خاص لـ أخبار البلد - رائده شلالفه
في عناوين فاقت مضامينه الحقيقية، وعبر حملة ترويجية اعلامية تولتها المؤسسة الاعلامية الرسمية، خرج معرض فلسطين الدولي للكتاب بصورة بائسة يُشبه بسوء تنظيمه وادارته سوق خضار اكثر منه معرض كتاب !
المعرض الذي تنظمه وزارة الثقافة الفلسطينية، في دورته التاسعة ، كان بحق صدمة أخلت بالمأمول لجهة شعاره الذي حمل مضمونا أكبر من القائلين به ممن خرجوا به شعارا للمعرض ، حيث جاء الشعار تحت عنوان (دولة فلسطين... القرار والإصرار) ، ولا ندري عن اي قرار واصرار يتحدثون في وقت غاب فيه مندوبو عشرات دور النشر ومن دول عدة ليس بوصف رام الله مدينة قابعة تحت الاحتلال، وانما لسوء تخطيط اداري تكّشف مع بدء فعالياته ما حدا ببعض دور النشر المشاركة لحزم امتعتها استعدادا للمغادرة حتى قبل ان يدخل المعرض يومه الثالث !
وكما "عرس دون معازيم" بدأ معرض فلسطين للكتاب خاويا الا من بضع دور نشر اذا ما قيست بالعدد المعلن عنه رسميا بنحو 250 دار نشر، غاب عنها نحو الثلت بواقع ثمانين ممثلا من الوفود المشاركة من دور نشر وشخوص، كما صرح به وزير ثقافة رام الله انور ابو عيشه ومبررا من إن سلطات الاحتلال منعت الموافقة على تصاريخ دخولهم الأرضي الفلسطينية».
ومن عناوين الاخفاق التي مني بها معرض الكتاب موضوع الطرح، حضور ممثلي ومندوبي دور نشر بعد يوم الافتتاح لتأخر التصاريح، في حين البعض الاخر ممن وجهت لهم الدعوة وتم تسجيلهم كمشاركين لا زالوا للحظة يتلقون تبريرات من جهة منظمي المعرض، تلك التبريرات التي تزيد طين موقف وزارة الثقافة الفلسطينية بللا لا تشفع لها..
بيد اننا نتحدث عن وزارة ثقافة لا يقل عمرها عن عمر "اوسلو" ولا زالت للحظة تتخبط وتراوح مكانها ازاء عدم استطاعتها من استقبال مندوبي دور نشر لفعالية معرض كتاب، ولعدم استطاعتها في الحصول على تصريح دخول يُشكل الجانب "الاسرائيلي" طرفا فيه..
المشهد جلي وواضح ولا لبس فيه ونحن نشهد الجانب الفلسطيني الرسمي يتسول تصاريح ضيوفه لفعالية ثقافية معلنة من شريك سلطة "اسرائيلي" لم ينجح الجانب الفلسطيني في تطويعه لجهة الشراكة السياسية بينهما، ولم ينجح الشريك الفلسطيني فيما مضى في فرض ارادته ثقافيا أقلها !
الناشرون الاردنيون الذين لم يتسنى لهم الحصول على تصاريح لدخول رام الله للمشاركة في معرض الكتاب المقام في مركز "إسعاد الطفولة" بمدينة البيرة، قُدمت لهم تبريرات بعذر أقبح من ذنب، وقد عزت الجهات المنظمة عدم صدور التصاريح لعدم وصول الاوراق الثبوتية للمشار اليهم، وكأن الجانب "الاسرائيلي" لا يعرف من هم الضيوف ولا يعرف طبيعة اعمالهم واسماء دورهم ، وهو الذي يفرغ احدى شعبه الاستخبارية للوصول لادق التفاصيل، فلو انه يحمل مقدار ذرة اعتبار للجانب الفلسطيني الذي تمثله "سلطة اوسلو" لكان امر التصاريح قد تم تجهيزه قبل بدء فعالية المعرض ..
اللافت في سوء ادارة منظمي المعرض تطبيق شعاره "القرار والاصرار" باصرارهم على عقد واشهار المعرض قبل اكتمال حضور المشاركين، وكأنما هناك اتفاق ضمني بين "وزارة اوسلو للثقافة " وبين الجانب "الاسرائيلي" على منح تصاريح الاشقاء المصريين والمغاربة اعتمادا على معايير سياسية لا ثقافية، بدليل ان المشاركة الأردنية هي الأكبر، سواء من حيث عدد دور النشر أو عدد العناوين، وقد وصلت "بضاعتهم" وغاب اصحابها، رغم إدراج أسمائهم ومواعيد مشاركتهم في الفعاليات الثقافية المقامة على هامش المعرض!
الامر الذي يعتبر مدعاة للحنق والاستياء الذي اظهره المشاركون ممن وصلوا ارض المعرض، هو توزيع مساحات المعرض والمؤلف من ثلاثة طوابق ، فمن تم ابلاغه بمساحة تصل ل، 12 مترا مربعا وجد بانتظارة ثلث المساحة، واخرين تم الحاقهم بمساحات مستحدثة بين المساحة والاخرى، في حين اعتمدت عملية توزيع المساحات بما يشبه تقسيمات النبلاء والبرجوازيين والعبيد ابناء البطة السوداء، وهو الامر الذي كتبت عنه وأوضحته بتفاصيل كشفت المسكوت عنه في مطبات معرض فلسطين الدولي للكتاب في دورته الحالية الكاتبة الفلسطينية عنات فرعون والتي عرت بالكامل ما جهد ازاءه منظمي المعرض من عدم كشفه من سوءاتهم ، ومحاولات التفافهم و"ترقيعهم" لمآزق من صنع ايديهم ، وقبل ان نورد ما كتبته الروائية عناة فرعون نقول:
ان مشاركات دور النشر سواء تلك التي حضرت او التي لم يتسنى لها الحضور، لهو عمل ارادوا خلاله دعم ، المشهد الثقافي الفلسطيني وقبلا دعم صمود الانسان الفلسطيني على ارضه، ولممارسة الحلم بوجود مساحة للاخر العربي الذي هو بالمحصلة الفلسطيني ذاته حارس الارض والقضية ..
