أظهرت الجولات الأولى من دور المجموعات لبطولة كأس العالم 2014 والمقامة حاليًا في الأراضي البرازيلية اهتمامًا واسعًا من جميع أنحاء العالم بمتابعة كرة القدم، وذلك وفقًا للأرقام الصادرة من الاتحاد الدولي (فيفا) حول حجم المتابعين من خلال وسائل الإعلام المرئية.
ففي الجولة الأولى من مباريات دور المجموعات تحطمت الأرقام القياسية التلفزيونية بالنسبة لمتابعة المباريات، وقد أبرز هذا الأمر الزيادة الملحوظة جدًا في نسبة متابعين كرة القدم في الدول المعروف عنها عدم الاهتمام بهذه اللعبة، أو بالأحرى الدول التي كرة القدم ليست اللعبة الشعبية الأولى بها.
وربما أن الدليل الأكثر تأكيدًا على هذا الأمر هو المشجعون في الولايات المتحدة الأمريكية واستراليا، إذ ارتفع عدد المتابعين جدًا وأصبحوا بالملايين وبالأخص في مباريات منتخبات بلادهم بالبطولة، وهو ما نتج عنه تحطيم كل السجلات السابقة الخاصة بنسبة متابعة المباريات.
وبحسب ما أوردته الفيفا، فإن قناة ESPN الأمريكية الشهيرة قد تابع من خلال ما يصل إلى 11.1 مليون متابع مباراة الولايات المتحدة وغانا والتي انتصر فيها الأول بهدفين لهدف، ليكون هذا الرقم تاريخيًا بكل المقاييس فلم يسبق وأن حققت السجلات نصف هذا الرقم في الدورات الماضية للحدث الرياضي الأكبر في العالم.
أما مباراة الافتتاح في المونديال والتي جمعت بين البرازيل صاحب الأرض وكرواتيا قد شاهده 42.9 مليون شخص من خلال التلفزيون البرازيلي "جلوبو" مما يجعل هذا الحدث هو الحدث الرياضي الأكبر الذي تمت متابعته بالنسبة للبرازيلين في هذه السنة.
بالنسبة لمباراة إيطاليا وإنجلترا التي انتهت بانتصار الأتزوري بهدفين لهدف، فقد لقيّت متابعة من خلال شبكة BBC ببريطانيا من قبل ما يصل إلى 14.2 مليون شخص، أما قناة RAI الإيطالية فتابع 12.8 مليون شخص إيطالي المباراة مما يُعتبر أيضًا أن هذه المباراة هي الأكثر جمهورًا في كلا التلفازين بعام 2014.
في المقابل فإن 26.4 مليون شخص في ألمانيا قد تابع النجم توماس مولر وهو يُسجل الهاتريك الأول في البطولة بشباك المنتخب البرتغالي على قناة ARD وهو يُعتبر الحدث الرياضي الأكبر متابعة في بلاد الماكينات بعام 2014 بحسب ما قالته الفيفا.
ولم يمنع فارق التوقيت الكبير بين البرازيل واليابان أن يُتابع 34.1 مليون شخص لمباراة الكمبيوتر أمام المنتخب الإيفواري والتي تلقت فيها كتيبة زاكيروني هزيمة بهدفين لهدف، ليكون هذا الرقم هو ضعف الرقم المسجل هذا العام في التلفزيون الياباني NKH من ناحية المتابعة رياضيًا.
وكذلك فإن البث التلفزيوني للمباريات قد وصل إلى زروته من ناحية المتابعة عبر القنوات في هولندا والأرجنتين وفرنسا والجزء الناطق بالفرنسية في بلجيكا.
بدوره، اعتبرنيكلاس آريكسن، مدير تلفزيون الاتحاد الدولي لكرة القدم أن نسبة المتابعة العالية تُعَد تعبيرًا عن مدى ازدياد شعبية الكرة حول العالم أجمع، مما سيعود بالفائدة الكبيرة على الفيفا من الناحية المادية كما سبق وأن حدث في مونديال جنوب إفريقيا 2010.
إذ قال "تظهر هذه الأرقام مدى شعبية كرة القدم حول العالم، ومدى الأرقام القياسية التي تحققت في هذه البطولة من ناحية المتابعة بكل الأرجاء من اليابان إلى الأرجنتين. إننا نشهد نموًا مشجعًا للغاية في أسواق مثل أمريكا واستراليا. إن البث الكبير الذي يقوم به الفيفا يجعل هذه البطولة عالمية وتصل إلى الجميع. إنه دور الفيفا الأول، نحن نريد تطوير وتوصيل كرة القدم إلى العالم أجمع."
الجدير بالذكر أن البث التلفزيوني في عام 2010 لمونديال جنوب إفريقيا قد أدخل خزائن الفيفا ما وصل إلى 150 مليون دولار ومن المتوقع أن تدخل الخزائن مبالغ أكبر بسبب النجاح الرهيب للبطولة المقامة حاليًا ببلاد السامبا.