ﻟﻌﻞ ﻣﻦ ﻓﺮط اﻟﺼﺪﻓﺔ أن ﺗُﺠﻤﻊ ﻣﺴﻠﺴﻼت رﻣﻀﺎن أو ﻣﻌﻈﻤﮫﺎ ﻋﻠﻰ أن ﺗﺴﯿﺮ ﺑﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺪى ﺛﻼﺛﯿﻦ ﻳﻮﻣﺎ ﻣﻦ
اﻟﻤﺸﺎھﺪة، وأن ﺗﺄﺧﺬﻧﺎ معها ﻓﻲ دھﺎﻟﯿﺰ اﻟﺘﺨﯿﻼت والهواجس وأﻓﻜﺎر اﻟﻤﺆﻟﻔﯿﻦ وخطوطهم اﻟﺪراﻣﯿﺔ إﻟﻰ ذات
اﻟﻨﺘﯿﺠﺔ واﻟﺘﻲ ﻣﻔﺎدھﺎ اﻟﺠﻨﻮن.
اﻟﺠﻨﻮن ﻓﻲ "اﺳﻢ ﻣﺆﻗﺖ" أﺻﺒﺢ واﻗﻌﺎ رﺳﻤﺘﻪ ﻋﺼﺎﺑﺎت ﻣﺘﻨﻔﺬة ﻋﺎﺛﺖ ﺑﺎﻟﺒﻼد ﺑﻼء وﻓﺴﺎدا ﻟﺨﺪﻣﺔ ﻣﺼﺎﻟﺤﮫﺎ
وأھﺪاﻓﮫﺎ اﻟﺨﻔﯿﺔ، ﻛﺎد أن ﻳﺼﺪﻗﻪ ﺑﻄﻞ اﻟﻌﻤﻞ ﻳﻮﺳﻒ رﻣﺰي ﻧﻔﺴﻪ ﺣﺘﻰ أﺻﺒﺢ ﻻ ﻳﺮى اﻟﺨﻂ اﻟﻔﺎﺻﻞ ﺑﯿﻦ ﻋﻘﻠﻪ
وﺟﻨﻮﻧﻪ، إﻻ ﺑﻤﺎ ﺗﻤﻨﺤﻪ ھﺬه اﻟﺠﮫﺎت اﻟﻤﺘﺪاﺧﻠﺔ اﻟﻤﺼﺎﻟﺢ واﻟﻤﻌﺎرك ﻣﻦ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت.
ھﻮ ذاﺗﻪ اﻟﺠﻨﻮن اﻟﺬي اﻛﺘﺸﻔﻨﺎه ﺑﻤﻔﺎﺟﺄة ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻌﮫﺎ أﺣﺪ ﻟﺒﻄﻠﺔ "ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺣﯿﺎة"، ﺣﯿﻦ اﺳﺘﺤﻮذت ﻣﻨﺎ طﻮال رﻣﻀﺎن
ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺎطﻒ واﻻھﺘﻤﺎم واﻹﻳﻤﺎن ﺑﺼﺪق وﻋﺪاﻟﺔ اﻟﺤﻜﺎﻳﺔ، ﺛﻢ ﻟﻨﺪرك ﺑﺒﺴﺎطﺔ أن ﺻﺎﺣﺒﺔ اﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ﻣﺎ ھﻲ إﻻ
ﻣﺮﻳﻀﺔ ﻧﻔﺴﯿﺎ ﺗﺤﺮﻛﮫﺎ ھﻮاﺟﺴﮫﺎ وأوھﺎﻣﮫﺎ.
ﻓﻲ "اﻟﺸﻚ" أﻳﻀﺎ ﺗﺼﻞ وﺳﯿﻠﺔ، اﻟﺤﺎﻟﻤﺔ ﺑﺎﻟﻤﻼﻳﯿﻦ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب ﺷﺮف اﻷﺳﺮة وﺳﻤﻌﺔ اﻷم، إﻟﻰ
اﻟﺠﻨﻮن ﺑﻌﺪ أن اﺳﺘﻨﻔﺪ ﻋﻘﻠﮫﺎ ﻛﻞ اﻟﺨﯿﺎرات وﺑﻌﺪ أن ﺧﺎﺿﺖ ﻛﻞ اﻟﺘﺠﺎرب ﻟﻼﺳﺘﺤﻮاذ ﻋﻠﻰ اﻟﺜﺮوة اﻟﻤﺰﻋﻮﻣﺔ.
وﻓﻲ "ﻟﻌﺒﺔ اﻟﻤﻮت" ﺗﺼﺎرع اﻟﺒﻄﻠﺔ (ﻧﺎﻳﺎ) ﻋﻠﻰ ﻣﺪى ﺣﻠﻘﺎت اﻟﻤﺴﻠﺴﻞ ﺟﻨﻮن زوج ﻣﮫﻮوس ﻳﻌﺸﻖ اﻟﺘﻤﻠﻚ
وﻳﻄﺎردھﺎ ﺣﺘﻰ اﻟﻤﻮت ﻟﯿﺪﻓﻊ ﺛﻤﻦ ﺟﻨﻮﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻷﺧﯿﺮة ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﺴﻞ، ﺣﺘﻰ(اﻟﻜﺒﯿﺮ أوي) أُدﺧﻞ
ﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ اﻻﻣﺮاض اﻟﻨﻔﺴﯿﺔ ﺑﺸﺒﮫﺔ ﺟﻨﻮن.
