الكاتب القومي فهد الريماوي يكتب : الفرصة المواتية لصناعة التغيير

الكاتب القومي فهد الريماوي يكتب : الفرصة المواتية لصناعة التغيير
أخبار البلد -  


أخبار البلد - هذا الاوان، تقف الامة العربية كلها - وليس الاردن وحده - بين يدي التاريخ، وتُسلم قيادها لجماهير شعوبها الثائرة وطلائعها الشابة، وتستعد كلها - ولو بدرجات متفاوتة - لولوج مرحلة جديدة وتسجيل انتصارات مجيدة واللحاق بركب العصر·
بين عشية وضحاها، وبين شرارة في تونس وشعلة في مصر الكنانة، اختلفت الاحوال واضطربت الاوضاع وانقلبت موازين القوى والمعادلات·· كسر المارد الشعبي العربي حاجز الخوف، وانطلق ثائراً ومزمجراً ومعبأ بالاصرار والاقتدار، فما هي الا صيحة مدوية حتى سقط طاغية تونس، ثم لحقه بعد طول تمنع فرعون مصر·· والبقية على الطريق·
لقد دارت عقارب الساعة العربية الى الامام، واستعد التاريخ لكتابة فصل عربي جديد، ووقف العالم مأخوذاً ومبهوراً يتابع متواليات البركان العربي الهادر، وارتفعت الروح المعنوية العربية الى عنان السماء ومنتهى الثقة بالنفس، ونهض عبدالناصر ليعلن من جديد ان الشعب هو القائد والمرشد والمعلم، وان ارادة الشعب من ارادة الله·
ليس الاردن بعيداً عن المعمعان، ولا هو مستثنى بالا، بل هو في قلب الحدث العظيم، وعلى مرمى حجر من الزلزال المصري، وقيد تحركات شعبية مطلبية وسياسية سبقت اندلاع الاحداث التونسية والمصرية، ولن تزيدها الايام المقبلة الا ثباتاً على المواقف، وتصميماً على التغيير الجذري الذي يلبي طموحات الشعب، ويؤسس لحقبة نوعية جديدة ومتجاوزة حقاً وحقيقة لكل الاوضاع والصيغ التلفيقية الراهنة·
كلنا ندرك ان صناعة التغيير ليست بالامر الهين والميسور، فهناك من لا يتقن فن التغيير، وهناك من لا يرغب في اجراء التغيير، بل يحاول الالتفاف عليه عبر تبديل الاقنعة وتلبيس الطواقي وتعبئة الشراب القديم في زجاجات جديدة، شأن حكومة الدكتور معروف البخيت التي تعتبر جديدة ولكنها تكلفت وتشكلت وفق صيغ وآليات قديمة، كما ضمت - علاوة على رئيسها - الكثير من قدامى الوزراء الذين لم يُعرف عنهم التميز في الاداء، او التفوق في العطاء، او الانحياز لصوت الشعب·
لو جاءت هذه الحكومة ضمن السياق المعهود في التشكيلات الوزارية، ووسط ظروف مريحة واحوال اعتيادية، لما عولنا عليها او توقفنا عندها، فالحكومات في بلادنا محض نسخ كربونية متماثلة شكلاً ومضموناً، وهابطة على الشعب بالمظلات دون ابداء الاسباب·· ولكن هذه الحكومة تأتي وسط اوضاع استثنائية، وفي خضم مفصل تاريخي وتحديات شرسة ومناخات ثورية وتغييرية تتطلب نمطاً مختلفاً كل الاختلاف عما سبقه من انماط الحكومات المستنسخة·
هذه الحكومة الطالعة من سبات "اهل الكهف" وليس من عنفوان الفعل العربي المضارع، لم تقطع مع حكومات الامس المستنسخة، ولا تختلف عنها في حسابات التفاضل والتكامل، بل هي امتداد عضوي لتلك الحكومات التي تجاوزها الزمن الراهن، وهي بالتالي ليست مؤهلة - بحكم طبيعتها وتركيبتها - لاجتراح اداء وزاري نوعي ومتميز، او استقطاب قاعدة شعبية عريضة، او انجاز ما لم يستطعه الاوائل·
قوية وعفية، هبت رياح الثورة الشعبية على كامل الوطن العربي، ورأيت الجماهير المصرية والتونسية تدخل في معمعانها افواجاً، فيما ارتفع كثيراً سقف مطالب ومطامح المكونات الشعبية الاردنية التي سبقت، من خلال بياناتها المتداولة، كل النخب والنقابات والاحزاب، وجهرت بما كان في حكم المحظور والمسكوت عنه، وتجاوزت الصيغ الاعلامية التقليدية، والترقيعات السياسية الاصلاحية، والحلول الاقتصادية الليبرالية، وصولاً الى المطالبة بتغييرات جذرية وجوهرية تؤسس فعلياً لدولة عصرية ودستورية وديموقراطية·
في زمن التحولات العربية الكبرى، وفي خضم الحالة الوطنية والشعبية الاردنية الحاضرة، باتت مطالب المرحلة السابقة قاصرة وساذجة وغير ذات حيثية، اذ لا قيمة اليوم للمطالبة بحل البرلمان، او تغيير قانون الصوت الواحد، او تبديل السياسات الاقتصادية، او تعديل قوانين المطبوعات والاحزاب والاجتماعات العامة والوعظ والارشاد·· الخ، فالمطلوب اليوم هو ارتفاع الحكم والمعارضة معاً الى مستوى التطلعات والاهداف الشعبية الكبيرة، من مثل اعادة تفعيل الدستور، واستحضار الميثاق الوطني، وتجميد معاهدة وادي عربة، واسترجاع اموال الخصخصة والفساد، واستعادة الولاية العامة لرئاسة الوزراء، وبناء الدولة المدنية على حساب الدولة الامنية التي اهلكت البلاد والعباد·
المطلوب اليوم ليس الترقيع والتعديل والتبديل، بل التغيير الناجز والكبير والقمين بتحقيق نقلة نوعية واسعة ومنسجمة مع روح العصر، ومطامح الشعب، ومتطلبات النهوض الوطني القومي والديموقراطي، وقواسم الالتقاء المشترك بين القمة والقاعدة·· الامر الذي يحتم على قوى المعارضة والحركات الشعبية تجديد ذاتها، وتطوير خطابها، ورفع سقف مطالبها وتطلعاتها بما يعكس تغيير موازين القوى مؤخراً لصالح الشعب المتحفز والمتشوق للحرية والكرامة والخلاص·
المطلوب اليوم ليس الاقتصار على القضايا المحلية والمسائل السياسية والاقتصادية والاجتماعية - على اهميتها البالغة - بل المطلوب توسيع فتحة البيكار لتشمل العلاقات القومية والتحالفات الاقليمية والدولية، اذ لا بد من المطالبة باعادة النظر في دور الاردن العربي الذي انحصر في اطار دول الاعتدال - او الاعتلال - العربية، وفي التبعية السياسية والاقتصادية للولايات المتحدة والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وفي معاهدة وادي عربة التي تهدد السيادة - وحتى الكيانية - الاردنية، وسبق لها ان تسببت في اجهاض التجربة الديموقراطية الوليدة في عقد التسعينات، عبر سن قانون الصوت الواحد، بغية انتاج مجلس نيابي هزيل يؤمن الغطاء الشرعي لابرامها عام 1994·
باقالة حكومة سمير الرفاعي قبل ايام سقطت بالكامل تلك الحقبة العرفية المشؤومة التي اعقبت ابرام معاهدة وادي عربة، والتي بلغت ذروة عرفيتها وتعسفيتها في عهد حكومة علي ابو الراغب·· كما سقطت بالكامل ايضاً منظومة المقولات والمصطلحات والمفردات والخطابات الاعلامية والسياسية القديمة والمستهلكة التي دأبت على قلب المعاني، وتزوير الحقائق، وتشويه الثوابت، وتحليل المحرمات، وتقديس الحكام، وتضليل الجماهير·· وها نحن اليوم نقف على اعتاب فجر تاريخي كاريزمي مرصع باجمل الاماني والآمال والاحلام الوطنية والقومية·
وعليه·· لسنا في وارد افساد عرس الحكومة الجديدة، او وضع العصي في دواليبها، خصوصاً وان لنا فيها بعض الاصدقاء والزملاء·· ولكن كل هذا لا يمنعنا من ان نصدقها القول، ونصارحها بحقيقة صورتها في مرآة الرأي العام، وننصح لها - لكي تكتسب مقبولية شعبية - ان تعتبر نفسها "حكومة انتقالية" تتركز مهمتها الاولى والاساسية في التهيئة والاعداد الجاد لبناء الدولة الاردنية الوطنية والعصرية·

