لحزب البعث العربي التقدمي ، وهو البعثي الصلب غير المهادن حتى اخر لحظة في حياته ، سمعت حديثا له يشيد بشهيد الوطن وصفي التل وبمواقفه ونزاهته ، كل هذا اضافة الى كتابات عديدة ، وشهادات شفهية من قوى وطنية وقومية ويسارية اخرى ، كان من المفروض ان تناصب الشهيد وصفي التل العداء ، لو صحت اتهامات الاقليمية وغيرها ضده ، من قصيري النظر وعشاق الاتهامات العشوائية السطحية الساذجة . لقد قيل الكثير عن القتلة الحقيقيين للشهيد ، وعن اتهام للسلطات المصرية في عهد السادات ، او تواطئها في ارتكاب الجريمة ، وعدم توفير الحماية الكافية له ، وعجزنا عن تفسير الافراج السريع عن القتلة الظاهريين ، وهذا ما يشير الى ان اغتيال الشهيد ، ساهمت فيه ايدي اعداء الوطن والامة ، لما كان يمثله الشهيد ، من خطر على مخططات الاعداء ، عبر مواقف وطنية وقومية صادقة معلنة ، وهو الذي اذا قال فعل . لقد اصر الشهيد على حضور مؤتمر وزراء الدفاع العرب ، وهو رئيس الوزراء الذي يحمل حقيبة وزارة الدفاع ، وبامكانه ارسال مندوب عنه ، رغم تحذيره من خطر ذلك ، حيث الح عليه جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال ، والعديد من المسؤولين ، ان لا يسافر الى القاهرة ، لكن اصراره على الذهاب ، كان ينم عن شجاعة وتحد ، وايمانا بالقدر الذي لا مفر منه . مالك نصراوين m_nasrawin@yahoo.com 28/11/2014
شريط الأخبار مستشفى الملك المؤسس يجري أول عمليات "كي كهربائي" لتسارع دقات القلب مبنى حكومي بتكلفة ربع مليون ولا طريق له ديوان المحاسبة: مخالفات مالية في 29 حزبا سياسيا المقايضة للنقل تخسر قضيتها الحقوقية امام شركة مجموعة الخليج للتأمين اجتماع غير عادي للصناعات البتروكيماوية بهدف إقالة مجلس الإدارة الحمادين: ديوان المحاسبة حقق وفرًا ماليًا 22.3 مليون دينار خلال 2024 الحكومة: رفع تصاريح الدفن من البلديات على منصة قريبًا شركة لافارج.. استقالة سمعان سمعان وتعيين الوزير الاسبق يوسف الشمالي عضواً في مجلس الادارة المقايضه للنقل تخسر قضيتها مع مجموعة المتوسط والخليج للتأمين "لا معيل لهن الا الله" نداء الى اهل الخير 3 طالبات يدرسن الطب صندوق النقد: قدرة الأردن على سداد الدين كافية ومسار الدين العام يتجه للانخفاض زياد المناصير يستضيف رؤساء الجامعات الأردنية الرسمية والخاصة.. لهذا السبب سوليدرتي الأولى للتأمين تقيم حفل خاص لموظفيها احتفاء بحصولهم على شهادات مهنية معتمدة خبراء يحذرون من فيروس شديد العدوى حول العالم.. ما تريد معرفته فرض رسوم على مشاركة الروابط الخارجية في فيسبوك الذهب يرتفع إلى مستوى قياسي ويتجاوز 4460 دولارا للأونصة أصول صندوق التقاعد لنقابة الاسنان تتآكل وقلق من استنزافها بالكامل زخات مطرية على هذه المناطق الثلاثاء مدعوون للامتحان التنافسي في الحكومة وفيات الثلاثاء 23-12-2025