اخبار البلد - كان تامر حسني يتصور أن ثوار التحرير الشرفاء سوف يهللون له بمجرد أن يُطلّ بطلعته البهية على مسرح الأحداث، مع أنه قد خذلهم من قبل، في عز الأزمة، ودماء الشهداء لم تجف بعد، عندما اتصل بالتليفزيون المصري، وبكى من شدة خوفه على فراق الرئيس مبارك، وألقى على الهواء مباشرة بآخر أغانيه للرئيس!
وعندما علم أن اتجاه الريح في مصر يتغيّر، وأنه من الخطأ أن يتخلى عن أحلام الشباب الذين يدعي في كل لقاء وحوار معه أنه يُغني لهم، ويعبر عن أحلامهم، لم يجد أي حرج في أن يعدّل موقفه 360 درجة، بلا ذرة حياء واحدة، ويخرج علينا بأغنية جديدة، كتبها هذه المرة لشهداء الثورة!
ولكن ثوار التحرير أثبتوا مرة أخرى رجولتهم، ووعيهم، وأن ثورة 25 يناير قد غيرت كل شيء في مصر وللأبد، عندما استقبلوا "تمورة" بهتافات معادية قائلين "الخاين أهو..مش عايزينك"، وطالبوه أن يرحل فورا عن أرض الميدان، الذي لا يستحق أن يقف عليه إلا مَن أعلن موقفه منذ البداية، منذ أن كانت الأمور في علم الغيب، وغير معروف إذا كانت الثورة سوف تنجح أم لا!
لقد رفض الثوار هذه المرة أن يمارس "تمورة" هوايته المفضلة في استغلال الظروف، وجذب انتباه الكاميرات بعيدا عن الأبطال الحقيقيين، فلم يتوانوا عن طرده شر طردة.
أما "تمورة" فقد جلس على أحد المقاهي -فيما يبدو- بين مجموعة من أصدقائه، يبكي، ويردد كلاما غريبا، معظمه غير مفهوم، عن الذين حرضوه لكي يتكلم بسوء عن الثورة والثوار، وأن ذلك كان غلطة كبيرة، وأنه لم يكن يفهم الأمور على حقيقتها، ثم ختم بكاءه وكلامه مصرحا انه ليس غاضبا منهم على الرغم مما حدث!
فهل يُراجع تامر حسني "أجندته" أخيرا، ولو لمرة واحدة، ويتعلم من هذا الدرس القاسي ألا يخذل جمهوره أبدا بعدها، وألا ينفصل عن قضايا وطنه الحقيقية، ويكون على قدر المسئولية؟!