لم يعد مكاناً لاي وطن بديل للفلسطينين.. ففلسطين هي الوطن الفلسطيني وهي الدولة الفلسطينية بعد أن وقع العالم في 29/11/2012 ميلادها (138) دولة الى جانب فلسطين وهو الرقم الذي لم تحز عليه اسرائيل حتى قامت في حاضنة الامم المتحدة وبشرعية منها وبأصوات قليلة جرى ترجيحها في اللحظة الأخيرة ومن يومها اخذت اسرائيل تلك الشهادة وقامت ببناء كيانها على العدوان وواصلته إلى اليوم ..
جاءت نفس اللحظة وعلى العالم وفي مقدمته نضال الشعب الفلسطيني ان يجرّع اسرائيل من نفس الكأس التي أسقت العالم والفلسطينيين منها يوم أن قامت ..
تحاول إسرائيل في تصريحات قادتها الرعناء أن تظهر أن يوم الفلسطينيين قبل 29/11/2012 هو نفس يومهم بعده وهي في ذلك واهمة والا لماذا هذا الانفعال والنزق والغضب والتهديد الاسرائيلي للقيادة الفلسطينية وللشعب الفلسطيني؟ ولماذا بقيت اسرائيل تمارس ضغطها وتوظف ضغط الولايات المتحدة الامريكية بشكل سافر ومرعب على مختلف دول العالم حتى لا تصوت ولكنها فشلت ...
وما زالت ارتدادات القرار العظيم بولادة الدولة الفلسطينية لم تصل عموم الاسرائيلين الذين مازالو يكابرون ويتعالون وتأخذهم الغطرسة والعزة بالاثم حين يقللون من قيمة القرار ويتوعدون باسقاطة ومعاقبة الشعب الفلسطيني وقيادته عليه حتى يندموا انهم ذهبوا للامم المتحدة .
وجه الولايات المتحدة ينكشف الان.. انها قوة لا تحرص على السلام ولا تدعو اليه فهي وقفت ضد ولادة الدولة الفلسطينية وضد زعيم الشعب الفلسطيني الذي دعى وما زال يدعو الى السلام وهي كذّبت حين ادعت انها تطالب بدولة منذ عام 2005 وتدعوا اليها حتى اذا ما قامت الدولة وجاء المولود عملت على اغتياله فوراً ..
العالم بالحق والعدل اقوى من الولايات المتحدة واقوى من بريطانيا ذات التاريخ الاسود في جنوب افريقيا والتي لم تعتبر مما ارتكبته من جرائم في حق الشعب الفلسطيني .
الآن لم يعد الفلسطيني لاجئاً حتى وهو في المنافي والخيام لقد اصبح له وطن ودولة بغض النظر ان كانت طويلة او قصيرة .. تلبس الشرعي او الشورت .. المهم أن الدولة سواء مراقب او غير عضو هي دولة لها اقليم أي حدود وكل ما فوق اقليمها اراضي عام 1967 هو لها الى ان تشاء غير ذلك ولذا على الاحتلال منذ الدرس الأول الآن أن يرحل وأن يأخذ معه استيطانه ومستوطناته ومستوطنيه ...
لن تعود الأرض الفلسطينية مستباحة وبدون أهل أو منازع عليها او مدارة.. إنها محتلة فقط أي أن هناك من هو محتل وهناك من هو تحت الاحتلال والمحتل هي اسرائيل والذي تحت الاحتلال هو الشعب الفلسطيني .. وحتى اللاجئين في كل بلد عربي وغير عربي لم يعودوا كذلك بل اصبح لهم دولة على العالم في (138) دولة مرشحة للزيادة ان يعيدهم الى دولتهم وهذه العودة غير عودة اللاجئين لأراضي عام 1948 والتي أقرت عودتهم اليها قرارات الأمم المتحدة وخاصة القرار (194) ...
المهم أن بذرة الدولة زرعت وستنبت حتى في الصخر فإرادة الفلسطينيين كفيلة ولا يجوز لأحد بعد اليوم ان يقول «دولة اسرائيل والفلسطينيين» أو «السلطة» أو «عرب فلسطين» .. بل دولة اسرائيل والدولة الفلسطينية لما تعنيه الدولة من بعد الارض والشعب والسلطة ..
ستتغير دنيا الفلسطينيين ابتداء من تغير معنوياتهم باتجاه الصعود ومن بزوغ الأمل في حياتهم وانتهاء بتتويج نضالهم المستقبلي الجاد في بناء دولتهم .
يستحق الرئيس محمود عباس التهنئة ويستحق رئيس الوزراء سلام فياض التهنئة كذلك فقد عمل منذ سنوات على اعداد وتجهيز أثاث الدولة من مؤسسات ومرتكزات وبناءات ظلت تبنى ويجري تجهيزها رغم تدميرها المتواصل والاعتداء عليها ومحاصرتها
لقد راهنوا على هذه اللحظة التي جاءت والتي سترفع اشارة الممنوع التي وضعتها اسرائيل على افق بناء حق تقرير المصير الفلسطيني ليضع العالم الان (138) يافطة لحق المرور الى الدولة رغم ما يجتاحة ذلك من فتح للطرق الصعبة ومن صبر وتضحيات وتوظيف الارادة الدولية في هذا السبيل ..