الإخوان ولغة «ما قبل الربيع العربي»

الإخوان ولغة «ما قبل الربيع العربي»
محمد خرّوب
أخبار البلد -  
إخوان مصر ..هم وحدهم من يعرف مصلحة مصر والمصريين، ومن يعارضهم إما "فلول” أو "جهول”، بهذه الكلمات وصفوا ملايين المصريين من خارج دائرتهم، يتمحور خطابهم الرئاسي،حول نقطة واحدة: أعطوا الرئيس مطلق الصلاحيات، وثقوا بأنه لن يستخدمها في غير مصلحة "أسرته الكبيرة”..هكذا بالحرف، ومن دون اعتبار لكل قواعد اللعبة الديمقراطية وقوانين الحكم والتداول والمبادئ الدستورية وأسس العقد الاجتماعي وقيم ثورة يناير المجيدة.

خصومهم علمانيون وليبراليون ويساريون وقوميون...هؤلاء إن لم يكونوا تورطوا في "الكفر المباح”، فهم يرقصون على حوافه..وبهذا المعنى التكفيري تصدر الفتاوى، إن لم تكن عنهم مباشرة، فعن حلفائهم من سلفيي مصر، الجاهزين على ما يبدو للإفتاء في كل اتجاه: صندوق النقد الدولي بات إسلامياً أكثر من البنوك الإسلامية، ومخالفة مرسي (ولي الأمر) حرام، والتظاهر ضده معصية لله ورسوله وأولي الأمر منكم، ناهيكم عن سيل الإفتاء عن المرأة والأقليات والدستور، التي تصدر عن حلفاء الإخوان، من دون أن ينبس هؤلاء ببنت شفة، لكأن صمتهم قبولاً أو تواطؤاً أو نوعاً من تقاسم الأدوار.

الاستهانة بالشارع وعدم رؤية إمارات القلق والثورة ترتسم على الوجوه وترددها الحناجر، لم تعد سمة خاصة بالنظام المخلوع، فهاهم خلفاؤه من الإخوان يفعلون شيئاً مماثلاً..لا شيء يجري في مصر..المتظاهرون ليسوا سوى حفنة من الانتهازيين "والفلول” و”أصحاب السوابق” و”المجرمين”..المتظاهرون يتلقون أموالاً للخروج إلى الشارع..ألم تقل ذلك أبواق الرئيس المخلوع من قبل؟..ألا يواجه الإخوان في كل مكان، باتهامات مماثلة؟..فلماذا يصرون فور وصولهم للسلطة، على الاستنجاد بخطاب أسلافهم واستعارة لغتهم وقاموسهم؟.

كل ما احتشد في قاموس أنظمة ما قبل الربيع العربي، وظننا أنه اندثر وبات نسياً منسياً، يعود الإخوان لاستحضاره لخوض غمار "الجدل المُحتدم” في شوارع مصر وميادينها، وفي أوساط نخبها وإعلامييها وقضاتها...كل الاتهامات الجاهزة و”المُعلبة” التي طالما وجهها نظام مبارك إلى الصحافة والقضاء والأحزاب والمجتمع المدني والمثقفين والفنانين، يعود الإخوان لتوجيهها إلى هذه الأطراف، وبلغة أشد تعنيفاً وتخويناً بل وتكفيرا...هذا طريق مسدود، إن ظن الإخوان أنهم قادرون على امتطاء صهوة الثورة لإعادة إنتاج النظام القديم، ولكن برموز وأسماء جديدة فهم مخطئون.

سيطروا على الإعلام..وارتضوا جمعية تأسيسية لا تضم غيرهم سوى السلفيين..انفردوا بصياغة دستور مصر الجديد..وها هم اليوم يسعون في تحصين قراراتهم وإحاطتها بهالة من "القداسة”..لقد تغوّلوا على القضاء وهم يسعون اليوم إلى اختطافه..وها هم بعد أقل من خمسة أشهر على حكمهم، يظهرون شهية مفتوحة للتفرد والهيمنة، لم يظهرها من سبقهم، حتى في زمن الـ”99.99%” وعصور التمديد والتجديد والتوريث.

