ﺗﻜﻠﻔﺖ ﺷﺮﻛﺎت اﻻﻧﺘﺎج اﻟﻔﻨﻲ ﻟﻤﺴﻠﺴﻼت وﺑﺮاﻣﺞ رﻣﻀﺎن ﻣﺒﺎﻟﻎ ﺿﺨﻤﺔ ﻟﺘﻮﻓﯿﺮ ھﺬه اﻟﻜﻤﯿﺎت اﻟﻜﺒﯿﺮة ﻣﻦ
اﻟﻤﺸﺮوﺑﺎت اﻟﺮوﺣﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﺨﻞُ ﻣﻨﮫﺎ ﻣﺴﻠﺴﻞ واﺣﺪ، ﺣﺘﻰ ﺑﺪا اﻷﻣﺮ ﻣﻘﺰزاً وﻣﺒﺎﻟﻐﺎً ﻓﯿﻪ ﺣﺘﻰ ﻟﻐﯿﺮ اﻟﻤﺘﺪﻳﻨﯿﻦ؛
ﺧﺼﻮﺻﺎً أن ﻣﺌﺎت اﻟﻤﺸﺎھﺪ اﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﺖ ﺣﺘﻰ اﻵن ﻟﻠﺒﺎرات وزﺟﺎﺟﺎت اﻟﻤﺸﺮوب ﻟﻢ ﻳﺠﺮ ﺗﻮﻇﯿﻔﮫﺎ ﻓﻲ ﺳﯿﺎق ﻓﻨﻲ
أو دراﻣﻲ أﺑﺪاً، ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻛﻤﺎ ھﻲ اﻷﻟﻔﺎظ واﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﺒﺬﻳﺌﺔ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﻓﻲ ھﺬه اﻷﻋﻤﺎل، ھﺬه اﻟﺴﻨﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪاً،
ﺑﺸﻜﻞ ﻳﺴﺘﻔﺰ اﻟﻤﺸﺎھﺪ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺼﻠّﯿﺎً أو ﺻﺎﺋﻤﺎً!
وﻛﺎن ﻣﻠﻔﺘﺎً أن ﺗﺘﺠﺎور ھﺬه اﻟﻤﺴﻠﺴﻼت ﻣﻊ ﺑﺮاﻣﺞ دﻳﻨﯿﺔ ﻟﺪﻋﺎة ﺟﺪد؛ اﺳﺘﻤﺮاراً ﻟﻈﺎھﺮة اﻟﺘﺠﺎرة ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ، واﻟﺘﻲ
أﺻﺒﺤﺖ ﺑﻀﺎﻋﺔ ﻣﺮﺑﺤﺔ ﻟﻠﻔﻀﺎﺋﯿﺎت اﻟﺘﻲ ﺻﻨﻌﺖ ﻣﻦ ﺧﻄﺒﺎء اﻟﺠﻮاﻣﻊ ﻧﺠﻮﻣﺎً ﻛﻨﺠﻮم اﻟﺪراﻣﺎ، وﺑﻨﻔﺲ درﺟﺔ اﻟﺘﻤﺜﯿﻞ،
ﺣﺘﻰ أﻧﻨﺎ ﺷﺎھﺪﻧﺎ ھﺬه اﻟﺴﻨﺔ دﻋﺎة ﻟﻢ ﻳﺘﺠﺎوزوا رﺑﻤﺎ اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ، ورﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻨﮫﻮا دراﺳﺘﮫﻢ اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ ﺑﻌﺪ!
وھﻜﺬا ﻛﺎﻧﺖ ﺧﯿﺎرات اﻟﻤﺸﺎھﺪ ﻣﺤﺪودة ﺟﺪاً ﺑﯿﻦ ﺛﻼث ﺷﺎﺷﺎت: اﻟﻤﺴﻠﺴﻞ اﻟﻤﻠﻲء ﺑﺎﻟﻌﻨﻒ واﻟﺼﺮاخ وﻃﺎوﻻت
اﻟﺨﻤﺮ، او اﻟﺪاﻋﯿﺔ اﻟﻮﻟﺪ اﻟﺬي ﺟﺮى ﺗﻠﺒﯿﺴﻪ وﺗﺰوﻳﻘﻪ ﻛﺄي ﻣﻤﺜﻞ ﺷﺎب، أو ﺑﺮاﻣﺞ اﻟﻄﺒﺦ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺪّھﺎ ﻃﺒﺎﺧﻮن ﻣﮫﺮة
وﺗﻘﺪﻣﮫﺎ أﻣﺎم اﻟﻜﺎﻣﯿﺮات ﺳﯿﺪات ﻻ ﻳﺘﻘﻦ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺷﻮرﺑﺔ اﻟﺪﺟﺎج!
