عقد في فندق لاند مارك في عمان بدعم من السفارة الملكية النرويجية وبتغطية إعلامية التلفزيون a1 Jordanوجريدة الدرب الأسبوعية الأردنية /زاد الاردن /وكالة الرقيب نيوز بتاريخ 18/12/2012 المؤتمر الوطني الأول حول الحد من سوء استخدام الأسلحة في الأردن وقد خرجنا بهذا الموضوع بعد أن تحدث العديد من المؤتمرين ومناقشة الحضور
تشكل ظاهرة إطلاق النار في الأفراح إحدى الظواهر الاجتماعية الخطيرة التي يعاني المجتمع الأردني من تفشيها،وبصورةٍ مخيفة خاصة في الأفراح والمناسبات التي تشهدها على امتداد القرى والمدن في المملكة الأردنية الهاشمية من الجنوب الى الشمال والوسط ,وخلال مناسبات الأفراح وظهور نتائج التوجيهي الثانوية العامة أو التخرج من الجامعة أو أفراح الزواج والأعياد ، حيث خلَّفت هذه الظاهرة كوارث مأساوية كثيرة في الأسر والعائلات ، راح ضحيتها عدد غير قليل من الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى أنهم جاؤوا لتهنئة أصحاب الفرح ومشاركتهم فرحتهم وتقديم واجب اجتماعي نحوهم .
يعتبر إطلاق الأعيرة النارية من العادات والتقاليد الاجتماعية العشائرية في المملكة الأردنية الهاشمية حيث كانت تستخدم في الأفراح بوضع الرؤوس الذبائح كنيشان أو وضع قهاقير من الحجارة نيشان يتم التصويب والرمي عليها ومع مرور الزمان تلاشت هذه العادات وأصبح إطلاق الأعيرة النارية في الهواء ، ويقوم أصحاب العُرس بذلك إما للتفاخر أو ترحيباً بالضيوف، وفي أغلب الأعراس قد تطلق أعيرة نارية بالآلاف ,وقد يصاب بعض الحاضرين برصاصات طائشة نتيجة انحراف أو انزلاق السلاح الناري من يد أحدهم ، أو نتيجة رجوع الرصاص، كما هو متعارف عليه بما يسمى (راجع) .
ومقارنه بالماضي والحاضر لقد كان في ذلك الزمن هنالك اناس يحسنون استخدام السلاح وكانت الجبال هدفا لإطلاق الرصاص الا انه في وقتنا الحاضر أصبحت تلك الجبال تعج بالمتنزهين كما أن استخدم هذه الأسلحة أناس مراهقون لا يدركون خطرها وعواقبها، وبالتالي فإنها أصبحت خطرا حقيقيا يهدد الجميع حيث راح ضحية تلك التصرفات الطائشة العديد من الأبرياء الذين لا ذنب لهم.
وتشير الإحصائيات إلى أن هذه الظاهرة آخذة بالتنامي، وتسببت في إراقة دماء الكثير من الأبرياء،فضلاً عن أنها تعد خرقا لسيادة القانون وتمس بهيبة الدولة ، وهي عنوان فوضى انتشرت في مختلف مناطق المملكة الأردنية الهاشمية بحسب ما يرى معنيون ومختصون، كما أنها عنوان لظاهرة وقضية تؤرق حياة المجتمع، وتحدث حالات من الفزع والإزعاج في أوساط المواطنين الذين طالبوا الجهات المختصة بذل جهودها من أجل وضع حد لهذا الاستهتار المتعمد ، وتطبيق العقوبة بشكل حازم على كل مستخدمٍ للسلاح في الأفراح ، ومصادرة أسلحتهم من قبل الجهات المعنية،حفاظاً على الأرواح، وتطبيقاً للنظام.والقضاء على هذه الآفة .
وانتشرت ظاهرة فوضى إطلاق النار والألعاب النارية في الأفراح والمناسبات العامة. والأعياد بعد أن كان ممنوع استعمال الأسلحة النارية فيها خلال السنوات الماضية ، وانتشار السلاح بين أوساط الشباب ، الأمر الذي أدى إلى فقدان العديد من الشباب في حفلات الأعراس والحفلات على مرأى ومسمع الجهات المعنية .
برغم ما لهذه الظاهرة من أبعاد اجتماعية وثقافية أساسية تدفع إلى اللجوء إليها، فإنها "تبقى ظاهرة أمنية بامتياز، وعلاجها أمني أساسا"، بحسب ما يُجمع عليه المواطنون والمعنيون.