مَنْ مِنَ المصريين سيثق بالإخوان بعد اليوم، غير الإخوان أنفسهم، ومن خلفهم بعض حلفائهم من السلفيين؟...بل ومن سيثق بالإخوان في دنيا العروبة والإسلام بعد أن شاهدوا ما شاهدوا من انقلابات متدحرجة على الشركاء في الثورة والوطن؟...من سيثق بأن "الجماعة” صادقة فيما تقول وتعد؟...أليس سجل السنة الأخيرة من تجربتهم في مصر، هو سجل الوعود المنكوثة، والتعهدات التي لم تحترم، والأفعال التي تخالف الأقوال؟...أليس وجود رئيسٍ منهم، هو الدلالة الأكبر على نكث العهود وعدم الوفاء بالوعود؟..لقد قالوا أنهم لن يشاركوا في انتخابات الرئاسة وشاركوا..قالوا أنهم لن يهيمنوا وهيمنوا...قالوا بدولة مدنية – ديمقراطية، فإذا بنا أمام حلف سلفي إخواني، ..ذلكم غيض من فيض الآياتٌ والشواهد على ما فعلوا في فترة قياسية استحقوا بها دخول موسوعة جنيس للأرقام القياسية؟.

الحكم، ولا شيء غيره، هو مبتدأ الجملة الإخوانية وخبرها..الحكم هو الغاية والمبتغى، حتى وإن دان لهم ظهر دبابة أطلسية..الحكم هو الحلم الإخواني الأول والأخير، فإن كانت طريقه "المقاومة” فلا بأس من دعمها، والتحالف مع "معسكرها”، وإن كان بخلاف ذلك، فلا بأس من الانقضاض على حلفاء الأمس وشيطنتهم، بل والتحالف مع خصومهم من كل لون وجنس.

آن الأوان بعد هذه الأشهر من أهم تجربة إخوانية في الحكم، لإعلاء الصوت، صوناً للثورات العربية، وللمشروع الديمقراطي العربي، إن كنا لا نريد لديمقراطياتنا أن تنتهي إلى ما انتهت إليه ديمقراطيات سبقتنا كألمانيا وإيطاليا في ثلاثينيات القرن الفائت، وبقية القصة معروفة.
 
شريط الأخبار إسرائيل تقصف 100 موقع بلبنان في ثاني موجة ضربات خلال ساعات تفاصيل جديدة حول جريمة قتل شاب والدته وشقيقته في الأردن جمعية البنوك توضح حول انعكاس تخفيض أسعار الفائدة على قروض الأردنيين منتدى الاستراتيجيات يدعو لإعادة النظر في الضريبة الخاصة على المركبات الكهربائية الأردن: إرسال من 120 إلى 140 شاحنة مساعدات أسبوعيا لغزة وسعي لرفع العدد هيئة الطيران المدني: لا تغيير على حركة الطيران بين عمّان وبيروت وزير الشباب الشديفات يلتقي الوزير الأسبق النابلسي البقاعي رئيسا لمجلس إدارة شركة مصفاة البترول الأردنية وزارة "الاقتصاد الرقمي" حائرة بين 079 و077: من الهناندة إلى السميرات! مقال محير يعيد ظهور الباشا حسين الحواتمة الى المشهد.. ما القصة البنك المركزي الأردني يقرر تخفيض أسعار الفائدة 50 نقطة أساس وصول طواقم المستشفى الميداني الأردني نابلس/4 استقاله علاء البطاينة من مجلس أدارة البنك العربي طقس بارد نسبياً ليلاً وفي الصباح الباكر مع ظهور السحب المنخفضة في عطلة نهاية الأسبوع التعليم العالي: نتائج القبول الموحد نهاية الشهر الحالي الحكومة تطفي ديونا بقيمة 2.425 مليار دينار منذ بداية العام الملخص اليومي لحجم تداول الاسهم في بورصة عمان لجلسة اليوم الخميس ما قصة حركات بيع وشراء اسهم الاردنية لانتاج الادوية بين اعضاء مجلس الادارة ؟! الوزير خالد البكار.. "تقدم" نحو لقب "معالي" هل باع محمد المومني ميثاق من أجل لقب "معالي"؟!