ﻟﻢ أدرك ﻣﺸﺎھﺪة أﻋﻤﺎل أﺧﺮى ﻓﻲ رﻣﻀﺎن ﻟﻌﻠﮫﺎ ﺗﻜﻮن ﻣﺼﺎدﻓﺔ ﻗﺪ اﻧﺘﮫﺖ أﻳﻀﺎ ﻧﮫﺎﻳﺔ ﻣﺠﻨﻮﻧﺔ أو ﺑﺎﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ
ﻣﺠﻨﻮن ﻳﺨﺘﺒﺄ داﺧﻞ ﺷﺨﺼﯿﺔ ﺗﺒﺪو ﻋﺎدﻳﺔ. ﻟﻜﻨﻨﻲ أﺟﺰم أن اﻟﻤﺆﻟﻔﯿﻦ وﺻﻨﺎع اﻟﺴﯿﻨﺎرﻳﻮ واﻟﺤﻮار ﻓﻲ ﻣﺴﻠﺴﻼت
رﻣﻀﺎن أﺑﺪﻋﻮا ﻓﻜﺮاً أدى إﻟﻰ ﻧﮫﺎﻳﺎت ﻣﺘﻘﺎرﺑﺔ، ﻟﻜﻨﻪ ﻗﺪم ﻣﺘﻌﺔ ﻣﺸﺎھﺪة، وأداء رﻓﯿﻌﺎ ﻟﻤﻤﺜﻠﯿﻦ ﻛﯿﻮﺳﻒ اﻟﺸﺮﻳﻒ
وﻏﺎدة ﻋﺒﺪ اﻟﺮازق وﻋﺎﺑﺪ ﻓﮫﺪ وﻏﯿﺮھﻢ ﻣﻦ أوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﺧﺮﺟﻮا ﻣﻦ رﻣﻀﺎن "ﻣﺠﺎﻧﻨﯿﻦ".
أﻣﺎ ﻧﺤﻦ الجمهور اﻷردﻧﻲ اﻟﻮادع، ﻓﻘﺪ ﻛﺪﻧﺎ ﻛﻠﻨﺎ أن ﻧﺪرك اﻟﺠﻨﻮن ﻧﻔﺴﻪ ﻋﺒﺮ ﻣﺸﺎھﺪة أﻋﻤﺎل ﻋﻠﻰ ﺷﺎﺷﺘﻨﺎ
اﻟﻮطﻨﯿﺔ ﻟﻢ ﺗﺮق ﻻ ﻟﺮﻣﻀﺎن وﻻ ﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﻤﺸﺎھﺪة واﻳﻘﺎع اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ اﻟﻤﺤﻤﻮﻣﺔ ﻓﻲ رﻣﻀﺎن.
ﻟﯿﺲ ﺑﺘﺒﺪﻳﻞ اﻟﻮﺟﻮه، وﻟﯿﺲ ﺑﺘﺮﻗﯿﻊ اﻷﺧﻄﺎء اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺪاﻋﻰ ﻣﻊ ﻛﻞ ظﮫﻮر ﺟﺪﻳﺪ ﺣﺘﻰ ﻟﯿﺎﻟﻲ اﻟﻌﯿﺪ، ﻳﻜﻮن إﻧﻘﺎذ ﻣﺎ
ﻳﻤﻜﻦ إﻧﻘﺎذه ﻓﻲ ذروة اﻟﻤﺸﺎھﺪة اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻧﯿﺔ، وﻟﻜﻦ ﺑﺘﺤﺪﻳﺪ اﻵراء اﻻﺳﺘﺸﺎرﻳﺔ اﻟﻤﻮﻏﻠﺔ ﺑﻌﺪم اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ اﻟﺘﻲ
أﺷﺎرت ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻘﺮار ﻓﻲ اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮن ﻟﺸﺮاء ﻣﺴﻠﺴﻼت ﻣﻌﯿﻨﺔ، واﺳﺘﺒﻌﺎد ﻣﺴﻠﺴﻼت ﻟﻤﻤﺜﻠﯿﻦ أردﻧﯿﯿﻦ
وﺳﻂ ﻧﺠﻮم ﻋﺮب.
ﻓﻲ رﻣﻀﺎن اﻧﺘﮫﻰ اﻟﻤﻄﺎف ﺑﺄﺑﻄﺎل اﻟﻤﺴﻠﺴﻼت إﻟﻰ اﻟﺠﻨﻮن، وﻓﻲ رﻣﻀﺎن ﻣﻌﻨﺎ أﺣﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﺷﺔ اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮن
ﻛﺪﻧﺎ أن ﻧﺼﺎب ﺑﺎﻟﺠﻨﻮن أﻳﻀﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﻓﺮط اﻟﺪھﺸﺔ.