أشار المواطنون والمتضررون من حوادث إطلاق العيارات النارية - من المسدسات أو أسلحة الكلاشنكوف و البنادق- في السماء بأنه بات مشهدا مألوفا في موسم الأعراس ومناسبات التخرج، وظهور نتائج الفوز في مجالس النواب ,ومما يزيد من خطورتها إطلاقها داخل الأحياء وبين البيوت. وتنتشر هذه العادة القاتلة في الغالب بين فئة الشباب، ويعتبر المواطنون أن إطلاق الأعيرة النارية هو "أسوأ وسيلة يمكن التعبير فيها عن الفرح، وهو خطر لا مبرر له، وسلوك اجتماعي غير حضاري، يحول ليلة الفرح إلى حزن ومأتم".. ويأمل أن تكون هناك "إجراءات صارمة" من قبل الجهات الأمنية ضد إطلاق العيارات النارية في الأفراح والأعراس. ويحث على ضرورة "التنفيذ الدقيق" للتعليمات الصادرة من وزارة الداخلية بهذا الخصوص، وبما يعمل على منع تكرار مثل هذه الحوادث، حفظا على الأرواح والممتلكات.
ويعتقد مطلقو الرصاص في الهواء أن قيامهم بهذه الأعمال تدخل البهجة والسرور إلى نفوسهم ونفوس أهل العرس، حيث اعتادوا على القيام بهذه الأعمال التي اعتبروها تراثاً من تراثنا الشعبي، وأن إطلاق النار في الفرح، يكلف الكثير من النقود كثمن للرصاص الذي يطلقه، واعتبر أن ما أنفقه من نقود على شراء الرصاص نوع من الهدية للعريس!
انطلاقا من هذا اليقين، رأينا أن نطرح هذه القضية من خلال السؤال: من المسؤول الحقيقي لهذه الآفة؟ وكيف يمكننا الحد من انتشارها؟
ويمكننا القضاء على هذه الظاهرة السلبية في حياتنا من خلال نشر التوعية بين الناس , من خلال الإعلام بالدرجة الأولى ، بالإضافة إلى إظهار مخاطرها على المجتمع من جوانب عدة لعلّ المجتمع يتعظ! ,كما أن للمثقفين دوراً كبيراً في نقل الفكر النيّر للعامة ، وتوضيح المخاطر التي تنتج عن هذه الآفة وأئمة المساجد والوعاظ والمناهج التعليمية والمعلمين التربية الوطنية ووثيقة الالتزام بالشرف بالإضافة الى كتابة في دعوات الأفراح في الصالات عدم إطلاق النار .
وإن ظاهرة انتشار السلاح واستخدامه في الأفراح والمناسبات بات مشهدا مألوفا ظاهرة مقلقة وسلبية جدا "ويرجع أسباب ذلك إلى عدم التقدير الصحيح من قبل بعض الأشخاص للمخاطر، التي يمكن أن تلحق بهم وبمن حولهم، عند قيامهم بإطلاق النار، بداعي الفرح والابتهاج، وأن اللجوء إلى هذه الفعل يتم في العديد من الحالات بدافع التباهي والتفاخر، وحب الظهور بحمل السلاح .. وأن إطلاق الأسلحة النارية في المناسبات يشكل خطورة بالغة على المجتمع والناس، بل قد يعكر صفو المناسبة، وربما يحولها إلى مأساة، ليذهب جراء هذه العشوائية أبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم جاؤوا ليحتفلوا بمناسبة عزيزة عليهم .
ولا ننسى أن في استخدام تلك الأسلحة تشجيعا لعمليات التهريب سواء في الأسلحة او في الذخائر، وهذا بلا شك عمل مخالف للأنظمة والقوانين وله العديد من الانعكاسات الأمنية الخطيرة.
وأننا بهذه المناسبة نوجه الشكر الجزيل للسفارة الملكية النرويجية الداعمة للمؤتمر والشكر الجزيل والموصول لرجال لرجال الأمن في وطننا الحبيب الذين يحرصون على امن الوطن والمواطن وأننا نشد على عضدهم وسنكون عينا ساهرة لأمن وطننا الحبيب ,كما إننا نحمد الله عزوجل اننا في وطننا ننعم بالأمن والأمان وهذا من اكبر النعم علينا والواقع ان ظاهرة استخدام الأسلحة وإطلاق النار في المناسبات لهو عمل طائش يؤدي الى كوارث حقيقية، وقد سمعنا عنها الكثير بما لا يتسع المجال لحصرها، واننا نناشد الجميع بالوقوف صفا واحدا تجاه الحفاظ على أمننا واستقرارنا.