أخبار البلد
قال السفير البريطاني في عمان بيتر ميليت، أن وسائل الإعلام أصبحت المحرك الرئيس للمواقف الشعبية، نظراً لأهميتها في خلق الديمقراطيات الناشئة وتطويرها.
وأضاف في محاضرة له بعنوان (دور الصحافة والإعلام في المجتمعات الديمقراطية) نظمتها كلية الإعلام بجامعة اليرموك، أن العلاقة بين الصحافة والدبلوماسيين تتطور بتطور وسائل الإعلام، حيث أصبح من الضروري أن يتفاعل الدبلوماسيون بشكل أسرع ودقيق مع الأحداث الراهنة تزامناً مع تطور الإعلام في سرعة نقل الخبر.
وأشار إلى أن الإعلام لعب دورا رئيسا في التحولات السياسية التي شهدتها دول المنطقة، حيث أن شبكات التواصل الاجتماعي استطاعت ترجمة المواقف الشعبية باستخدام التكنولوجيا الحديثة.
وتطرق مليت لموضوع الحريات وأهميتها في ترسيخ مبادئ المجتمعات الديمقراطية، لافتا إلى ان كتابات العديد من المفكرين أسهمت في تطوير مفهوم حرية الرأي والتعبير مما انعكس إيجابا على حرية الصحافة وصولاً إلى إكسابها لقب السلطة الرابعة. و بشأن المخاطر التي تواجه الصحافة الحديثة، أشار السفير البريطاني لمسألة الصحافة الأخلاقية ومدى غيابها عن العديد من المؤسسات الإعلامية، مشيراً الى ضرورة إعداد كوادر صحفية تعمل وفق مبادئ الشفافية والموضوعية في نقل الحدث.
و حذر ميليت من خطورة اختفاء الحريات الصحفية المجتمعية لما لها من عواقب وخيمة تعود بالضرر على المجتمعات، حيث أن اختفاء حرية الصحافة تنذر باختفاء غالبية المساءلة السياسية لكيان الدولة، وأنه لا يمكننا التحدث عن مفاهيم كالديمقراطية والشفافية والتعددية في ظل غياب حرية الإعلام، فالعلاقة بينهم تقوم على مبدأ التكاملية، وكلاهما يشكل مؤشراً ومعيارا لوجود الأخر، ومن غير الممكن وجود إصلاح ديمقراطي شامل وحقيقي في المجتمع دون وجود حرية للرأي والتعبير يكون عمادها الإعلام المتحرر.
وحول قوانين المطبوعات والنشر ومستوى الرقابة التي تفرضه على وسائل الإعلام أوضح ميليت أن الحريات في كافة بلدان العالم تخضع للتطوير بشكل مستمر، وهنا يكمن دور الصحفيين والمجتمع المدني في تشكيل قوى ضاغطة باتجاه صناع القرار لتطوير الحريات وإعطائها مجالاً أوسع.
وفيما يتعلق بالـ «إسلاموفوبيا» ومدى تشبع الصحافة الغربية بشكل عام بأفكارها، قال ميليت ان الصحافة البريطانية غير موجهة ضد الإسلام، رغم وجود بعض الكتاب الذين يكتبون ضد الإسلام، لكن أغلبية المجتمع البريطاني ليس لديه عداء تجاه الإسلام والمسلمين،وفي نهاية المحاضرة التي حضرها عميد كلية الإعلام الدكتور حاتم علاونة ورئيس قسم الصحافة الدكتور عزام عنانزة وعدد من أعضاء هيئة التدريس وحشد من طلبة الكلية جرى حوار موسع أجاب من خلاله السفير على أسئلة الحضور في مختلف القضايا المتعلقة بالصحافة والإعلام في بريطانيا ودورها في المجتمعات الديمقراطية بشكل عام.