عبد الهادي المجالي
ما مررت يوما من جانب المستشفى التخصصي , إلا ومرت عيني على مقر النادي الفيصلي , ذاك المبنى الأزرق الذي أمضينا فيه أياما طويلة , من زمن المرحوم مصطفى العدوان وحتى زمن الشيخ سلطان أطال الله في عمره ...
ولأننا أتعبنا الفيصلي بأحاديثنا وقلقنا , وبالضغط عليه نسينا إنجازاته وركزنا على الإخفاقات فقط , وأي ناد عريق في الدنيا عليك دائما أن تحاكمه بميزان عادل لا أن تطالبه فقط بالفوز وتنسى الظرف وتبدل الزمن والتعب الذي أصاب الناس .
أنا أتفق مع جزء من جماهير الفيصلي بأن ثمة إخفاقات , وأن هناك قصورا في الإدارة , ولكني أؤمن أن الشيخ سلطان العدوان ثابت مهم في النادي ..ومن الممكن أن نقصف كل لاعب وكل عضو مجلس إدارة ومن الممكن أن نلوم الجهاز الفني ونلوم الإتحاد , ولكن هذا الرجل أمضى شبابه ومشيبه في هذا النادي وكل جهده وأحلامه كانت منصبة دوما ...لخدمة النادي , لماذا إذا ننسى عهده الذهبي في النادي وننسى تعبه ومرضه , ونركز على اللحظة الانية ...
أؤمن أن الغضب مشروع ومباح لكل فيصلاوي , ولكن لأننا شعب نحترم كبارنا ونحترم شيوخنا ونحترم شيبهم , ولأننا نقدر إنجازاتهم ...ولأنني شخصيا أعرف حجم التعب والقلق والمرض الذي نال من الشيخ سلطان العدوان ...أثناء ترأسه النادي وقبل ذلك , وأعرف أننا نحن من كنا يطالبه بالعودة حين كان يغادر , علينا إذا أن نتعاطى مع الفيصلي كتاريخ , وليس كمرحلة انية .
أطلب من جماهير الفيصلي , أن تغضب مثلما تشاء , ولتهاجم من تشاء , فأنا شخصيا غير راض , ومصدوم من أداء الفيصلي ...ولكني في حياتي – وتلك كلمة أوجهها لجماهير الفيصلي – لم أخالف أمرا للشيخ فيما يتعلق بالنادي , ولم يطلبني يوما للسؤال عن شيء إلا كنت معه , ولم يسألني يوما عن حدث إلأ وكنت مؤتمنا في نقل الرواية له , ذاك أني أجزم أن لمهابة هذا الرجل وقوته دورا كبيرا في ما وصل إليه الفيصلي من إنجازات وتألق .
الفيصلي تعب وأرهق أعرف ذلك , لأننا جميعا غبنا عنه ..فقد أرهقتنا الأيام وساعات العمل الطويلة , وجئنا اليوم نلومه على إخفاقاته ...
على كل حال هذا رجاء لجماهير الفيصلي , الشتم ليس من شيمنا ...وأظن أن المستقبل سيحمل شيئا جميلا , وأجزم أن أيام الفيصلي ستعود كما كانت ...وأذكركم أننا نحن الذين نعلم الناس كيف نحترم كبارنا ونصونهم ...