توظيف الحراك خير من مواجهته !

توظيف الحراك خير من مواجهته  !
أخبار البلد -  
... عودة على بدء ، والبحث جار عن فتنة تثار بين أبناء البلد الواحد ، والمنطقة الواحدة ، والحي الواحد وحتى العشيرة الواحدة ، مرتزقة وقابضو ثمن البلطجة يعاودون الكره من جديد في تحديهم ومواجهتهم لحراكات سلمية جابت كل محافظات الوطن منذ 16 شهرا ، لم يتعرض فيه حجر واحد للتحريك ، لم تقفل شوارع ولم تشعل نارا ، ولم يجر التعد على المارة او السيارات ، حراك جاب نشطائه كل شوارع المحافظات ينشدون الإصلاح ، نجحوا ولازالوا في استيعاب كل الفتن والأزمات المدبرة والمخطط لها للحفاظ على سلمية حراكهم ومنعا للفتن ، واستوعبوا كل ممارسات الاعتقال والملاحقات والضرب والتهديد التي لاحقت كل ناشط وكل إعلامي يرفع راية الوطن ، الهدف من وقف الحراك وتكميم الأفواه هو إطلاق سراح كل الفاسدين ليعاودوا ممارسة هوايات النهب والسمسرة وبيع مقدرات الوطن وسرقة مال الشعب دون أن يجدوا من يقول بحقهم كلمة حق ، استوعب الحراك بكل وعي وحضارة راقية وبإتقان بوادر الفتن ، فتقربوا من الناس ، ونشروا أفكارهم ومطالبهم بكل وعي واجروا الحوارات ، جالسوا حتى المرتزقة وفاوضوهم وطالبوهم بالكف عن ممارساتهم التي لا تخدم إلا الفاسد والسمسار والمتآمر في هذا البلد .
هدأت لبعض الوقت نشاطات المرتزقة والبلطجة ، وعادت منذ أسبوع لتفرض أدوات وممارسات تحمل نفس العنوان ، الهدف منها إثارة الفتن بين أبناء المنطقة الواحدة والعشيرة الواحدة ، والهدف ليس هذه المرة لوقف الحراك فحسب ، بل التغطية على مفاسد وسياسات بيع ما تبقى من ثروات الوطن ، كاتفاقية الغاز ومماطلة إقرار قوانين الإصلاح وموجات رفع الأسعار التي تصدى لها الحراك بفعالية ، وأعاد الحراك من جديد تنظيم نفسه تحت مسميات تنسيقية الحراك التي يشارك بها غالبية الحراكات في الوطن ،مستخدمين أدوات عمل جديدة و روافع ستكشف عنها الأيام القادمة طالما بقي الحال يراوح مكانه على صعيد الإصلاح ، وقد تحمل أيضا أدوات مواجهة البلطجة إن استمرت !
مقابل ماذا ينفذ أولئك البشر من أبناء الوطن سلوكهم "الإجرامي " بحق أبناء وطنهم ويتعرضون لهم كلما خرج الحراك في نشاط سلمي !! نظام انتزع منهم شخصية العاقل ، وباتوا "منبوذين " حتى داخل مناطقهم ، ليسوا صغارا في السن ولا مراهقين ، استغل المتنفذون والأجهزة حاجتهم وفقرهم وقلة وعيّهم السياسي الذي سببته سياسات النظام على مدار السنوات السابقة ، فعادوا يبحثون عن " كِسرة " دينار على حساب كرامتهم وقيمهم وأخلاقهم ، عاشوا مع أهلهم وعشيرتهم سنين عمر جمعت بينهم المودة والرحمة والاخوه ، فأنقلبوا على كل تلك القيم مقابل بضعة دنانير كما يشاع ، أو مقابل منحة او وظيفة أو حتى " كشك" يقام على أرض لا تملكها الدولة ولا المؤسسات التي توزعها مجانا تباع فيها المخدرات دون رقيب أو حسيب !
