أخبار البلد -
مرحلة عض اصابع تعيشها الحكومة والدولة مع الحركة الاسلامية.
في يوم الجمعة غابت الحركة الاسلامية عن نشاطها الاسبوعي في مسيرة المسجد الحسيني، واكتفت بنشاطين في حي نزال والمدينة الرياضية استدعت فيه الاحتياط من الحركة الاسلامية للمشاركة، بينما غاب قادة الصف الاول.
انها رسالة واضحة بإن تثوير النشاط الاحتجاجي وتبريده هو قرار مركزي لدى الحركة، تستطيع توظيفه في الوقت الذي تريده، والاهم انها رسالة محبة لضيوف الاردن من قادة حركة حماس لعدم احراجهم أمام مستقبليهم.
عض الاصابع بين الحركة الاسلامية والدولة الاردنية مرتبط بقرار الانتخابات، فحتى الان تأمل الحركة أن يتم الاقتراب من تصوراتها باتجاه قانون الانتخاب، حتى لو ضغطت على الدولة بدورة استثنائية اخرى، غير دورة رفع مقاعد القائمة العامة الى 27 مقعدا التي تبدأ غدا الاحد، ومن المتوقع أن تحسم التعديل على قانون الانتخاب في جلسة واحدة.
قيادة الحركة الاسلامية وصلتها عدة رسائل في الايام الماضية، حول رغبة الدولة بمشاركتهم في الانتخابات، وهم يراهنون أن اية انتخابات يغيبون عنها، لن يكتب لها تحقيق اهدافها، حتى لو جرت فإن عمر المجلس لن يكون طويلا.
ما يرشح من خبايا الحركة الاسلامية أن هناك ضغطا من تيار الحمائم بعدم المشاركة في الانتخابات، وأن تيار الصقور هو الذي يحاول ان يمرر قرار المشاركة، وهذا بالمعلومات دقيق جدا، لكنه يفسر الحالة التي تمر بها الحركة وحجم الازمة التنظيمية والسياسية التي تعاني منها، فالخلاف ليس على شكل القانون ونظامه الانتخابي، بل الخلاف على نتائج الانتخابات الاخيرة لمجلس الشورى للاخوان المسلمين، وما انتجت من قرارات بحيث تم استبعاد تيار الحمائم من مراكز صنع القرار في الجماعة، وما يجري حاليا هو سياسة "عليَ وعلى اعدائي"، لكن في المحصلة فإن قرار الجماعة ليس اردنيا خالصا، فهناك نصائح من التنظيم العالمي للاخوان على قيادة الاردن الاستماع إليها، كما ان هناك "مونة" لقيادة حركة حماس التي تعلن أن لا علاقة لهم الان بتنظيم الاخوان في الاردن.
ما يدور في اروقة الاخوان المسلمون واضح للعيان، حتى لو خرج المراقب العام الدكتور همام سعيد لنفي اية خلافات في الحركة، وينفي وجود صفقات مع الدولة يتم ترتيبها، وينفي وجود ضغوطات من خالد مشعل وحركة حماس، فالخلافات واضحة وقد تأخذ اشكالا مختلفة في الايام المقبلة، وزيارة قيادة حركة حماس مهما كانت اهدافها الاخرى، فإن التبرع الذي تقدم به مشعل للمساهمة في تغيير موقف الحركة من الانتخابات لم يأت من فراغ، وهو على كل حال ليس بعيدا عن التفكير الاستراتيجي لحركة حماس في الموضوع الفلسطيني، بإن الحركة وقيادتها البديل الطبيعي للقيادة الفلسطينية في المرحلة المقبلة، وعلى هذا الاساس يمكن قراءة الاهتمام الاعلامي غير المسبوق لقناة "الجزيرة" بتقريرها حول وفاة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات .