الصديق الاخ مراد العضايلة المسؤول في حزب جبهة العمل الإسلامي تفاعل معي الأسبوع الماضي على خلفية التعليقات التي صدرت بخصوص انتخابات اتحاد طلبة الجامعة الأردنية متمنيا أن "لا نبالغ" جميعا في الاحتفال بمشهد التحالف بين تيار "نشامى" وتيار"عودة".
وجهة نظر العضايلة ان هذا التحالف ليس جذريا ولا حقيقيا موافقا على أن دعم تيارات طلابية توافق على الوحدة الوطنية وتؤمن بها "أمر حميد" حتى لو كان على حساب إقصاء أو إبعاد التيار الإسلامي، على أن يكون التحالف هنا جذريا وحقيقيا وليس مدعوما من جهات سياسية أو حكومية أو امنية هنا وهناك.
بالنسبة للشيخ العضايلة "اجساد الإسلاميين" فداء للوحدة الوطنية وفي كل الأماكن والقطاعات وبعيدا عن أي حسابات انتخابية ورغم ان تزويرا في الصناديق لم يحصل فعلا بانتخابات الجامعة الأردنية إلا بعض الإجراءات تمس بالنزاهة وتوحي بان المطلوب كان إبعاد ممثلي الاتجاه الإسلامي.
العضايلة يتحدث عن تجاوزات وانتهاكات حصلت من بينها منع طلبة وطالبات من التصويت والضغط على أهالي بعض الطلاب قبل انتخاب المجلس التنفيذي لصالح التحالف إياه.. رغم ذلك يقر العضايلة بان الاتجاه الإسلامي حصل في المجلس المركزي على حصة معقولة من المقاعد في انتخابات شابها بعض التجاوزات فيما دعمت عدة اطراف عن بعد التحالف الجديد.
لم يعترض الشيخ عضايلة عندما قلت له باني كمواطن أصفق لكل الجهات وهي تحاول ترتيب العلاقة بين الاتجاهات الطلابية حتى لو كانت المسألة مسرحية.. قلت له: أرحب بهذا النوع من المسرحيات لاننا كنا نشاهد مسرحيات تجاذبية تعزز الانقسام في الماضي.
الجملة المعترضة الوحيدة للأخ عضايلة كانت على شكل "أمنية" بأن لا نعود لمشاهدة تيارات النشامى والعودة تشتبك معها في مشهد يؤذي الوحدة الوطنية في وقت لاحق.
انا أشارك عضايلة في أمنيته بصورة علنية واتفهم هذا التخوف بسبب سجلات العبث بالجامعات في الماضي ولم ألمس إطلاقا من حديث الرجل ما يوحي بأن الحركة الإسلامية في موقع "إعاقة" اي تفاهمات تعزز الوحدة الوطنية حتى ولو على حساب حصة الاخوان المسلمين.
لكن بالمقابل ما زلت أصر على ان الوحدة الوطنية الحقيقية لا يمكن الاطمئنان لحصولها عبر استعراضات تكتيكية وستبقى "منقوصة" إلى اللحظة التي أرى فيها أخا مسلما ونشميا وابناء حق العودة معا في مؤسسة طلابية جامعية واحدة.. عندها ستكتمل حلقة الاطمئنان، فالحركة الإسلامية برأيي وقناعتي لا تزال من الجبهات الصلبة التي تساند الوحدة الوطنية.