وﺑﺪا ﻟﻲ أن أﻏﻠﺐ ھﺬه اﻷﻋﻤﺎل، اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪاً، واﻟﺘﻲ اﻧﺘﺠﺖ ﻓﻲ "ﻋﺎم اﻟﻌﺴﺮ"، ﻗﺪ ﺣﺎول ﻣﻨﺘﺠﻮھﺎ وﻛﺘﺎﺑﮫﺎ
وﻣﻤﺜﻠﻮھﺎ، اﺧﺘﺒﺎر ﺳﻘﻒ اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﻇﻞ "ﺣﻜﻢ اﻹﺧﻮان"، أو ﺗﺤﺪﻳﮫﺎ، ﻟﻜﻦ ذﻟﻚ ﺗﻢ ﻟﻸﺳﻒ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮٍ ﺳﯿﺊ
وﺧﺎﺋﺐ ﻓﻨﯿّﺎً! وﻓﻲ ﻇﻞ ﻛﻞ ذﻟﻚ، ﻇﮫﺮ اﻟﻔﻨﺎن إﻳﺎد ﻧﺼﺎر ﺑﻄﻞ ﻣﺴﻠﺴﻞ "ﻣﻮﺟﺔ ﺣﺎرّة" ﻛﻨﺠﻢ ﻣﺒﺪع إﻟﻰ ﺣﺪّ اﻹﺑﮫﺎر،
رﻏﻢ أﻧﮫﺎ ﻟﯿﺴﺖ ﺗﺠﺮﺑﺘﻪ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ اﻟﺪراﻣﺎ اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ، ﻟﻜﻨﻚ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﯿﻊ ﺧﻼل ﻛﻞ ﻣﺸﮫﺪ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﻠﺴﻞ إﻻ أن
ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻔﺨﺮ وأﻧﺖ ﺗﻘﻮل ھﺬا اﻟﻔﻨﺎن ﻟﻨﺎ، وﻣﻨّﺎ، وھﺎ ھﻮ ﻳﺘﻔﻮق ﻋﻠﻰ ﻧﺠﻮم ﻛﺒﺎر وﺗﻘﻠﯿﺪﻳﯿﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺎﺷﺔ اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ،
ﻣﺎ ﻳﺜﺒﺖ أن اﻟﻤﺸهد ھﻨﺎ ﻓﻲ اﻷردن ﻟﯿﺲ ﻓﻘﯿﺮاً، وﻻ ﺗﻨﻘﺼﻪ اﻟﺨﺒﺮات واﻟﻘﺪرات، ﻟﻜﻦ ﻳﻨﻘﺼﻪ اﻹﻳﻤﺎن ﺑﻨﺎ، وﺗﻘﺪﻳﺮﻧﺎ،
وﻋﺪم اﻻﻧﺠﺮار داﺋﻤﺎً وراء ﻓﻜﺮة أن ﻛﻞ ﻣﺎ ھﻮ ﻣﺤﻠﻲ ھﻮ ﺳﻄﺤﻲ، وﺗﻨﻘﺼﻪ اﻟﻤﻮھﺒﺔ!
إﻳﺎد ﻧﺼﺎر، ﻣﺜﻞ ﻛﻞ ﻣﺒﺪع ﻓﻲ اﻷردن اﺣﺘﺎج ان ﻳﺬھﺐ ﺧﺎرج اﻟﺒﻠﺪ ﻟﯿﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺷﮫﺎدة اﻟﺠﺪارة، اﻟﺸﮫﺎدة اﻟﺘﻲ
ﺗﻤﻨﺢ ﻓﻲ اﻷردن ﺑﺎﻟﻮاﺳﻄﺔ واﻟﻤﺤﺴﻮﺑﯿﺔ واﻟﻌﺸﺎﺋﺮﻳﺔ واﻟﻜﻼم اﻟﻔﺎرغ وﺗﻤﻨﻊ ﻋﻦ اﻟﻤﺒﺪﻋﯿﻦ اﻟﺤﻘﯿﻘﯿﯿﻦ. ﻣﺎذا ﻳﻨﻘﺼﻨﺎ
ﻓﻲ اﻷردن: اﻟﻨﺺ؟ اﻟﻤﻤﺜﻞ؟ اﻟﻤﺨﺮج؟ ﻻ أﻋﺮف وﻻ أﺳﺘﻄﯿﻊ ان أﻓﮫﻢ؛ ﻓﻲ ﻇﻞ وﺟﻮد ﻣﻤﺜﻠﯿﻦ وﻛُﺘّﺎب وﻣﺨﺮﺟﯿﻦ
ﻋﺒﺎﻗﺮة وأﺳﻤﺎء ﻣﺒهرة ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ھﻨﺎ، وأﺧﺬت ﻓﺮﺻﺘﮫﺎ ﻓﻲ اﻟﺨﺎرج. رﺑﻤﺎ ﻳﻨﻘﺼﻨﺎ ﻓﻘﻂ اﻻﺣﺘﻜﺎم اﻟﻰ اﻟﺨﺒﺮات
واﻟﻜﻔﺎءة ووﺿﻊ "اﻟﻤﻌﺎﻳﯿﺮ اﻷﺧﺮى" اﻟﻤﺸﻮھﺔ ﺟﺎﻧﺒﺎً؛ ﻓﮫﻲ ﻻ ﺗﺼﻨﻊ ﻣﺒﺪﻋﺎً وﻻ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎً ﻋﻔﯿّﺎً، وﻻ ﺗﻨﺘﺞ ﻏﯿﺮ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﻨﻤﯿﻤﺔ واﻟﺘﺮﺑﺺ واﻟﻜﺮاھيةﯿ