أخبار البلد - المحامي احمد الخياط
جرت العادة في تاريخ جماعة الإخوان المسلمين أن تضيف أسمها لأي نجاح تحققه الشعوب ولو لم تكن شريكة به، وأن تتعرى من أي كبوة أو فشل قد يواجه في رحلة النجاح، فلا غرابة أن يلقي (زكي بني ارشيد) باللوم على الحكومة ويطعن في جهودها المبذولة ويتهمها بالتورط بالمؤامرة على ما يجري في غزة.
في قصة متداولة بين الشعوب أن الدجاجة تبيض بيضة واحدة وتملأ الدنيا صياحاً وضجيجاً، وأسماك البحر تضع المئات من البيض بصمت، وما تقوم به جماعة الإخوان المسلمين في الشارع الأردني هو ما تقوم به الدجاجة تماماً، أرتدت عباءة الدين البيضاء وتباكت بملىء صوتها على ما يجري في غزة وأفزعت كل من يقتفي بآثارها، وتجاهلت أن للحكومة علاقات دبلوماسية ترقى لمستوى العالمية وأدواراً إنسانية قبل أن تكون سياسية لإنهاء ما يجري في غزة.
بعيداً عن التدني نحو تراشق الإتهامات مع الجماعة، فلا يخفى على أحد ذلك الدور التي تمارسه الجماعة مع أسيادها في الخارج، حتى وإن حاولت الجماعة أن تزين المسميات لتلك الإرتباطات سيبقى لأثرها الوجود الأكبر في إستثارة الشارع العربي ولا سيما الأردني ثورة صوت أستغلت فيها تعاطف الأردنيين مع أبناء جلدتهم في غزة وحاولت جاهدة في إدارة تلك المسيرات وتسييرها نحو قبلة الإخوان الضائعة، واللعب بأوراق محروقة باتت مكشوفة لدى العموم.
إن كانت الحكومة الأردنية قد أخفت جهودها لحل صراع غزة عن (بني ارشيد) وأسياده، فذلك هو الكتمان الذي ستقضى به الحوائج، وإن أبرزت الحكومة محاولاتها فما ذلك إلا لإطلاع المهتمين على ما تسعى لتحقيقه لما فيه مصلحة غزة وأهلها.
لتعلم الجماعة أن الجهات الحكومية الأردنية على يقين تام بأنها تقف على ثغرة من ثغر الإسلام وتذود عنها كي لا تؤتى من قبلها، وأن لم تستطع الجماعة الذود عن الحمى فالتقف إلى جانب الحكومة أو تصمت.