التعليم التقني .. والحلقة المفرغة!

التعليم التقني .. والحلقة المفرغة!
أخبار البلد -  
 يكثر الحديث والاجتهادات والاراء حول التعليم التقني في الأردن ومحاولة اصلاح الخلل القائم بما عرف على رأي د. وليد المعاني ( بالهرم المقلوب ) حول نسبة التعليم المهني الى التعليم الأكاديمي والتي تبلغ 20% في حالة (المهني) و 80% ( في حالة الأكاديمي )..

هذا الأمر الذي لم تضع له الجهات المعنية أية حلول ناجحة سوى فقط الخطط والاجتهادات أما في التطبيق فحدث ولا حرج.
وقد لفتني تصريحات رئيس هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي الدكتور بشير الزعبي ( الذي نجل ونحترم) والتي تحدث فيها حول التخصصات الراكدة والمشبعة وعملية الغائها، وكذلك حول أن تقوم الجامعات بأحداث تخصصات مهنية وتطبيقية وتقنية لحل هذه المشكلة ؟!
وهنا لا بد أن نورد في هذا السياق النقاط الهامة التالية :
أولاً: صحيح نحن بحاجة لطلبة وعمال مهرة وتقنيين ومهندسين مختصين لبناء اقتصاد تنافسي ناجح.. أي لموارد بشرية مؤهلة ومزودة بمستوى عال من التعليم والتدريب وفق التطورات المستجدة.. لكن هذا الامر لا يتم تحقيقه بهذه البساطة دون دراسة معمقة لهذه الاشكالية ووضع حلول شاملة له وليس حلول مجتزأة.
ثانياً: ان حل هذه المشكلة لا يمكن ان يأتي على حساب النجاحات القائمة التي حققتها جامعاتنا عبر مسيرتها الأكاديمية بتهديم ماهو ناجح من أجل محاولة تطبيق مثل هذه التجربة لان ذلك عاقبته وخيمة ولن يحل الاشكالية القائمة حول التعليم التقني.. ( بل هو أشبه ما يكون بالدجاجة التي حاولت تقليد مشية الطاووس فلا هي تمكنت من تقليده ولا هي استطاعت أن تعود لمشيتها).
ثالثاً: علاج مشكلة التعليم التقني لا يأتي هكذا بأن يفرض على كل جامعة افتتاح تخصصات تقنية او تطبيقية او مهنية لأن هذا الأمر يحتاج لكلف مالية عالية ويحتاج لشروط وخطط مدروسة لتطبيقه.. فالتعليم العالي يجب أن يشجع ولا يلزم.. مع امكانية خوض التجربة ( على سبيل المثال) بايجاد تخصص واحد في كل جامعة في البداية ( مع الاختلاف بالتخصصات بين الجامعات ) بحيث يكون ذلك نواة نقيس عليها بعد الوصول لنتائجها ومخرجاتها وانعكاسها على سوق العمل وذلك لكي تستطيع الجامعات تحمل الكلفة العالية لمثل هذا التخصص.
رابعاً: لا بد من سياسة استراتيجية في مواجهة التحديات التي تواجه تطبيق هذا النوع من التعليم وأولها الكلفة العالية والنظرة الدونية من قبل المجتمع ومن قبل الطالب الذي لا يمثل له التعليم المهني الخيار الأول بل هو خيار اضطراري لعدم التوفيق بالالتحاق بالتعليم الأكاديمي.. لا بد من الوصول الى الخيار الطوعي للالتحاق بهذا النوع من التعليم وذلك بالتوعية وايجاد الحوافز ( على اختلافها ) وضمان الوظيفة بعد التخرج.. الخ للطلبة الملتحقين بالتعليم المهني والتطبيقي والتقني.
خامساً: لقد استحدثت جامعتان ( البلقاء التطبيقية والالمانية الاردنية ).. من أجل حل مشكلة التعليم التطبيقي والمهني.. وهاتان الجامعتان أثبتتا نجاحا وتميزاً في مسيرتهما عبر تدريس التخصصات التطبيقية الى جانب التخصصات الأخرى.. ولم تحل مشكلة التعليم التقني.علماً أن هناك ( 77) تخصصاً تطبيقياً تدرس في جامعاتنا القائمة.. ولا يمكن أن يكون الحل عبر اعادة فك وتركيب مثل هذه الجامعات وتخصصاتها المختلفة ونجاحاتها.. بل عبر أكاديميات خاصة بالتعليم التقني تخضع لأنظمة ومعايير دقيقة وتوفر لها الامكانات المادية والبشرية واللوجستية مع خلق حوافز تشجيعية للملتحقين بالدراسة فيها وضمان انخراطهم في سوق العمل بعد التخرج عبر فتح المصانع والشركات.. علما أن إمكانيات الاردن في مجال الصناعة محدودة وبسيطة ولا تسمح بوضعها القائم بتطبيق التعليم التقني كما هو في الدول الصناعية المتطورة التي سبقتنا في هذا المجال.
سادساً: أما ما يطرح حول التخصصات المشبعة والراكدة.. فهو تدخل في سوق يتحكم به العرض والطلب خاصة وأن هناك أعدادا كبيرة من الطلبة غير الأردنيين الذين يرتادون الجامعات الأردنية للدراسة ( في التخصصات التي يقال أنها مشبعة ) وذلك لحاجة بلدانهم لها.. وبالتالي هذا الأمر يفقد جامعاتنا ميزة مهمة ويفقدها عنصر جذب للطلبة غير الأردنيين مما يدفعهم للدراسة في جامعات بلدان أخرى.
كما ان هذا الأمر يعتبر أيضاً تدخلاً في استقلالية الجامعات فالجامعة هي من تقرر بقاء هذا التخصص من عدمه.. لأنه لا يوجد جامعة تستطيع تحمل خسائر متراكمة.
وهناك الكثير من الجامعات الخاصة الغت تخصصات مثل اللغة العربية وعلم النفس وغيرها... لأنها هي الأعلم بمدى الاقبال على هذا التخصص..
ومع كل الجهود والدقة في الدراسات التي يقدمها ديوان الخدمة المدنية الا ان الامر لا يقتصر على الوظائف في السوق الأردني بالنسبة للخريجين.. فهناك خريجون أردنيون في مثل هذه التخصصات يعملون في الخليج ودول أخرى كالمعلمين وغيرهم... كما أن هناك خريجين غير أردنيين يدرسون في مثل هذه التخصصات أيضاً.
لذلك لا بد أن يعاد النظر بما يتم طرحه من افكار واراء وخطط بما يضمن الحفاظ على التعليم الأكاديمي ونجاحاته.. الى جانب تشجيع التعليم التقني وايجاد حاضنات خاصه له وتأمين مستلزماته وخلق الحوافز للملتحقين به مستفيدين من التجارب السابقة.
*نائب المدير العام لجامعة عمان الأهلية

