يبدو ان رفع الأسعار قرار وشيك وشر لا بد منه وخيار صعب لا تحسد عليه الحكومة التي جاءت في مرحلة دقيقة وصعبة كحكومة إنقاذ لما يمكن إنقاذه بعد سلسلة من الأخطاء التقنية والإدارية والمالية التي ارتكبتها الحكومة السابقة وكلفها ذلك ثمنا باهظا لكن ليس بحجم الكلفة العالية والقاتلة التي تكبدتها الخزينة وأضافت لحجم المديونية رقم ثقيلا يعلم الله متى يمكن التخلص منه
وغادرت تلك الحكومة الدوار الرابع مثقلة بذنب الغلابا والمسحوقين في رقبتها وستلحق بها كل حكومة لا تنتهج سياسات واضحة وتضع مصلحة المواطن والوطن على اولى أولوياتها لان الملك كان واضحا ولم يجامل إذ لم يبق مجال للمجاملة ولن يتهاون كما يبدو ومن خلال مواقفه وما يعلنه في لقاءاته مع الناس سواء في جولاته او في مجالس خاصة وقد أعلنها اكثر من مرة وواضحة ولا لبس فيها وليست بحاجة لتأويل او توضيح او تحميل على اي مقصد اخر انه اذا لم يستغل الربيع العربي لإنجاز الإصلاحات فق فاتنا خير كثير وفرصة ذهبية.
فالحكومة مجبرة شاءت ام أبت ان تكون منسجمة مع فكر الملك وتقرا بوضوح خارطة الطريق التي رسمها منذ بداية الربيع العربي ولكن البعض لم يدركها او لم تصله بشكل واضح فما أخذ منها منهجا يساعده على تخطي المراحل بيسر وسهولة.
الزخم السياسي الذي شهده الوطن الأسابيع الماضية وإنجاز الهيئة المستقلة للانتخاب والإصرار على إنجاز قانون الانتخاب وصولا لإجراء الانتخابات هذا العام هذا الزخم كان ملكيا بامتياز وعبر عن رغبة الملك وتصميمه على الوفاء بما وعد مهما كلف الامر غير ابه لا بالمشككين ولا بالمتخاذلين ولا المتقاعدين الذين يرون ان ما يريده الملك يحتاج دهرا وهذا بالتاكيد قصر نظر منهم وبدلا من الوقوف والحيرة و" فرك اليدين " عليهم الوقوف خلف الملك ووضع ايديهم متشابكة مع يديه لتحقيق الإنجاز الذي سيكون معجزة ولكن بالإرادة والثقة واتباع نهج الملك الذي لا نملك الا ان نكون معه وبه ماشون نحو المستقبل لانه ربان السفينة الواثق والماهر والمحرك ذو الفكر التقدمي النير سيعبر بنا نحو شاطئ الأمان بإذن الله.