أخبار البلد - زيد اللوزي
حالة المدينة الرياضية هذه الأيام تصعب على الكافر, فبعد أن كان هذا الصرح هو درة المرافق الرياضية في الأردن تحول إلى منطقة رياضية منكوبة تستوجب أعادة تعريفها ورد الاعتبار لها.
فهذه المدينة التي شيدت أسوارها وملاعبها وزرعت أشجارها وبساتينها بفيض من المحبة والعطاء تغرق هذه الأيام في بحر من الفوضى والهمجية التي أصبحت تطرد الرياضيين وتدفعهم لممارسة الرياضية خارج أسوارها.
فالمدينة التي أنشئت كمرفق إقليمي فاعل في دعم الحركة الرياضية والشبابية في الأردن وبعض الدول العربية المجاورة.تحولت إلى منطقة للتنزه يرتادها هواة الشواء والطبخ في العراء ومدمني (الأرجيلة)، فعلى الرغم من التحذيرات من إشعال النيران وحظر (الأرجيلة) إلى أن سحابات الدخان تلف كل أرجاء المدينة الوادعة، وذلك في ظل عدم قدرة الكادر الإداري للمدينة على حماية هذا المرفق من التحول إلى كرنفال للتدخبن والطهي وما ينجم عن ذلك من نفايات.
لقد مثلت المدينة الرياضية على مدار السنوات الماضية الرئة التي تتنفس منها عمان إلا أنها اليوم - أي عمان - تعاني من حالة انسداد رئوي بفعل التشوهات التي أصابت المدينة والممارسات الهمجية التي حدثت ابتداء من حلقات الدبكة التي تقام في أرواقتها وليس انتهاء بتشحيط السيارات والقيادة بسرعة جنونية بين جموع الناس المتواجدين دون وجود رقيب أو حسيب.
ولا نبالغ إذا قلنا أن حجم الإهمال والتسيب وصل حد انتشار الحيوانات الضالة في الغابة الرياضية وباتت ترهب المشائين بين أشجار المدينة.
والسؤال الذي يطرح نفسه هل أن انشغال الكادر الإداري بتنظم حفلات الأعراس والجاهات وجمع النقود العائدة منها هو ما اشغل إدارتها عن ضبط الأمور التي أصبحت خارج السيطرة.. مشاجرات واعتداءات وتحرش وفوضى، ونيران تشتعل في كل مكان هل هذه هي الصورة التي نريد أن نطبعها في أذهان الناس للمدينة التي تحمل أغلى الأسماء على قلوبنا.
وهل يعقل أن هذا القدر من التجمع للناس لا يرافقه دوريات شرطة لفض الاشتباكات والتحقق من الالتزام بالقانون وحماية المارة فإذا كنا نرسل مائة شرطي لمظاهرة يشارك فيها عشرة أشخاص ألا يستوجب الأمر الابقاء على دوريات شرطة راجلة، في المدينة التي يؤمها الآلاف من الناس.
إدارة المدينة معنية اليوم بإعادة النظر بموضوع الدراجات الهوائية التي تحولت إلى تجارة بحته بسبب عدم استعمال أدوات السلامة وتسييرها بصورة فوضوية لمن لا يحترفون القيادة ليؤذوا أنفسهم وغيرهم وهي معنية أيضا بحصر حركة السيارات في مناطق محددة لا تهدد السلامة العامة.
إدارة المدينة معنية أيضا بضبط أسعار (الدكاكين) التي تحولت أسعارها إلى أسعار سياحية.
انحطاط مستوى النظافة يحتاج إلى وقفة جادة من إدارة المدينة التي أن الأوان لتخرج من مكاتبها المكيفة وتراقب الوضع ميدانيا فـ (مدينة الحسين الرياضية) تدخل غرفة الإنعاش ونقترح إغلاقها حتى تتعافى رئة عمان قبل انقطاع نفسها.