اعترف صراحة انني لم اكن اعلم شيئا عن برنامج مكافحة عمالة الاطفال عبر التعليم الذي تنفذه مؤسسة CHF الدولية بالتعاون مع عدد من المؤسسات المعنية بالأردن على الرغم من بدء البرنامج في شهر نوفمبر «تشرين الثاني» عام ٢٠٠٨ ...
واعترف ايضا ان معرفتي بهذا البرنامج تعود لاسابيع قليلة عندما زارني مدير مؤسسة CHF الدولية في الأردن وليد الطراونة ومسؤولة العلاقات والتوعية في المؤسسة غادة عمار اللذين قدما شرحا عن البرنامج واهدافه وما تم انجازه على هذا الصعيد.
ويهدف البرنامج الى سحب ٤ آلاف من الاطفال العاملين عن طريق توفير مسارات تعليمية كالتعليم غير الرسمي في الجمعيات المحلية والتعليم غير النظامي من خلال مراكز وزارة التربية والتعليم ...
كما يهدف الى حماية ٤ آلاف آخرين من الانخراط في العمالة الاستغلالية التي تتعرض فيها العديد من حقوق الاطفال للانتهاكات ويقطع فيها هولاء الاطفال صلتهم بالتعليم والتدريب المهني ...
برنامج مكافحة حماية الاطفال عبر التعليم الذي تنفذه مؤسسة CHF الدولية والمجلس الوطني لشؤون الاسرة ومؤسسة كوست سكوب للتنمية الاجتماعية في الشرق الاوسط بالتعاون مع وزارة العمل ووزارة التربية والتعليم يتم تنفيذه لمدة ٤ سنوات في ثماني محافظات هي العاصمة والزرقاء ومادبا والبلقاء وجرش واربد والكرك والعقبة ..
اكثر ما فاجأني في المعلومات التي زودتني بها مسؤولة العلاقات والتوعية في البرنامج غادة عمار انه تم حتى الآن سحب ٢٥٠٠ من الاطفال من سوق العمل والحاقهم بالتعليم ... وهو انجاز كبير يسجل لمنطمة CHF الدولية والعاملين عليها في الاردن ...
ان اهمية هذا البرنامج تكمن في سحب آلاف الاطفال ممن تقل اعمارهم عن ١٧ عاما من سوق العمل من جهة والحاقهم بالتعليم من جهة اخرى بالاضافة الى حماية الالاف من الانخراط في العمالة الاستغلالية ... كما يشكل فرصة ملائمة جدا لمواجهة تسرب الاطفال من المدارس سواء برغبتهم او نزولا عند رغبة ابائهم.
عمالة الاطفال تعتبر احدى المشكلات الرئيسية التي تواجه الاردن خاصة وان عدد الاطفال العاملين ممن تقل اعمارهم عن ١٧ عاما يبلغ زهاء ٣٥ الفا ... وهي مشكلة تؤرق الاردن على مستوى المؤسسات الحكومية والأسر والاطفال المتسربين من المدارس وينخرطون في سوق العمل ...
ولا نعدو الحقيقة اذا قلنا ان برنامج مكافحة عمالة الاطفال عبر التعليم يسهم بشكل فاعل في مكافحة الأمية من جهة والتصدي لمشكلة تسرب الاطفال من المدارس من جهة اخرى ... ولا يسعنا الا ان نسجل شكرنا وتقديرنا لمؤسسة CHF الدولية التي تنفذ هذا البرنامج بالتعاون مع مؤسسات محلية والقائمين عليها للجهد الذي يبذلونه على هذا الصعيد ...
ونتمنى على المؤسسة والجهات الممولة للبرنامج تمديد فترة البرنامج لأربع سنوات اخرى وتوسيع تنفيذه ليشمل جميع المحافظات الاردنية ... كما نتمنى تنفيذ المزيد من هذه البرامج الحيوية التي تساعد على نشر الثقافة والتعليم ومحاربة الأمية !!!