ملف الاعلام في الديوان الملكي بات بحاجة الى مراجعة جذرية ، ومقارنات ايضاً بين مراحل ، لنعرف الى اين وصلنا ، وسط هذه الفوضى الاعلامية الخلاقة؟.
صنعنا اصدقاء خلال سنين طويلة ، واكثرهم تحول الى عدو خلال الفترة الماضية ، والبعض الاخر اراد ان يقدم خدمة يظنها مفيدة ، بأجتهاد منه ، او بتشجيع احدهم ، فأذا به يتحول الى عدو لكل واحد فينا ، وللوجدان الشعبي ، لانه اعتبر ان تدليله في عمان يسمح له بضرب وجوه الاردنيين والاردنيات ، في معرض اكرام رموزهم ، وهي مفارقة تدل على سذاجة او تعّمد مسموم،.
الذي يريد ان يدافع عن العرش ، يهين الاردنيين ، كما في مقالة جهاد الخازن ، الذي يعتبر بكل المعاني سيئاً جداً ، ولايقبله الملك ذاته ، ولا الملكة ، فأي فزعة هي للملكة تجري بهذه الطريقة حين يتم الاستهزاء بأسماء الاردنيات ، بأعتبارهن متخلفات ، ومن عالم دوني ، فلا يجد كاتبه في بلد هو الاعلى تعليماً في شرق المتوسط ، سوى اسماء اردنيات كجروة وام زعل ، متناسياً ان لاشرف في اهانة الامهات.
هل تقبل الملكة الفزعة لها ، بأن يتم وصف اي اردني بأنه حقير ومن فئة حقيرة؟وهل يقبل الديوان الملكي مقالا كهذا يصف الاردنيين بثقيلي الدم ، ولغتهم لغة سائقي عمان؟هذا مستحيل.ومنذ متى تتم الكتابة عن الملك والملكة دون استشارة مسبقة ، فيأتي من يريد التملق فيسيء للجميع من الملك والملكة الى اصغر واحد فينا؟.هذا دليل ساطع على غياب الاتصال وادواته.
ملف اعلام الديوان الملكي بحاجة الى مراجعة جذرية وعميقة ، وخطوط المراجعة تأتي عبر السؤال عما يجري ، حين يصبح نشر المقالات والصور والتحليلات ، واخبار الملك ، بأي اتجاه كان ، عملا شخصياً ، لاعلاقة للديوان الملكي به ، وكأن القصة عادية وبسيطة.
لايجوز ان يتحول اعلام الديوان الملكي ، كما تحول في عاميه الاخيرين ، الى اعلام يكتب خبراً ، فهذا اخر مهماته ، اذ ان هناك مهمات كثيرة تتعلق بالصورة الانطباعية ورصيد الاردن والملك ، وشبكة العلاقات التي تدار بشكل منطقي ومفيد للاردن ، لا على طريقة الخازن الذي جاء ليكحلها فعماها.
لايصح ان يتحول اعلام الديوان الى مجرد اعلام يبث خبراً وكأنه وكالة انباء محلية تصيغ الخبر وتطيره عبر الفضاء ، والمشكلة ليست في فريق شبابه ، بل في من ادار هذا الفريق في فترة حساسة ، وفقاً لرؤية روج لها بأعتبارها الاسلم والابدع ايضاً.
ماهو محزن حقاً ان نكتشف ان كل مابنيناه خلال سنين طويلة يتعرض للتهديم التدريجي ، لان الرؤية تشوشت وغابت ، وتحول الاعلام كفكرة الى اعلام يسجل ملاحظات ويكتب خبراً ، ويعلن عن مناسبة لدعوة هذا الكاتب او ذاك ، وهذا عمل فني ، لكنه اخر مهمات اعلام الديوان الملكي.
القضية ليست شخصية ، ضد احد ، وليست مدحاً لاحد.غير اننا بتنا نرى بشكل واضح ان علاقات الاعلام بالدولة وعلاقات الاعلام بالخارج ، كلها تضررت آخر عامين ، فلم يعد احد يتحدث مع احد ، وحدثت اقصاءات ، وتصنيفات ، وحين كانت هذه التصنيفات غائبة ، لم تكن ترى خبراً او تقريراً على وكالة انباء ، الا بعد تنسيق مسبق ، كأحد شروط المهنية ، ولان الابواب مفتوحة.
لااحد يسأل السؤال الاخر اليوم:لماذا تضررت هذه العلاقات؟ولماذا ذابت شبكة العلاقات؟ولماذا يعتقد جهاد الخازن ان مقالا كمقاله يخدم احداً في الاردن ، والاجوبة كثيرة ، اقلها ان كل واحد بات يشتغل على رأسه ، حتى في ملف حساس يرتبط بالديوان الملكي.
اللوم كل اللوم ليس على من في المواقع الحالية ، اللوم كل اللوم ، على عدم وجود رؤية محددة لما نريد ولما لانريد ، وعدم وجود مراجعات عميقة ، وشخصنة كل شيء ، حتى بات اللغو في امر الملك والملكة مسموحاً به ، من جانب من يعتقد انه يقدم خدمات جليلة ، ومن جانب من يعتقد انه يوصل رسائل حادة.
كلما اثيرت فكرة ناقدة قيل ان صاحبها يبحث عن وظيفة في اعلام الديوان الملكي ، وهو كلام مردود يراد به ابطال مشروعية الفكرة ، ولعل ملفاً كملف اعلام الديوان الملكي بحاجة اليوم الى وقفة حقيقية ، دون ان يعني ذلك اي مساس بأي زميل في اعلام الديوان ، اذ ان النقد موجه ليس للاشخاص ، بل للرؤية ذاتها ، واحسب ان الزملاء ذاتهم ضحايا للتقلبات ، قبل اي شيء آخر.
ليعذرنا الزملاء في اعلام الديوان ، فلا نقصدهم فرداً فرداً ، غير اننا نقصد حالة الفراغ في دور اعلام الديوان الملكي ، التي تأسست خلال الفترة الاخيرة ، وبانت نتائجها بكل مانراه هنا وهناك ، داخلياً وخارجياً ، وسط مناخ من سوء الفهم او التحسسات او الشكوك او الحرد ، وكلها مناخات بحاجة الى ازالة قبيل التباهي بخبر رائع الصياغة.
مشكلة اعلام الديوان الملكي ليست في فريقه ، وانما في الرؤية المسالة على الفريق لتنفيذها ، لاننا عرفنا لهم سنين مزدهرة سابقاً ، تؤكد انهم على قدرة وسوية عالية ، وحرفية عظيمة ، لاينال منها سوى تصغيرها في مجرد خبر،.