البلطجة سلوك عدواني تديره مؤسسات وأفراد ، واستطاعت المعارضة توظيف تلك البلطجة لصالح برامجها وأجندتها في الهجوم على النظام و "تجميع " أخطائه وممارساته وتسليط الضوء عليها، بل و إقناع الناس أن النظام الذي تختبئون خلفه وتساندونه يسهل عليه معاداتكم ورميّكم بكل يسر وحتى الخلاص منكم كما هي حال الخيل الانكليزي ! وهو الأمر الذي أقنع الناس " بهمجية "سلوك النظام وتعامله مع الحراك عبر وسطاء يتقاضون الأجر ! فإن كانت غالبية الناس صامته ، فالصمت ليس في صالح النظام ، فهي غير راضية عما يجري وتحمل المسئولية في تلك السلوكات لبعض الأجهزة والمتنفذين وحتى المقربين، الذين يوجّهون تعليماتهم عبر اتصالات تلفونية مقابل حفنة من أموال سرقوها أصلا من الشعب !! ، فلا صديق ولا عهد ولا دين لفاسد ، سواء أكان من داخل المؤسسة الرسمية أو من خارجها ، وكنت أتمنى لو أن واحدا من أولئك " البلطجية " تحدث يوما عن لقمة خبزه ، كيف يعاني المرارة للحصول عليها ، أو كيف له تدبير قسط ابنائه في الجامعة والمدرسة ، أو أن يتحدث عن شتم وتحقير طاله وطال أجداده طوال شهور مضت من قبل من يدافع عنهم ، أو شعر للحظه أن وطنه ُيسلب ويُعد ليكون وطنا بديلا على حساب حقوقه وامتيازاته وحتى عنفوانه الأردني الذي يتباهى به دون أن يعلم ما يخطط له !
المؤسف من كل ذلك ، أنهم باتوا رجالا بلا مروءة ولا قيمة ، وباتوا أداة طيّعة بيد من يحركهم لإثارة الفتن ، فتن لم تمنع الناس من التوقف عن الحراك ، بل دفعت الغالبية من الناس إلى مواجهة تلك البلطجة ورفد الحراك بما يدعم قوته ومطالبه ، فانقلب السحر على الساحر ، ولم تتعظ تلك الأجهزة من ممارسات مشابهة نفذتها أجهزة ومتنفذون في دول أخرى ، سرعان ما أنقلب حالها وتغيرت أنظمتها جراء النتائج المخيبة لعملها ، وكأن حال الأجهزة الأمنية في كل بلاد الربيع العربي تفكر بنفس المنحى وتنال نفس النتائج المخيبة دون أن تتعظ .
إثارة الفتن بين أبناء الوطن سلاح خطير ، سيُرد إلى نحر كل من يستخدمه ، قد تنجح الفتنة عام أو عامين ، لكنها ستزول وتزيل معها محركها بدون شك ، هكذا يسرد لنا التاريخ نتائج الفتن وأحوالها ، فمن كان منا على قناعة يوما ، أن نظام مبارك سيسقط ، وان زين العابدين فار من وجه العدالة ، وأن ثوار ليبيا يتوّجون انتصارهم بعصا توضع في "مؤخرة " زعيمهم !! أليس ذلك سببه الفساد والفتن التي أثارتها أجهزة أمنهم وعصابات البلطجة المحركة بأثمان بخسه !! الأهم من كل ذلك ، أن العدالة حاضرة، و أن من يصنع الفتن ويدّخرها لشعبه سرعان ما يسقط !
بلطجة هدفها حماية الفساد وتعطيل الإصلاح ، بلطجة هدفها إشغال الناس بعضهم ببعض ولو كان الدم هو الثمن ، بلطجة يديرها أفراد تحركهم مؤسسات ومتنفذون وأموال شعب ، بلطجة لم يجد فيها النظام طريقة أكثر خطورة واشد فتكا في مواجهة الشعب ، وكنا نتمنى لو أن البلطجة طالت ولو فاسد واحد ، أو حتى من يشتمون الشعب ويحقّرونه ، فبالله عليكم الأ يتفق الفاسد والسمسار والبلطجي ومن يحركهم من أفراد ومؤسسات رفيعة ضد الوطن أولا ، وضد أبنائه !! ومنذ متى كانت الأنظمة توفر الحماية للفاسدين دون غيرهم مالم تكن تلك الأنظمة أصلا متورطة حتى النخاع في كل قضايا الفساد !!