وتاليا ما كتبته عنات فرغون
"قسمة ضيزى"
لأني شاهد على كل ما حدث..سأنقل الصورة لكل العالم العربي...
معرض فلسطين الدولي للكتاب سخرية من العروبة التي توحد وطننا العربي..
أولاً:المعرض والذي يقام في البيرة في ثلاث طبقات..الطبقة الثالثة وهي واجهة المعرض فيها "رويال سويت" للدولة الشقيقة المغرب وكذلك بالنسبة لجناح وزارة الثقافة الأردنية وبعض دور النشر الفلسطينية..الطابق الثاني سعره أرخص قليلاً على ما يبدو وهو لدور النشر الفلسطينية وإحدى الدور المصرية لاخوتنا الأشقاء..أما الطبقة الأولى وهي موقف السيارات "الباركنغ" لدور النشر العربية من الأردن ومصر الشقيقتين ولبعض الدور الفلسطينية لا يدخلها الزائر إلا بالخطأ.وبالتالي عندما تأتي شخصية كالأب "حنا عطالله "على المعرض وقد رغب ببدء جولته من طبقة الباركنغ واذا بالمسؤول الثقافي يرحب به ويشيد بالطبقات الأخرى ويسحبه إلى باقي المعرض دون حتى تفقد تلك الطبقة فهذا شيء مشرف بحق العربي فعلاً!!!!
كان الأولى ان تستأجر وزارة الثقافة الفلسطينية :الكازينو" الذي تم اغلاقه وتوحيد الأماكن فلا يتم تقسيم العرب إلى طبقات ولا من يدفع أكثر يحصل على الراحة الأكبر..وفي طبقة واحدة...
ثانياً:يبدو أن البعض يسيء لمنصبه وكرسيه الذي ينظفه كل يوم إلا من نفسه وبالتالي يسيء لمن يمثلهم من مؤسسات وغيرها.الإساءة التي أتكلم عنها هي اهمال وعدم احترام للآخرين..فمثلاً : ليس هناك متابعة لتصاريح ممثلي دور النشر في المعرض وكذلك هناك تعالي من قبل البعض بحيث يقلب الحقائق ليبرأ شخصه من تحمل السؤولية التي تقع على عاتقه..
فمثلاً دار فضاءات وهي أكبر دور النشر الفلسطينية الأردنية والتي أنهت جميع معاملاتها عن طريق اتحاد الناشرين في الأردن يتم الاعتداء عليها وركن شحنتها من الكتب (31 صندوق) والتي استلمتها ووقعت عن الشحنة بيدي في طبقة الباركنغ في مكان "مخفي" وليس بالمساحة المتفق عليها وهي 18م وإنما بمساحة 2م*4م من أجل اقامة حفل توقيع لكتاب الدار المتواجدين في المعرض!!!! ويأتي المسؤول مدعياً أن معاملات الدار ليست كاملة ويدعي أن أحد دور النشر معها توكيل عن الدار لاتخاذ الاجراءات المناسبة وبالتالي سيحاول ايجاد مكان مناسب علماً أن دور النشر المصرية لم يصل منها إلا اثنتان والباقي لم تصدر تصاريحهم وهناك مساحات كافية..ولتكن الصورة أوضح هي عملية "سمسرة من تحت الطاولة" ادفع أكثر ستجد ما يسر خاطرك..المشكلة ليست بمادية الدار والحمد لله ولكنها مسألة مبدأ..وقد تأكدنا من مدير دار فضاءات الأستاذ جهاد ابو حشيش وقد أكد لنا أنه تمت كل الاجراءات عن طريق اتحاد ناشرين الأردن ولم يعطَ أي توكيل لأي شخص ليمثل الدار ولا بأي شكل من الأشكال...
فلسطين ليست للفلسطينيين الذين يسكنوها..فلسطين لكل العرب التي خصهم الله بالديانات السماوية..وبالتالي كل من يتوافد بتصريح للوطن الحبيب هو صاحب البيت وليس ضيفاً..أما نحن الذين نسكن هذا الوطن الضيوف لأن هؤلاء يفدون فلسطين بأرواحهم وكل ما يملكون للحضور للوطن ولو بزيارة بسيطة الأمد ونحن ماذا نفعل؟! نهين من يقدسنا؟! ليس من فراغ تلك الاهانات التي يطلقها البعض على الفلسطينيين..من يسيء لوطن يسيء لشعب وعروبة وقضية وتاريخ للأسف...
كوني فرداً من دار فضاءات أطالب وزارة الثقافة الفلسطينية بالاعتذار للدار ومدير الدار وكتاب الدار عن الاساءة الحاصلة بحقنا وبحق دور النشر العربية الأخرى...
نظراً للظروف القاهرة التي منعنهم من المشاركة بمعرض "الاصرار والقرار"بفلسطين في دورته التاسعة ستقوم دار فضاءات بالاحتفاء بكتبهم وتوقيعها في احتفالية خاصة في معرض أبو ظبي الدولي للكتاب