انتزاع فلسطين لدولة مراقب غيرعضو في الامم المتحدة،اثار ردود فعل واسعة،والسيناريوهات التي يتحدث عنها كثيرون،لها بداية وليس لها نهاية في هذا التوقيت بالذات،وهو توقيت يسمح ايضاً باطلاق بالونات الاختبار.
استقبال الملك للرئيس الفلسطيني كرئيس دولة في مكاتب الحمر قبل ايام،كان لافتا للانتباه،وبعد هذا الاستقبال بيومين زار الملك رام الله،وهو اول زعيم عربي واسلامي يزور الضفة الغربية بعد انتزاع الفلسطينيين لهذا الاعتراف الدولي.
خرجت السيناريوهات المخبوءة،اذ يعتقد محللون ان حصول الفلسطينيين على الاعتراف بكونهم دولة مراقب في الامم المتحدة،ورد الفعل الاردني الاحتفالي بهذا الانتزاع قد يكون مقدمة لاعلان كونفدرالية بين الاردن وفلسطين،او الاردن والدولة الفلسطينية في الضفة الغربية.
سبب هذا الاعتقاد ان الاردن كان يشترط قيام دولة فلسطينية من اجل بحث اي سيناريو محتمل من كونفدرالية بين دولتين،او حتى فيدرالية،وان هذا الشكل قد قام فعليا،فلماذا لايكون هناك مخطط في هذا الاتجاه،وان لم تتضح تفاصيله حتى اليوم؟!.
فعليا الامرغير ممكن عبرالشكل،اي قبول فلسطين كدولة مراقب غير عضو،لان المقصود بقيام الدولة الفلسطينية،القيام المكتمل،اي دولة بعاصمة وارض متصلة وسيادة على كل شيء،بالاضافة الى حل ملفات النازحين واللاجئين والتعويضات وغير ذلك.
هذا كله لم يحصل بعد،وعلى هذا فان سيناريو الكونفدرالية هش للغاية بهذه الصيغة،وقد يكون من الصعب الالتفاف عليه بذريعة وجود شكل قانوني للوحدة،خصوصا،ان الكونفدرالية بهذه الصيغة ستعني نقل كل المشاكل القانونية وغيرها من مشاكل الى الجناح الاخر في هذه الكونفدرالية المحتملة.
آخرون خرجوا بتحليلات غريبة،اذ قالوا ان الاردن ايضا سوف يقبل على قرار الغاء فك الارتباط مع الضفة الغربية،وهذا رأي غير دقيق،لان حصول فلسطين على موقع دولة مراقب،يؤدي الى تثبيت الكيانية الفلسطينية،لا اعادة توحيدها الاندماجي الكامل كجزء من المملكة مع الاردن،ولربما القرار الدولي يعني عمليا تقوية قرار فك الارتباط لا العودة عنه،فذلك غير ممكن قانونيا اليوم.
الاردن اظهر هذه الحماسة في الاحتفال بما حصل عليه الفلسطينييون لاعتبارات تتعلق بالوقوف في وجه اي مخططات اسرائيلية،لحل مشكلة الضفة الغربية على حساب الاردن،وايضا تحمل هذه الاحتفالية عقابا سياسيا لنتنياهو في توقيت الانتخابات الاسرائيلية،وتقوية لمعسكر السلام،ومنح الفلسطينيين حقوقهم.
الملك في رام الله،كان قد تخلص هذه المرة من كل حساسيات التأويل بوجود اطماع اردنية في الضفة الغربية،وهي الاطماع التي يتهم البعض الاردن بها،وذهب الى رام الله متخلصا من كل المخاوف وسوء التأويل والحساسيات،محاولا تدعيم مشروع الدولة الفلسطينية بصيغتها النهائية لاحقا.
برغم هذه التحليلات الا ان اي مشروع وحدوي بين الضفتين،وبين الدولتين الاردنية والفلسطينية يبقى محتملا،الا ان هذا التوقيت بالذات لايسمح بأي خطوة في هذا الصدد،الا اذا حصل الفلسطينيون على دفعات دولية اضافية،تجعل مشروع الكونفدرالية ممكنا،دون ان يتحول الى مشروع لتصفية حقوق الفلسطينيين والاردنيين ايضا.
علينا ان ننتظر ولانستعجل بالقول ان هناك مشروعا كونفدراليا يتم الاعداد له اتكاء على ماحققه الفلسطينييون مؤخرا في الامم المتحدة،لاننا بهذه الحالة نقر ونعترف ان الشكل القانوني مجرد توطئة لتحقيق مخططات سابقة تعرقلت بسبب نواقص هذا الشكل.
سيناريو الكونفدرالية محتمل،غير ان الواقع الحالي غير جاهز له حتى الان.