أقولها وأنا حزين ليس لأني عاشق لدولة فايز الطراونة وليس لأني مقتنع بقدرات وزير الصناعة والتجارة وعبقريته بل لأنني لأول مرة اردد شعار ردده قبلي مجموعات وأشخاص ضد حكومة وأي حكومة ، لكن ما استفزني هو استخفاف دولة فايز الطراونة ووزرائه في الظروف التي يمر بها الوطن واتكاله على حائط مائل وهو مجلس النواب ورئيسه عبد الكريم الدغمي .
إن التعيينات التي صدرت بقرار مجلس الوزراء قبل يومين وتعديل أسعار المحروقات كما تحب ان تسميها الحكومة هي بمثابة مغامرة وهي رخصة لسيارة إسعاف لتنقل المعارضة التي باتت فاقدة لأنفاسها لغرفة الإنعاش لكي تنعشها قرارات التعيينات ورفع أسعار المحروقات ولكي تعود لتجد لها مكان في الشوارع الأردنية وفي الميادين ، كان بإمكان مؤسسة الضمان الاجتماعي ان تبقى عدة شهور بدون مدير عام وكان بإمكان المجلس الأعلى للشباب ان يعلوا ويعمل حتى لو تأخر تعين رئيس له عدة شهور كما يمكن لأي وزارة أن تعمل بدون أمين عام لفترة من الزمن وكان بإمكان المديونية التي تجاوزت سبعة عشر مليار أن تزيد عدة ملايين كل هذا كان ممكن يا دولة الرئيس فلماذا تسرعت الحكومة وغامرت في هذه القرارات وفي هذا الظرف ولماذا تغامرون بجهود مخلصة يقوم بها المخلصين في هذا البلد لتهدئة الأوضاع ، المعارضة أفلست ونازعت وأصبحت تبحث لها إن أي دور وقد بدأت تفكر في الانسياق وراء الناس لا ان تركب عليهم خاصة بعد أن بدأ الناس يتهافتون على التسجيل للانتخابات وارتفاع سقف التوقعات بان تصل نسبة التسجيل لنسبة مقبولة ،هل تعتقدون أن الأردن غارق وانتم المنقذون ، إن الأردن يعاني الأمرين لكنة لم يكن يوما يعاني ازمة انتماء أهله له ولقيادته فمهما ساءت الظروف ومهما قراراتكم شككت الناس ومهما كبرت الأحلام فان حلم الأردنيين لا يكتمل إلا مع قيادتهم الحكيمة . وأخيرا أتمنى لحكومتك الاندحار والسقوط ليس لأني اعشق سقوط الحكومات بل لان قراراتها أحيت من كنا نعتقد انه سيموت وهو في مراحل الحياة الأخيرة . ويكفينا ان جلالة الملك أنصفنا كما يفعل دائما عندما تأخذكم العزة بالإثم ولا تفرقون بين المغامرة وصدق الإدارة الحكيمة متمنين أن تبطل كافة تعييناتكم المبنية على الواسطة والمحسوبية .