الحراك الشعبي رافعة من روافع البناء والتغيير والتطور لأي شعب في الدنيا ، وهي بلا شك حركة وطنية تسعى لحماية الوطن وإبعاد كل مفسد ومخرب عن ثروات الوطن ومكاسبه ، فكل حراك العالم وثوراته أنجزت مشاريع نهضوية -اقتصادية واجتماعية وسياسية غابت في زمن الفساد ، والحراك مكسبا لأي نظام ودولة وليس عدوا لها ، فكيف إن كان حراكنا سلمي يدافع عن الوطن ويطالب بحمايته ، الأ يستحق منا الدعم والمساندة بدل المواجهة وإثارة الفتن حتى بين أبناء الحي أو العشيرة الواحدة !!! ألا تفكر الأجهزة بالاستفادة وتوظيف تلك الحراكات لصالح تنظيف الوطن من كل براثن الفساد والعمالة والخيانة إن كانوا يعملون لوطن قوي ، فأي قوة للنظام أو الأجهزة والفساد يحكم قبضته حتى على تلك الأجهزة ويحركها كيفما شاء ، بل و ينتزع عنها استقلاليتها وشخصيتها ويتطاول عليها ، ألا تعاني تلك الأجهزة الحساسة من تدخلات البعض من المقربين الفاسدين بأعمالهم ونشاطهم ! أم أن الوضع تبدل ، وما كنا نتباهى به طوال عقود مضت ، بات اليوم حالة نتحسر عليها بكل أسف ، لأن الأدوار قد تبدلت لدى تلك الأجهزة ، فبات الشريف ابن الوطن هو الملاحق الذي يضرب وبسجن ويلاحق ، والحماية توفرت لكل خائن وفاسد !! فمؤسساتنا التي نعتز قد ضعفت ، لم يضعفها حراك الناس و الشرفاء في هذا الوطن ، بل أضعفها من كان يحلم بتفكيك الدولة الأردنية وهدم أركان قوتها ومنعتها ، وبيع ثرواتها ونهب خيراتها وتدمير بنيتها الاجتماعية تمهيدا لمشروع الوطن البديل .
أمام من يتشدقون بالحفاظ على الوطن واستقراره وأمنه ، مهام أجلّ وارفع من تشكيل عصابات البلطجة ومقارعة الحراك ، فلا زال الجرح نازف ، ولازالت " الجمعية السرية " تعمل بخطى حثيثة لإكمال برامج تدمير الوطن ، فهلا التفتنا إليها وحاربناها بدل أن نخدم اهداف تلك الجمعية وننشغل بفتن داخلية حتى يتسنى لها مواصلة تحقيق برامجها ، فالحراك مع الوطن دوما وليس نقيض له ...
شريط الأخبار تسجيل أول طعن بنتائج القائمة العامة في الانتخابات النيابية الصفدي لميقاتي : موقف الأردن ثابت في دعم لبنان البنك الدولي: فلسطين تقترب من السقوط الاقتصادي الحر أحداث أمنية ساخنة في أسبوع.. جرائم بشعة وخلية جرمية وضرب أوكار المخدرات عدد كبير من الإسرائيليين يتوجهون نحو سيناء الجيش يحبط محاولة اجتياز طائرة مسيرة إلى الأردن والد الصديق مجدي ابو جلود في ذمة الله "حزب الله" يكشف عن عمليات نفذها اليوم ضد أهداف إسرائيلية ولي العهد: إيمان الهادئة الرقيقة .. أسأل الله أن تحمل صغيرتنا كثيراً من صفاتك نمو صادرات الأردن من الألبسة وتوابعها ومحضرات الصيدلة الأردن يحتفل بيوم السياحة العالمي مع تسجيله 7 مواقع على لائحة التراث العالمي - "البوتاس العربية" أُنموذجاً في التخطيط الصناعي ومشاريعها التوسعية ستعزز مكانتها محليا وعالميا هل تسهم الزيارات الميدانية بتطوير التعليم في الأردن؟ الذهب والفضة يتجهان لتحقيق مكاسب أسبوعية استشهاد 92 شخصا خلال 24 ساعة في لبنان جراء الغارات الإسرائيلية أجواء خريفية معتدلة في أغلب المناطق الجمعة وحارة السبت وفيات الأردن اليوم الجمعة 27-9-2024 الحوثيون يقلبون تل أبيب رأسًا على عقب بفعل صواريخهم وعشرات الإصابات أثناء الهروب للملاجئ الصفدي: إسرائيل اغتالت الأونروا الحنيطي يتحدث عن قدرات سلاح الجو الملكي وامكاناته في الردع الاستراتيجي