اخبار البلد
اعتدنا منذ حوالي عقدين على التعايش مع
علاقة مضطربة (مرنة إذا شئتم) بين الحكومات والاسلاميين، واليوم مع الحكومة الحالية،
وإلى جانب أخبار عن لقاءات ودعوات رسمية للتفاهم، هناك بوادر واضحة لحملة، رسمية أيضاً،
ضدهم.
لكن ماذا يفعل شخص يريد أن يوجه بعض النقد
للإسلاميين ولكنه يطالب بحقه بأن لا يُصَنف نقده في سياق الحملة ضدهم؟ والمفارقة أن
هذا السؤال يطرحه الآن قطاع كبير من الأشقاء المصريين الذين يجدون انفسهم في مواجهة
النسخة المصرية (الأصلية) من الفريقين ذاتهما، ويجري هناك تبادل أفكار وعبارات من نوع
"احلاهما مر" أو "الذيب والثعلب" أو "لا ده ولا ده".
من باب النصيحة التي لم يطلبوها بالطبع،
على الاسلاميين أن ينتبهوا بحكمة وتأنٍ الى مظاهر التبدل السريع في الموقف الشعبي العربي
عموماً ومنه بالطبع الأردني، ولكن قبل ذلك عليهم وعلينا أن نتذكر أن الأمة خلال العقدين
الماضيين اعطت الاسلاميين الكثير وحمتهم واحتضنتهم، وقد حصل ذلك لأن الحملة المعادية
كانت تتخذ من الاسلام عنواناً لها وهو أمر ارتضته الأمة كتحد كبير بمواجهة اعدائها،
وارتضت الى جانبه فكرة أن الاسلاميين يقفون فعلاً في مقدمة من يتصدون لتلك الحملة.
اليوم هناك الكثير من المؤشرات على أن الاسلاميين
لا يقابلون الوفاء بالوفاء، وهم يستسهلون "التكتيك" السياسي على حساب الشعوب
وبالضد من مصالحها، وقد أصبح من العادي والطبيعي أن يتوجه الناس بالتساؤل حول أخلاقيات
العمل السياسي عند الاسلاميين، وهذا ما ينبغي ان يثير انتباههم وقلقهم.. والله من وراء
القصد والنقد أيضاً.