-1-
في موازين الحرب التقليدية، لا يساوي أسر جندي شيئا، ولكن حربا يشنها رابع أقوى جيش في العالم، لـ «يؤدِّب» مقاومة فقيرة، بل معدمة، ومُتآمَراً عليها، ومحاصرة، ومطلوبا رأسها ، كل هذا يعني، أن إهانة بالغة لحقت بهذا الجيش، قد تتلوها ردود فعل مجنونة، تفوق في وحشيتها مذبحة الشجاعية، ولكن كل هذا سيقود في النهاية إلى مكاسب للمقاومة وغزة، رغم الثمن الباهظ الذي دفعه أهل غزة هاشم!
ثمن النصر كبير، ولكنه يستحق، والنصر الأكبر، هو الصفعة التي وجهتها المقاومة لوجوه من تآمروا عليها لإسرائيل وجيشها!
-2-
قيادة جيش الاحتلال قالت لأصدقاء الأسير إنه قتل!
عدد من أصدقاء الجندي الأسير كتبوا تعليقات قبل ساعات من إعلان كتائب القسام عن أسره عبروا فيها عن حزنهم لمقتل شاؤول(!) الأمر الذي يشير إلى أن حكومة الاحتلال أخبرتهم بمقتل دورون قبل أن تعرف مصيره الحقيقي ما يشير الى تخبط الاحتلال وعدم معرفته لمصير جنوده الذين أرسلهم للمجهول، هذه المعلومات تم جمعها من حساب «أورون» على الفيس بوك، حيث امتلأ بكلمات نعيه ورثائه من قبل أصدقائه!
هذا يعني أشياء كثيرة جدا، من ضمنها كذب إعلام العدو، وكتمانه لحقيقة الخسائر التي يمْنى بها في عدوانه على غزة، ما يجعلنا اليوم أكثر ميلا لتصديق إعلام المقاومة، حيث ثبت أن كل ما قالته حتى الآن، ومنذ بداية الحرب قبل أسبوعين، كان صحيحا، في حين كان إعلامهم كاذبا، خاصة حين يتعلق الأمر بعدد القتلى في صفوفهم!
-3-
على الرغم من الستار الحديدي الذي تفرضه الرقابة العسكرية على أية أخبار متعلقة بحجم خسائر العدو، اضطر أن يعترف بشيء من هذه الخسائر، ولم يكن هذا الأمر ليتم لولا الصور التي نشرها جنود احتياط لأجبل من التوابيت التي بدأ جنود بإعدادها، في مشاغل جيش العدو، الأمر الذي عدَّه محللون بمثابة «فضيحة» لجيش الاحتلال، الذي يمنع نشر أية أخبار تتعلق بقتلاه إلا بعد مرورها على الرقابة العسكرية الصارمة، التي تمنع أيضا أية أخبار خاصة بالمعارك أيضا إلا بعد «فلترتها» من أية معلومات تدل على انهيار الجبهة الداخلية!
-4-
حتى ساعة كتابة هذا المقال، وعلى الرغم من مرور نحو 48 ساعة على أسر «أورون» إلا أن الحكومة الإسرائيلية لم تعترف حتى الآن بعملية الأسر، ومن المعتاد أن تخضع هذه الأخبار في إسرائيل للرقيب العسكري، الذي يوافق على نشر أخبار وحظر أخرى، وهو ما يجعل عبارة سُمح بالنشر تسبق في وسائل الإعلام الإسرائيلية أي اعتراف إسرائيلي بمقتل أو إصابة جنود من جيش الاحتلال، بل إن إسرائيل نفت في وقت متأخر من مساء الأحد، أن يكون أحد جنودها تعرَّض للأسر من قبل مقاتلي حركة حماس في قطاع غزة.
النفي جاء على لسان سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة «رون بروسور» على هامش اجتماع لمجلس الأمن في نيويورك الذي قال أنه «ليس هناك جندي إسرائيلي مختطف».!!
أغلب الظن أن تأخير إعلان الاعتراف بأسر الجندي متعلق بـ»كرامة» جيش مرغت المقاومة أنفه بالتراب، وربما لإعطاء فرصة له لمحاولة تخليص الجندي من الأسر، حيا أو ميتا، لأن حدثا كهذا ربما يغير مسار العدوان على غزة، فهو كما يقول كثير من المحللين، يرفع من الأسهم التفاوضية لحركة حماس من التهدئة إلى فتح المعابر حتى الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، في الوقت الذي يهدد مستقبل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو!