يحدثنا قيادي فلسطيني عائد للتو من غزة عن آخر ما تفتقت عنه عبقرية الإجرام الصهيونية الهمجية في غزة عندما يتعلق الأمر بالأنفاق التي تبين أنها عبارة عن»شبكة عنكبوتية» يتوقع الخبراء أنها تصل لشمال إسرائيل ولا تكتفي بالجنوب فقط.
الرجل يقول ان إسرائيل التي أربكتها وهزمتها المقاومة في المواجهات المباشرة بدأت تحقن الأنفاق بالغاز السام، الأمر الذي تسبب باختناق واستشهاد تسعة من المقاومين على الأقل توثقت إسرائيل بأنهم في أحد الأنفاق بعد معركة شرسة خسر فيها العدو 14 قتيلا.
ويتحدث نائب أردني تمكن من البقاء خمسة أيام في القطاع مؤخرا عن جريمة أخرى تحصل ولا ترصدها الكاميرات والتقارير يمارسها العدو الصهيوني وهو يبحث عن أية طريقة لمواجهة الأنفاق تتمثل في «تسميم» الأنفاق باليورانيوم المخضب عبر خلط جزء منه في القذائف والقنابل المتخصصة بهدم الأنفاق.
إذا كانت المعلومة الأخيرة دقيقة فالعالم يصمت مجددا على جريمة صهيونية أكثر بشاعة من القصف الجوي المتواصل الذي يلتهم البشر والحجر لان بقاء ووجود اليورانيوم المخضب في تربة غزة يعني بعدما تضع الحرب اوزارها تلوثا بيئيا خطيرا للغاية سيبقى لسنوات يفتك بأهالي قطاع غزة مياههم وطعامهم واجيالهم.
.. حتى في قطاع المياه فقدت غزة 95 % من مصادر المياه التي تسممها ايضا الطائرات الإسرائيلية وتلوثها في حين تم القضاء تماما على البنية التحتية المخصصة لتصريف المياه العادمة في القطاع حيث يلقى في بحر غزة ما لا يقل عن مئة طن من المخلفات والمياه العادمة يوميا، الأمر الذي يعني القضاء على الثروة السمكية وافساد المياه في البحر وتهديد سلامتها للسباحة والملاحة والصيد لعشرات السنين.
.. تلك جرائم لا يعرفها الإعلام ولا يرصدها إلا نخبة قليلة من الخبراء المستقلين والدوليين ومعناها واحد هو أن إسرائيل تقضي تماما على مستقبل قطاع غزة وليس على حاضره فقط وترتكب الجريمة الأكثر بشاعة في التاريخ البشري ما يثبت أن النظام الرسمي العربي اليوم لا يسكت فقط عن القصف وسقوط الشهداء وتدمير القطاع بل عن تلويث غزة وتسميمها وبصورة سرية وعلى هامش الإشتباك العسكري.
كل الدول العربية في محيط القطاع وأبرزها مصر لن تكون بمنأى عن هذا التلوث الضخم والخبراء الذين إستمعت إليهم يتحدثون عن ظهور أمراض السرطان بكثافة بعد ثلاث سنوات في رفح المصرية وسيناء مع مدن ونواحي القطاع …لا حول ولا قوة إلا بالله.