 
شريط الأخبار مستشفى الملك المؤسس يجري أول عمليات "كي كهربائي" لتسارع دقات القلب مبنى حكومي بتكلفة ربع مليون ولا طريق له ديوان المحاسبة: مخالفات مالية في 29 حزبا سياسيا المقايضة للنقل تخسر قضيتها الحقوقية امام شركة مجموعة الخليج للتأمين اجتماع غير عادي للصناعات البتروكيماوية بهدف إقالة مجلس الإدارة الحمادين: ديوان المحاسبة حقق وفرًا ماليًا 22.3 مليون دينار خلال 2024 الحكومة: رفع تصاريح الدفن من البلديات على منصة قريبًا شركة لافارج.. استقالة سمعان سمعان وتعيين الوزير الاسبق يوسف الشمالي عضواً في مجلس الادارة المقايضه للنقل تخسر قضيتها مع مجموعة المتوسط والخليج للتأمين "لا معيل لهن الا الله" نداء الى اهل الخير 3 طالبات يدرسن الطب صندوق النقد: قدرة الأردن على سداد الدين كافية ومسار الدين العام يتجه للانخفاض زياد المناصير يستضيف رؤساء الجامعات الأردنية الرسمية والخاصة.. لهذا السبب سوليدرتي الأولى للتأمين تقيم حفل خاص لموظفيها احتفاء بحصولهم على شهادات مهنية معتمدة خبراء يحذرون من فيروس شديد العدوى حول العالم.. ما تريد معرفته فرض رسوم على مشاركة الروابط الخارجية في فيسبوك الذهب يرتفع إلى مستوى قياسي ويتجاوز 4460 دولارا للأونصة أصول صندوق التقاعد لنقابة الاسنان تتآكل وقلق من استنزافها بالكامل زخات مطرية على هذه المناطق الثلاثاء مدعوون للامتحان التنافسي في الحكومة وفيات الثلاثاء 23-12-2025