 

شريط الأخبار إسرائيل تقصف 100 موقع بلبنان في ثاني موجة ضربات خلال ساعات تفاصيل جديدة حول جريمة قتل شاب والدته وشقيقته في الأردن جمعية البنوك توضح حول انعكاس تخفيض أسعار الفائدة على قروض الأردنيين منتدى الاستراتيجيات يدعو لإعادة النظر في الضريبة الخاصة على المركبات الكهربائية الأردن: إرسال من 120 إلى 140 شاحنة مساعدات أسبوعيا لغزة وسعي لرفع العدد هيئة الطيران المدني: لا تغيير على حركة الطيران بين عمّان وبيروت وزير الشباب الشديفات يلتقي الوزير الأسبق النابلسي البقاعي رئيسا لمجلس إدارة شركة مصفاة البترول الأردنية وزارة "الاقتصاد الرقمي" حائرة بين 079 و077: من الهناندة إلى السميرات! مقال محير يعيد ظهور الباشا حسين الحواتمة الى المشهد.. ما القصة البنك المركزي الأردني يقرر تخفيض أسعار الفائدة 50 نقطة أساس وصول طواقم المستشفى الميداني الأردني نابلس/4 استقاله علاء البطاينة من مجلس أدارة البنك العربي طقس بارد نسبياً ليلاً وفي الصباح الباكر مع ظهور السحب المنخفضة في عطلة نهاية الأسبوع التعليم العالي: نتائج القبول الموحد نهاية الشهر الحالي الحكومة تطفي ديونا بقيمة 2.425 مليار دينار منذ بداية العام الملخص اليومي لحجم تداول الاسهم في بورصة عمان لجلسة اليوم الخميس ما قصة حركات بيع وشراء اسهم الاردنية لانتاج الادوية بين اعضاء مجلس الادارة ؟! الوزير خالد البكار.. "تقدم" نحو لقب "معالي" هل باع محمد المومني ميثاق من أجل لقب "معالي"؟!