لعنوان أعلاه مثل يقال لمن أؤتمن على شيء فيخون الأمانة.
وغالبا ما تتشدد القوانين في التعامل مع هؤلاء الأشخاص.
ففي فرنسا وقبل شهرين القى الشرطة الفرنسيون القبض على ضابط من وحدة مكافحة المخدرات في باريس لقيامه بسرقة 52 كيلوغراما من الكوكايين بنحو مليوني يورو من المقر المركزي للشرطة في باريس.
وهي المرة الثانية خلال العام الحالي التي يتورط فيها مقر شرطة باريس في فضيحة. ففي نيسان الماضي خضع ضابطان للتحقيق بعد اتهامهما باغتصاب امرأة كندية كانت تزور باريس.
وفي بريطانيا هناك مثل يقول: "لا تفعل عكس ما تكرزــ تبشِّر أو تعظ به ــ "، لكن قبل أيام اعترف قسيس بأنه لم يف بوعده بالعفة فقد "خربش" مع إمرأة متزوجة من رعايا ابريشيته.
وفي مصر القت نيابة كفر الشيخ القبض على سكرتير النيابة بتهمة سرقة سيارة مبلغ عن سرقتها.
وفي شارع طلعت حرب (مؤسس أول بنك في العالم العربي- بنك مصر) في القاهرة التي زرتها ثلاثين مرة يوجد شخص ملتح يقلد الخليجيين بلباسه الأبيض ويصبغ لحيته بالحناء يجمع تبرعات لبناء مسجد ويتعمد التقرب من الأجانب فسألته مرة: ألم ينته بناء المسجد!
وعندنا أستطيع تذكيركم بقصص شبيهة ربما تعرفونها على غرار موظف بنك يسرق من أرصدة المودعين، وشيخ مسجد يعتدي على طفل.
ربما سمعتم عن أشخاص يجمعون تبرعات لأعمال خيرية وفيما بعد تم اكتشاف احتيالهم. ولا أريد التطرق لقصص قد تعرفونها عن ثوار سرقوا أموال الثورة وأموال الشهداء، وما زالوا يكرزون عن فضائل النضال الثوري بل ويتطرفون في ذلك لتغطية ماضيهم التعيس.
كل القصص السابقة وغيرها سببها معروف وهو السلطة الممنوحة لشخص من دون الرقابة عليه، فإذا أعطيت سلطة إلى شخص من دون محاسبة سيبدأ تدريجيا بالتوسع في الصلاحيات الممنوحة له، وطالما أنه يعرف أن لا أحد يراقبه ويحاسبه فيكفي أن ينام ضميره لعدة دقائق فقط، فيحقق رغباته غير المشروعة ثم يعود لعمله السابق بالوعظ والإرشاد عن فضائل الإخلاص في العمل وخدمة الشعب الحبيب والإنتماء للوطن والولاء للقيادة.