من حق، بل من واجب، أمانة عمّان الكبرى أن تعيد تنظيم الأسواق، والشوارع، والأبنية، فقد أنشئت في الأصل لهذا السبب، وفي المقابل فمن حقّ العمّانيين أن يبدوا رأيهم في ما يجري، فهم المخدومون والأمانة أمينة على خدمتهم.
قضيّة العبدلي ليست ابنة اليوم، أو البارحة، فمع قرار نقل الحافلات إلى مركز جديد ظهرت اعتراضات، وقبله ومع تطوير وتوسيع الساحة ظهرت اعتراضات، وثبت أنّ القرارين كانا صائبين، باعتبار أنّ شكل المدينة قد تغيّر، وينبغي أن تتغير معه الرؤية.
قبل سنوات، اقترحنا تحويل الساحة الكبيرة إلى حديقة عامة، ولاقت الفكرة قبولاً عاماً، ووعد الأمين حينها بالدراسة على نيّة الموافقة، ولكنّ شيئاً لم يتمّ، فالواضح أنّ ردّ الفعل جاء لمجرد إنهاء الاعتراضات، التي تأسست على أنّ هناك نوايا مبيّتة لبيعها لمستثمرين، على شاكلة «مشروع العبدلي».
احترامنا لعقل بلتاجي كبير، وأعجبتنا صوره وهو يوزّع شتلات الياسمين في اللويبدة، ولكنّنا نسأله: أين سيزرعها الناس؟ ولماذا لا يزرعونها مع غيرها في العبدلي، لتصبح حديقة عامة يتنفّس فيها العمّانيون، بعد أن تمّ قضم الحدائق القريبة، وللحديث بقية!